مستشفيات بلا أطباء.. “النواب”يفتح النار على غياب الأطباء عن المستشفيات ويطالبون بفرض عقوبات مشددة

د.أيمن أبو العلا يطالب بتطبيق استراتيجية الثواب والعقاب  لردع المخالفين ومكافأة الملتزمين

د.إليزابيث شاكر: العقوبات المعتادة في المستشفيات الحكومية لا يعتد بها

د. رشوان شعبان: قلة المرتبات وعدم التقدير المعنوي يدفع الأطباء للتغيب عن العمل

د.نجاة صلاح الدين: إهمال الأطباء في عملهم رد فعل لما يحدث معهم يوميًا

كتبت: خلود عامر

يمثل غياب الأطباء عن دوامهم في المستشفيات بشكل متكرر أحد المشكلات التي يعاني منها المرضى يوميًا، فعدم ذهابهم إلى العمل يعرض العديد من المرضى للخطر وقد يكون سبب في وفاة أحدهم، مما يتطلب وقفة حقيقية أمام هذه الظاهرة ووضع حلول حاسمة لها.

وتصدى عدد من نواب البرلمان لهذه الظاهرة، وفتحوا النار على الأطباء المقصرين في حق مرضاهم وعملهم، مطالبين بفرض جزاءات وعقوبات لردع المقصرين عن أداء واجبهم.

وتباينت آراء النواب في كيفية الحد من هذه الظاهرة التي تفشت في المستشفيات الحكومية، وإمكانية وضع إستراتيجية لمعاقبة هؤلاء المقصرين، بينما أرجع البعض سبب ظهور تلك الظاهرة إلى قلة رواتب الأطباء والعاملين بهذه المستشفيات ، ووصفوها بأنها كابوس يهدم كل ما يمكن بنائه.

إستراتيجية الثواب والعقاب

طالب الدكتور أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بمواجهة ظاهرة غياب الأطباء عن المستشفيات، وعدم الالتزام بمواعيد العمل الرسمية، مؤكدًا أن تلك الظاهرة باتت تؤرق العاملين بالمستشفيات، والمرضى الذين تتعرض حياتهم لمزيد من المخاطر بسبب عدم متابعة حياتهم الصحية.

وأشار “أبو العلا”، في تصريحات خاصة لـ”شفاء”، إلى أن أزمة غياب الأطباء مستمرة في أكثر من مستشفى حكومي، مطالبًا بتطبيق عقوبات شديدة للحد من هذه الظاهرة التي تنتشر يومًا بعد يوم، وتطبيق إستراتيجية الثواب والعقاب على الأطباء، لردع المخالفين ومكافأة الملتزمين، فربد أن يقوم أعضاء الفريق الطبي بواجبهم، لأنهم يتحملون مسئولية كبيرة وهي أرواح البشر.

قلة المرتبات

ومن جانبها، شددت الدكتورة إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب، على ضرورة وضع حلول سريعة للتصدي لظاهرة عدم التزام الأطباء وتغيبهم عن المستشفيات، لافتة إلى أن العقوبات المعتادة في المستشفيات الحكومية لا يعتد بها، لأنها غالبًا لا تجدي نفعًا ولا تقوّم فريق العمل بشكل عام.

ونوهت في تصريحات خاصة لـ”شفاء”، أن مرتبات الأطباء في المستشفيات الحكومية ضعيفة للغاية، لذلك يتهربون من دوامهم الكامل في المستشفيات الحكومية، ويلجئون إلى المستشفيات الاستثماري والعيادات الخاصة لتحصيل مبالغ جيدة منها، لذا قبل أن نحد من تغيب الأطباء، يجب زيادة رواتبهم أولاً، لإلزامهم بالتفرغ للعمل في المستشفيات الحكومية فقط، وذلك بوضع مقابل ترك العيادات الخاصة.

وطالبت بتشكيل لجنة عليا يشترك فيها النواب الأطباء بلجنة الشؤون الصحية مع وزير الصحة والسكان، ووزير المالية بحضور رئاسة الوزراء؛ لتمويل مرتبات الأطباء، مؤكدة أن ذلك سيعمل على حل الأزمة.

الاعتداءات المستمرة

بينما أرجع الدكتور رشوان شعبان، عضو مجلس نقابة الأطباء، السبب في تهرب الأطباء من دوامهم بالمستشفيات وعدم التزامهم بمواعيد العمل، إلى قلة المرتبات، وعدم وجود التقدير المادي والمعنوي والأدبي الذي يدفع الأطباء للعمل، كما أن النقابة لا تعاقب الأطباء على تغيبهم، ولكن العقاب يكون إداري من إدارة المستشفى نفسها.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ”شفاء”، أن النقابة يمكنها الدفاع عن الطبيب حال الخصم من مرتبه وهو يعاني من ظروف خاصة وليس عقابه، مشيرًا إلى أن الأطباء وخاصة الشباب منهم أصبحوا غير حريصين على العمل الحكومي، بسبب الاعتداءات التي يواجهوها يوميًا، بالإضافة إلى ميولهم للاستقالة من المستشفيات وعملهم في أي مجال آخر، أو سعيهم لحلم السفر للخارج.

رد فعل

وأكدت الدكتورة نجاة صلاح الدين، استشاري أطفال بمستشفى القصر العيني، أن إهمال الأطباء في عملهم يعتبر رد فعل لما يحدث معهم يوميًا، حيث يتعرض الأطباء يوميًا لمواقف قاسية وتعديات من أهل المرضى، ونقل عدوى أمراض، وفي المقابل ذلك يتقاضون أجر ضعيف للغاية.

وأشارت في تصريحات خاصة لـ”شفاء”، إلى أن شباب الأطباء يلجئون للفرار من ضياع وقتهم بالمستشفيات الحكومية، إلى مستشفى خاص تعطيهم أضعاف مضاعفة ما يتقاضونه في الأولى، مضيفة أن كبار الأطباء يتقاضون أجور كبيرة نظير العمليات التي يقومون بها، بينما الشباب بات السفر للخارج هو الحلم الذي يسيطر عليهم بسبب قلة الماديات والتعامل المعنوي السيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى