د.أحمد سعيد يونس يكشف عن أبرز مشاكل الجهاز الهضمي لحديثي الولادة ويقدم نصائح للأم
كتبت: دعاء علي
“بكاء لا ينتهي وصرخات طيلة الليل والنهار”، مشهد متكرر تعيشه كل أم في الشهور الأولى لطفلها بعد الولادة، وكثيرا ما تقف الأم عاجزة أمامه ولا تعرف ماذا أصاب وليدها وكيف تساعده على تخفيف الألم الذي يعيشه ولا يستطيع التعبير عنه.
أعراض كثيرة يعانيها الأطفال منذ لحظة ميلادهم، يتعلق معظمها باضطرابات في الجهاز الهضمي سواء كانت في صورة انتفاخات أو غازات أو إسهال أو مغص وغيرها من الأعراض، وفي الغالب تتعامل الأم بوصفات شعبية دون أن تعي خطورة الأمر على صحة طفلها، وأهمية اللجوء لطبيب يصف العلاجات المناسبة لحالته.
“شفاء” تواصلت مع الدكتور أحمد السعيد يونس، رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال، ورئيس جمعية أصدقاء لبن الأم، ليكشف أبرز الأمراض التي تصيب حديثي الولادة وكيف تتعامل الأم معها.
الحلق
يقول يونس: الجهاز الهضمي للطفل يبدأ من الحلق والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة وحتى فتحة الشرج، وخلال أول 3 أو4 شهور من حياة الطفل غالباً لا تظهر عليه أي مشاكل، إلا في حالة تقبيله من فمه أو العطس في وجهه أو التدخين بجانبه، وجمعيها أسباب تؤدي إلى التهابات في الحلق، أما الأطفال أكبر من 6 شهور يمكن أن يحدث لهم التهاب في الحلق وإنفلونزا نتيجة أيضًا القبلات والعطس، وفي حالة الاستحمام دون التنشيف جيدًا.
المريء
يشير رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال، إلى أن الارتجاع يمثل أغلب المشاكل التي تواجه المريء، ونحن كأطباء لا نهتم بقصة ارتجاع المريء إذا كانت زيادة الوزن طبيعية بمعدل من 150 إلى 200 جرام أسبوعيًا ولا نتعامل مع الطفل على المستوى الطبي، أما إذا كان الارتجاع سببًا في إنقاص وزن الطفل أو عدم زيادة وزنه، نتدخل طبيًا، لوجود مشكلة تستوجب الحل.
المعدة
يؤكد الدكتور أحمد السعيد يونس، أن مشاكل المعدة التي يتعرض لها الطفل تحدث بسبب إصابته بالبرودة نتيجة عرق زائد، أو الاستحمام والتعرض لهواء مباشر من تكييف أو مروحة، أو تناول طعام غير صالح، مما يصيبه بقيء مستمر، وفي هذه الحالة يجب التوجه فورًا للطبيب، مضيفًا أنه في حالة صاحب القيء إسهال، فهناك نوعان من التعامل مع الطفل، إذا كان يرضع طبيعيًا فإن مشكلته بسيطة حيث يكمل الرضاعة مع الحصول على العلاج، أما إذا كان الطفل يرضع صناعي فلابد أن يقوم الطبيب بتعديل الرضعة الصناعي ويضيف لها بعض المكونات مثل بودرة الجزر وبودرة الأرز مع إعطاء العلاج المناسب للإسهال، أما إذا كان الإسهال شديد مع قيء يحتاج الطفل إلى محلول معالجة الجفاف.
ونصح يونس، بعدم إعطاء الطفل أي عقاقير خاصة بالإسهال سواء كانت أدوية مجربة لأطفال آخرين أو دواء من الصيدلي، والتوجه للطبيب حتى لا يتعرض الطفل لأي مضاعفات خطيرة تتمثل في نزلة معوية وجفاف، والطبيب هو من يحدد إذا كان الإسهال نتيجة بكتيريا أو فيروس أو برد في الأمعاء.
وبالنسبة للمغص، لفت رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال، إلى أنه يتوقف عند عمر 4 أو 5 شهور، ويحدث نتيجة تنفس الطفل هواء أثناء الرضاعة ويتدخل الطبيب بوصف العلاجات المناسبة، موضحًا أن الانتفاخ يحدث نتيجة الرضاعة بطريقة خاطئة، فيجب أن يمسك الطفل الهالة وليس الحلمة فقط حتى لا يبلع هواء.
واستطرد أنه في حالة اللبن الصناعي يحدث الانتفاخ نتيجة تناول الطفل لبن صناعي مخفوق في “البيبرونة” فاللبن يكون ممتليء بالهواء، ويجب مراعاة مزجه خارجيًا ثم وضعه في البيبرونة لضمان عدم وجود هواء في الرضعة.
فتحة الشرج
يوضح الدكتور أحمد السعيد يونس، أنه قد تحدث التهابات في فتحة الشرج نتيجة الإمساك، وهو عادة ما يصيب الأطفال الذين يرضعون صناعيًا في حالة زيادة كمية اللبن في الرضعة الواحدة أو تقليل الماء؛ فأي خلل أو لخبطة في جرعة اللبن الصناعي تسبب إمساك، مشددًا على ضرورة ضبط الرضعة على 30 سم كما هو مكتوب على علبة اللبن، ونعطي للطفل عصير طماطم أو برتقال أو عنب حسب الموسم، وهو ملين طبيعي لمعدة الطفل وليس له أي تأثير ضار.
وأضاف أن التهاب فتحة الشرج يمكن أن تحدث نتيجة الإسهال أيضًا، لأن عند خروجه من معدة الطفل يكون حمضي، مما يؤثر على جلد الطفل ويصيبه بالاحمرار وإزالة جلد الطفل، وفي تلك الحالة يجب التوجه للطبيب ليصف العلاج والمراهم المناسبة لحالة الطفل.