أورام الغدة الدرقية.. تخلص منها دون جراحة
كتبت: سماح عاشور
قال الدكتور أسامة حتة، استشاري الأشعة التداخلية، إن الغدة الدرقية مرض شائع خاصة عند السيدات، وينقسم إلى نوعين؛ أحدهما خبيث والآخر حميد، مشيرًا إلى أن الأشعة التداخلية تلعب دورًا كبيرًا في علاج تضخمات الغدة الدرقية الحميدة، بينما التضخمات الخبيثة تستئصل بالكامل.
وأضاف أن السواد الأعظم من تضخمات الغدة الدرقية حميدة، إلا أنه يجب علاجها لأن الغدة الدرقية تقع أمام القصبة الهوائية وأي تضخم يضغط على القصبة الهوائية يشتكي المريض من عدم التنفس، كما يقع خلف القصبة الهوائية المريء فيعاني المريض من ارتجاع، أو يضغط التضخم على الأعصاب المحيطة بالغدة فيعاني المريض من ألم في الرقبة، ويمكن أن يسبب التضخم بروز في الرقبة.
وأوضح أن معرفة نوع الورم يتم من خلال أخذ عينة من خلايا التضخم بإبرة رفيعة للغاية تحت الموجات الصوتية، مشيرًا إلى أن التضخم أحيانًا يكون في مقدمة الرقبة وهو مكان حساس حول الأجزاء الحيوية، وفي الماضي كانت الطريقة الوحيدة للتخلص من التضخمات هي الجراحة، وكانت وقتها عملية كبيرة وصعبة ومضاعفاتها خطيرة قد تؤثر على العصب الذي يغذي الحنجرة.
وأكد أن الورم الحميد يتحول بنسبة بسيطة ونادرة لورم خبيث، لذلك المريض الذي لا يرغب في استئصال الورم الحميد، عليه أن يتابع باستمرار مع الطبيب، لافتًا إلى وجود علامات لتحول الورم لخبيث منها التغير في شكل الورم، زيادة حجمه بصورة كبيرة في فترة قصيرة.
وأفاد بأن الورم في حد ذاته لا خوف منه، لكن المشكلة من ضغطه على الأعضاء المجاورة، مشيرًا إلى أن الحل أصبح الآن بسيط فيمكن أن يموت الورم ويتقلص دون فتح الجلد من خلال التدخل والكي بالتردد الحراري لتضخمات الغدة، مضيفًا أن الطبيب يدخل بإبرة التردد الحراري على الورم مباشرة من خلال الجلد، ونرفع درجة الحرارة داخل بؤرة الورم فقط دون التأثير على الأنسجة السليمة، فتموت خلايا التضخم الحميد فينكمش تدريجيًا.
وتابع أن العملية تستغرق ربع ساعة، ويبقى المريض في المستشفى لمدة ساعتين بعد العملية، وتتم العملية تحت بنج موضعي لتفادي خطورة البنج الكلي؛ للتأكد من عدم التأثير على الأحبال الصوتية، ويتم متابعة المريض بعد شهر من العملية، موضحًا أن الورم يقل بنسبة 50% بعد شهر من العملية، وبعد 6 شهور يكاد يكون اختفى، وبعد العام يختفي الورم نهائيًا، ثم نجري أشعة بالموجات الصوتية وتحليل الغدة لنطمئن على وظائفها.
وأكد دكتور أسامة حتة، أن الغدة الدرقية مهمة لكل وظائف الجسم الحيوية، فتفرز هرمون الغدة الدرقية المسئول عن كل الوظائف الحيوية بالجسم، إذا زاد معدل إفراز الهرمون يشتكي المريض من الشعور بالحر رغم برودة الجو، ونقصان الوزن، وزيادة ضربات القلب، ولو قل إفراز الهرمون يزيد وزن المريض ويشعر بالبرودة.
وأكد أنه في حالة استئصال الغدة يعيش المريض طوال حياته على الهرمون التعويضي، لكن باستخدام التردد الحراري أتخلص من التضخم فقط دون المساس بخلايا الغدة السليمة التي تفرز الهرمون ولا يحتاج لأي هرمون تعويضي.