تعرف على الجديد في الحقن المجهري.. وماذا يعني مصطلح الحفاظ على الخصوبة؟

كتبت: سماح عاشور

قال الدكتور ياسر مصباح، أستاذ النساء والحقن المجهري بكلية طب جامعة المنصورة، إن الحقن المجهري يعتبر ثورة في عالم الطب في مجال النساء والتوليد، فتم ولادة أول طفل عن طريق الحقن المجهري سنة 1978.

وأضاف أن الحقن المجهري يتمثل في إعطاء تنشيطات للزوجة عبارة عن حقن حتى تكبر البويضات وتنضج، ثم يتم سحب البويضات تحت بنج كلي، وتذهب البويضات إلى فريق معمل الأجنة ليجهزها ويأخذ عينة من السائل المنوي ويجهزها ويختار أقوى الحيوانات المنوية ويحقنها داخل جدار البويضات، ينتج عن ذلك الحقن أجنة نضعها في حضانة من 3-5 أيام، والأجنة القوية تستمر أما الأجنة الضعيفة لا تنقسم وتختفي وتضمر، فننتقي أفضل الأجنة وننقلها لرحم الزوجة باستخدام السونار الألتراساوند وننقلها في مكان معين وبطريقة معينة داخل الرحم.

وتابع:”أن الأجنة الناتجة عن الحقن عبارة عن خلايا ليس لها روح أي مشروع جنين مستقبلي ويبث الروح فيها بعد نقلها بأسبوعين لرحم الأم، لافتًا إلى أن انتقاء الأجنة لها طريقة معينة بمعرفة معمل الأجنة المتطور وننقلها لرحم الأم بحيث نحسن النتائج بأفضل ما يكون”، لافتًا إلى أن نتائج الحقن المجهري في العالم كله لا تصل إلى 100% لا تزيد عن 55% في أحسن المراكز، لكن مع وجود بعض التقنيات النتائج تصل إلى 75%.

أسباب عدم التصاق الأجنة بالرحم

أوضح دكتور ياسر مصباح، أنه بعد وضع الأجنة الملقحة في الرحم، هناك أسباب كثيرة جدًا لعدم التصاق الأجنة بالرحم، توجد أسباب واضحة يمكن علاجها، وأخرى غير واضحة لا يمكن أن نعالجها، مشيرًا إلى أنه توجد أشياء تقلل من فرص انغماس الأجنة مثل التهابات وسوائل في قناتي فالوب أو حاجز في الرحم أو روم ليفي وهذه الأسباب يمكن علاجها ونحسن من أداء انغماس الجنين، لكن استقبال الرجم للجنين يقبله أو لا يقبله لا يوجد تقنية على مستوى العالم تؤكد أن الرحم يستقبل الأجنة أم لا، حتى في حالة عدم وجود سبب يمنع ذلك لكنها إرداة ربانية لذا لا توجد نتائج تصل 100%.

الجديد في الحقن المجهري

قال دكتور ياسر مصباح: “كل يوم وكل ساعة تظهر تكنولوجيا جديدة في الحقن المجهري، أشهرها على مستوى التنشيط أدوية معينة كلما كان التنشيط جيد وعدد الحقن قليل السيدات يستقبلن موضوع الحقن المجهري بشكل أريح.

وأضاف:”يوجد الآن البروتوكول القصير فترات تنشيط أكبر حقن أقل الأدوية مصنعة باستخدام الهندسة الوراثية ففاعليتها قوية جدًا، وأبشر السيدات بوجود أدوية جديدة في الطريق أدوية تنشيط طويلة المفعول يمكن أن تكون حقنة واحدة تشتغل لمدة أسبوعين، أي عدد الحقن يقل جدًا وجودة البويضات تتحسن”.

وعلى مستوى معمل الأجنة، تابع:”متابعة الأجنة مهمة جدًا، فيوجد الآن الحضانات الذكية يمكن أن تتابع تطور الأجنة ساعة بساعة وتعطي تقرير عن الأجنة الجيدة والأجنة السيئة، فبالتالي نختار الأجنة الجيدة مما يزيد معه فرص نسب الحمل من الحقن المجهري، إضافة إلى التطور المذهل في معمل الأجنة فيمكن الحفاظ على جودة الحيوانات المنوية وجودة البويضات.

وعن الجديد في وسائل نقل الأجنة عن طريق السونار، قال دكتور ياسر مصباح:”في مكان معين في الرحم هو الذي ننقل فيه، ومع الخبرة تعرف المكان الذي تنقل فيه والنتائج تتحسن”، وطال هذا التطور وسائل التثبيت فأصبحنا نستخدم أدوية معينة بدون عدوى أو ألم.

واستكمل:”يوجد تطور خطير في تجميد الأجنة، فالتجميد السريع وهو ثورة كبيرة، وتجميد الأجنة يعني إذا أسفر الحقن المجهري عن 5 أجنة ننقل 2 أو 3 ونجمد الباقي في تانكات خاصة، وهي آمنة تمامًا ويمكن أن تجمد الأجنة لمدة أكثر 15 سنة، وهي أجنة جاهزة بمجرد أن تريد السيدة الإنجاب يتم فكها ونقلها للرحم مباشرة، بدون تنشيط وتكاليف وبدون بنج، بالتالي هي محاولة أخرى شبة مجانية للزوجين.

وأفاد أن الطفرة الأخرى هي التحليل الوراثي للأجنة، فعند زرع الجنين في الرحم لا نعرف إذا كان مشوه أم لا، وكثير من الأزواج يعانون من فشل متكرر في الحقن المجهري، وهنا نكتشف سبب الفشل سواء مشكلة وراثية أو مرض جيني أو خلل في الكروموسومات ونستبعده في الأجنة قبل نقلها للرحم، مشيرًا إلى أن في اليوم الثالث للأجنة في المعمل نأخذ خلية من كل جنين ونحللها في معمل الجينات وأعرف إذا كان بها أي عيوب كروموسومية أو جينية ، وإذا اكتشفت خلل نستبعد الجنين، بالتالي لن أنقل إلا الجنين السليم ويسمى هذا الفحص الوراثي للاجنة.

الحفاظ على خصوبة الزوجين

وأوضح أن هذا المصطلح يعني تجميد الحيوانات المنوية والبويضات موضحًا:” بعض الأزواج لديه قلة في السائل المنوي وهنا يمكن أن يجمده، لأنه يمكن المليون يقل ويبقى زيرو وخصوبته تنتهي، هنا التجميد مهم كاحتياطي استخدمه في حال وصلت قلة الحيوانات المنوية لمرحلة حرجة، ومن المهم أيضًا التجميد قبل الدوالي لأنه وارد أن يقل السائل المنوي بعدها، وكذلك الأمر بالنسبة للزوج الذي يعاني من ورم في الخصية عليه أن يجمد الحيوانات المنوية، بحيث يكون احتياطي استراتيجي.

وبالنسبة للزوجة، قال:”يوجد الأن زوجات يتزوجن في سن كبير فوق الـ35 سنة، هنا نجمد البويضات لنستخدمها في حال قل مخزون المبيض، وهذا متاح الآن حتى وهي آنسة، بنفس خطوات الحقن المجهري لكن نسحب البويضات عن طريق البطن، والنتائج جيدة جدًا”، ونصح السيدات التي تعاني من الأورام وتأخذ علاج كيماوي أو اشعاعي أن تجمد البويضات، وكذلك بالنسبة للسيدات التي تعاني من فشل التبويض المبكر، مشيرًا إلى أن الحفاظ على خصوبة الزوجين أمل للزوج والزوجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى