4 أمراض تتشابه أعراضها مع التهاب الأعصاب الطرفية.. كيف تميز بينهم؟
كتبت: سماح عاشور
“التهاب الأعصاب الطرفية” من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى فقدان الإحساس، فقد يدخل في قدمك مسمار أو تتعرض لحرق دون أن تشعر بذلك، مما يترتب عليه مضاعفات خطيرة مثل القروح والغرغرينا، ويصل الأمر أحيانًا للبتر، لذا لابد من اللجوء الفوري للطبيب في حال الشعور المبكر بأي عرض من أعراض التهاب الأعصاب الطرفية.
ما هو التهاب الأعصاب الطرفية؟
يقول الدكتور عبد الرحيم العوام، مدرس علاج الألم والعمود الفقري، إن الجهاز العصبي يتكون من الجهاز العصبي المركزي وهو المخ والحبل الشوكي، والجهاز العصبي الطرفي وهو الأعصاب الطرفية، وينقسم إلى 3 أنواع هما؛ أعصاب حركية مسئولة عن الحركة، وأعصاب حسية مسئولة عن الإحساس، والجهاز العصبي اللاإرداي والمسئول عن حركة الأعضاء الداخلية مثل القلب والأمعاء.
ويضيف أن الأعصاب الطرفية قد يحدث بها التهاب، ولأنها مسئولة عن الحركة والإحساس نجد أن الحركة تتأثر وكذلك الإحساس، لافتًا إلى أن الطرف العلوي والسفلي أكثر الأطراف المعرضة للالتهاب في الأعصاب الطرفية، وتتوقف الأعراض بناء على الوظيفة التي تتأثر.
ويتابع:”إذا كان الالتهاب في الأعصاب الحسية يشعر المريض بتنميل وخدلان وحرقان وشكشكة دون وجود سبب، وإذا كان الالتهاب في الأعصاب الطرفية تؤدي إلى ضعف في الحركة والعضلات، فلا يستطيع المريض الوقوف والمشي، وأحيانًا تؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي فنجد المريض يعاني مشكلة في حركة الأمعاء، وإمساك مزمن، وعدم تحكم في البول، وعدم انتظام ضربات القلب”.
أسباب التهاب الأعصاب الطرفية
ويوضح العوام، أن السكر هو المسبب الأول لالتهاب الأعصاب الطرفية، لأن أغلب مرضى السكر لا يلتزمون بتنظيم معدل السكر، مما يعرضهم لمشاكل كثيرة أشهرها “الجوانتي والشراب” أي عدم الإحساس باليد والقدم، وهو أشهر نوع من التهاب الأعصاب الطرفية التي تحدث مع السكر، مضيفًا أن المريض لا يشعر بقدمه فيتعرض لجرح وحروق نتيجة فقدان الإحساس.
ويشير إلى أن هناك أسباب أخرى لالتهاب الأعصاب الطرفية مثل اختناق الأعصاب، ويكثر حدوثه مع الأشخاص الذين يستخدمون الكمبيوتر بكثرة، أو ربات المنزل التي تعتمد على الغسيل اليدوي، إضافة إلى التهاب عصب في الفخذ، فيشعر المريض أن جزء الفخذ من الجانب به خدل وألم، وأحيانًا يشخص على أنه انزلاق غضروفي، ويحدث أكثر مع ربط الحزام بشدة، والذي يسبب التهاب الأعصاب الطرفية، وأحيانًا يحدث التهاب الأعصاب الطرفية نتيجة التهاب فيروسي مثل الهربس، وبعض مرضى الجزام، ونتيجة التعرض للمواد السامة مثل الرصاص أو الأسبستوس، أو نتيجة نقص فيتامين ب12، والذي يقلل من تكوين الأعصاب بالتالي يسبب التهاب الأعصاب الطرفية.
تشخيص التهاب الأعصاب الطرفية
ويؤكد أهمية إجراء رسم عصب لتشخيص التهاب الأعصاب الطرفية، وللتمييز بينها وبعض الأمراض الأخرى التي تتشابه في الأعراض مثل الشوكة العظمية، وفي هذه الحالة لا يعاني المريض من حرقان أو تنميل فقط شعوره بالألم وتظهر أكثر أثناء القيام من النوم، وكذلك مرض النقرس والذي يسبب أيضًا التهاب في بطن القدم ويؤثر على مفصل الإصبع الكبير، ويختلط تشخيصها كثيرًا مع التهاب الأعصاب الطرفية، وكذلك عرق النسا فيشتكي المريض من نفس الأعراض لكن الألم ممتد من الظهر حتى أصابع القدم، وقد نجد نجد أن الشخص مصاب بالضلع الزائد في آخر فقرة عنقية في الطرف العلوي، مما يسبب ضغط على الأعصاب، وهذه الحالة علاجها سهل بالترد الحراري، أو إزالة الضلع الزائد جراحيًا.
علاج التهاب الأعصاب الطرفية
ويوضح أن العلاج يبدأ بأدوية مضادة لالتهاب الأعصاب الطرفية، وعلاج السبب الرئيسي سواء سكر أو نقرس، ومكملات غذائية خاصة فيتامين ب12، مؤكدًا أن حالات التهاب الأعصاب الطرفية لا يفيد فيها المسكنات أو أدوية باسطة العضلات، لافتًا إلى وجود طرق حديثة في العلاج وهي “BRB” أو البلازما في مرضى السكر، ويتم حقن البلازما حول أعصاب اليدين والقدمين، وفي حالة انضغاط الأعصاب نحقن مادة معينة بالأشعة التليفزيونية نفصله من الضغط الموجود حوله، وأحيانًا نلجأ لاستئصال العصب السمبثاوي في حالات الضلع الزائد أو في الأمراض التي بها مشكلة في الأوعية الدموية.