3 عوامل تحكم اختيار نوع الليزك الذي يناسب المريض.. وفي تلك الحالات نلجأ لزراعة العدسات
قال الدكتور عمر برادة، استشاري طب وجراحة العيون، إن العشر سنوات الأخيرة أتاحت لجراحي العيون تلبية طلبات المرضى في جزئية الاستغناء عن النظارة، لافتًا إلى أن النظارة على الرغم من جودتها في تحسين حدة الإنصار، وعلاج عيوب إنكسار الضوء، لكن التحرر من النظارة والاستغناء عنها هدف يسعى إليه الكثير من المرضى في أعمار مختلفة.
وأوضح أن هناك مجموعة من المرضى لا تصلح لهم عمليات تصحيح الإبصار، وأهم فئة في تلك المجموعة هم الأطفال، لافتًا إلى أنه من سن الولادة حتى سن 18 عامًا ممنوع إجراء أي نوع من عمليات تصحيح الإبصار ليزر أو الليزك بأشكاله وأنواعه أو عمليات زراعة العدسات، لأن عين الطفل في تلك المرحلة العمرية لم يكتمل نموها فالمقاسات النهائية التي نعالجها سواء قصر نظر أو طول نظر التي نعالجها بالنظارة لابد أن تكون وصلت لمرحلة الاستقرار ولن تتغير في المستقبل.
وأضاف:”يجب أن ننتظر الوصول لمرحلة الاستقرار، ثم نبحث عن الوسيلة الأنسب للعين، مشيرًا إلى أن الطبيب يجب أن يستغل كل الوسائل التشخيصية المتاحة ومن مهارات جراحية اكتسابها للوصول إلى ما يناسب العين، لأن كل عين تختلف عن الأخرى.
وأكد أن النظارة هي الوسيلة الوحيدة للأطفال في هذا السن، ولابد الطفل من سن 4 سنوات أن يزور طبيب العيون، للاطمئنان إذا كان يعاني من ضعف إبصار أم لا، لأن الصورة الواضحة والجيدة التي تدخل العين هي التي تدفع العصب البصري لاكتمال نموه، بالتالي إذا لم تكن الصورة واضحة لن يكتمل العصب البصري بشكل صحيح، وهو ما يسمي “الكسل الوظيفي”، وهو مرض ليس له علاج، لكن يمكن تجنب حدوثه من خلال أن يتمتع الطفل برؤية جيدة في المرحلة العمرية من يوم حتى 12 عامًا، حتى ينمو العصب بشكل طبيعي، وعندما يصل 18 عامًأ نجري عملية تصحيح الإبصار ويستغنى عن النظارة.
ونوه بأن الطفل إذا لم يرتدي نظارة في السن الصغير، العصب البصري لن يكتمل نموه، فالعين تدخل في كسل، وفي المراحل العمرية اللاحقة مع محاولات تحسين النظر بنظارة أو الليزك، لا يتحسن النظر، بالتالي النظارة هي الفرصة الوحيدة لنمو العصب البصري جيدًا.
عمليات تصحيح الإبصار
قال دكتور عمر برادة، إن عمليات تصحيح الإبصار تنقسم إلى جراحات القرنية وتشمل الليزك، والفيمتو ليزك، والفيمتو سمايل، والليزر السطحي، وكلها عمليات تجرى بالليزر لإعادة تشكيل نسيج القرنية لعلاج عيوب الإبصار مثل قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم، وإعادة القرنية للوضع المثالي، الذي يجعل المريض يستغني عن النظارة، لافتًا إلى أن النوع الثاني هو جراحات زراعة العدسات، وتعني الابتعاد عن القرنية بالكامل وزرع عدسة شبيهة بالعدسات اللاصقة داخل العين، وتستمر مع المريض داخل عينه مدى عمره.
وأوضح أن الليزك من أكثر العمليات التي ترتفع نسبة النجاح فيها لتقارب الـ99% في جميع التخصصات الطبية، أما زراعة العدسات نتائجها أفضل من الليزك، ودرجات الأمان فيها عالية جدًا، وجودة النظر فيها قد تكون أفضل من جودة النظر بعد الليزك.
زراعة العدسات
قال دكتور عمر برادة، إن التكنولوجيا في مجال العدسات شهدت تطور كبير خلال الـ15عامًا الماضية، مؤكدًا أن الجسم لا يمكن أن يرفض أو يلفظ العدسات المزروعة، لأنها لا تشبه زراعة الأعضاء مناعة الجسم قد ترفضها، لأنها تصنع من مواد لا تتفاعل مع العين والجسم، فلا يوجد أي فرصة للجسم أن يحارب تلك العدسات المزروعة.
وأضاف أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف نسيج القرنية، بما لا يسمح بإجراء عمليات تصحيح الإبصار بأنواعها، هنا العدسات الوسيلة الأنسب والأفضل لأننا نبعد عن نسيج القرنية الضعيف ونلجأ لوسيلة أخرى وهي العدسات المزروعة.
وأفاد بأن العدسات المزروعة تنقسم إلى عدسات انكسارية، وعدسات غير انكسارية، والفرق بينهما أن العدسة الإنكسارية تزرع فوق العدسة الطبيعية للعين، أما العدسة الغير إنكسارية نستبدل بها العدسة الطبيعية للعين عندما تكون عدسة العين بها مشاكل أهمها المياه البيضاء.
وأشار إلى أن المياه البيضاء عبارة عن تغيرات شيخوخة في عدسة العين، فالعدسة تفقد شفافيتها وتعتم، ولا نعتبر المياه البيضاء مرض، إنما تغيرات تحدث للجميع بعد مرور فترة من العمر، تتكون من عمر الخمسين وتزيد بالتدريج حتى تؤثر على الرؤية حينئذ نتدخل لإزالة المياه البيضاء وزرع عدسات.
وذكر أن العدسات التي تزرع بعد عمليات المياه البيضاء تطورت بشكل كبير ويمكن نستغلها ليس فقط في علاج المياه البيضاء، إنما أيضًا في الاستغناء عن النظارة، وذلك في نفس توقيت عملية إزالة المياه البيضاء.
اختيار نوع الليزك
وأشار إلى وجود 3 عوامل رئيسية تحكم الطبيب في اختيار نوع الليزك، مقاسات النظارة ، هل هي قليلة، متوسطة، عالية، أو عالية جدًا لدرجة لا تعالج بتقنية معينة، في قصر النظر أقصى درجة يمكن علاجها بالليزك أو الفيمتو ليزك، هي 12 درجة ويفضل لا نرتفع عن 10 درجات وهنا نلجأ لزراعة العدسات، والعامل الثاني فحص القرنية قبل العملية وهو فحص “البتاكام” وهو عبارة عن جهاز يحلل نسيج القرنية بدقة، ويكشف عما إذا كانت هناك قرنية مخروطية أو لا، سمك القرنية وهل هو طبيعي وكافي إجراء عمليات تصحيح الإبصار مثل الليزك والفيمتو ليزك، أم تسمك القرنية رقيق يصلح له الليزك السطحي، أو سمك القرنية شديد الرقة لا يصلح له سوى زرع العدسات.
وتابع أن العامل الثالث هو اللايف ستايل للمريض، هل هو رياضي يمارس رياضات تصادمية، هل له هوايات مثل الغوص، لأن في بعض العمليات مثل الليزك نقطع شريحة صغيرة جدًا من الطبقات السطحية للقرنية، والليزك السطحي لا يوجد به قطع في أنسجة القرنية بالتالي أكثر أماناً لمحبي رياضة الغوص أو الأشخاص المعرضة للتصادم في الوجه نظرًا لطبيعة عملها.
وتابع:”بعد تحليل تلك العوامل نقرر الوسيلة الأفضل للمريض، ونناقش المريض فيما يصلح ومالا يصلح، وهنا نعطي للمريض حرية اختيار الأنسب حسب اللايف ستايل وقدرته المالية”.
وذكر أن عدم الشعور بتحسن بعد عملية الليزك يعود إلى أن القرار من البداية كان خطأ من الطبيب وأنه كان لا يجب أن يجري الليزك، أو نتيجة حدوث خطأ ما أثناء العملية، والطبيعي أن يشعر المريض بفرق بعد 6 ساعات من العملية، فخلال أول 4 ساعات يشعر المريض بزغلله، عينه تدمع، دون ألم، في الويم الثاني المريض 6/6 من غير نظارة، والليزر السطحي يأخذ المريض من أسبوع حتى 10 أيام ليحص المريض على تلك النتائج، والفيمتو سمايل يأخذ المريض يومين ليشعر بتحسن.
ولفت إلى أن 10% من المرضى الذين يجروا عمليات الليزر أو الفيمتو ليزك قد يعود جزء من الضعف السابق بعد مرور فترة زمنية معينة، وهنا المريض مخير إما بإجراء جلسة ليزر أخرى إو يرتدي النظارة مرة أخرى.