كتبت: سماح عاشور
تيبس مفصل الكتف أو الكتف المتجمد كلاهما يؤدي نفس المعنى لعدم القدرة على تحركيك مفصل الكتف، بالتالي عدم القدرة على أداء الأنشطة والمهام اليومية العادية، كإرتداء الملابس أو خلعها.
وللأسف قد يستمر الألم الناتج عن تيبس مفصل الكتف لسنوات يلتزم خلالها المريض بتعليمات الطبيب المعالج. حيث يقوم الطبيب بمعالجة الحالة بحسب شدة الأعراض.
ومشكلة تيبس مفصل الكتف يمكن أن تصيب أي شخص في جميع المراحل العمرية، ولكن غالباً ما نجدها في الأشخاص بين سن 50-60 عاماً، تصيب النساء أكثر من الرجال.
الدكتور محمد عطية مرتضى، أستاذ الروماتيزم وأمراض المفاصل بكلية طب جامعة الزقازيق، يقول إن التيبس يعني نقص مجال الحركة، حيث يوجد 3 مجالات لحركة اليد، للأعلى وإلى الجانبين، فإذا لم نتمكن لرفع اليد من الجانب أو الأمام للدرجة الكاملة فهذ هو التيبس.
مشاكل مفصل الكتف
قال إن أمراض الكتف كثيرة جدًا لكنها أكثر في مرضى السكر، لأنهم يعانون من أكثر من مشكلة، مشاكل الأعصاب سواء التهاب الأعصاب المغذية للمفصل نفسه، أو التهاب الأعصاب بداية من الجذور العصبية في الرقبة نتيجة نقص فيتامين ب 12، فكلاهما يسبب التهاب يسمع في الكتف.
وأضاف:”قد تحدث التهابات مزمنة في أوتار الكتف، وهي منتشرة بين مرضى السكري، واكتشفوا أن نقص فيتامين ب12 يؤثر بشدة على التهاب الأوتار، مشيرًا إلى وجود مشكلة أخرى يتعرض لها مرضى السكري وهي الكتف المتجمد أو تيبس الكتف، فحوالي نصف حالات تيبس الكتف تكون في مرضى السكر، وهي تسبب نقص في الحركة، فالمريض يشعر بألم في الكتف، والحركة تقل بالتدريج، فلم يعد قادرًا على خلع ملابسه، تمشيط شعره.
وأشار إلى أن آلام الكتف تقسم في مرضى السكري إلى 3 أقسام رئيسية؛ التهابات الأعصاب سواء أعصاب الكتف، أو أعصاب الرقبة، والقسم الثاني التهابات الأوتار نتيجة العمل اليومي والمجهود وتظهر أكثر في مرضى السكر، لأن فرصة التئام الأوتارأقل بكثير عندهم، والقسم الثالث تيبس الكتف.
3 مراحل لتيبس مفصل الكتف
وأشار إلى أن التيبس له 3 مراحل، في البداية يشعر المريض بألم شديد في مفصل الكتف، ولا يستطيع النوم على هذه الناحية، لكن لم تتأثر الحركة بعد، الألم الشديد يجعله تدريجيًا يقلل الحركة، وتستمر تلك المرحلة لـ3 أو 4 شهور، وبالتدريج ينتقل المريض للمرحلة الثانية ويطلق عليها مرحلة التجمد، وتبدأ الحركة في تلك المرحلة تقل تدريجيًا، وهذه المرحلة تمتد لشهور أو سنوات.
وتابع: “في أغلب الحالات بعد مرور سنتين أو أكثر تبدأ الحركة تعود تدريجيًا تلقائيًا، بالتالي تيبس الكتف له نهاية في الأغلب”، لافتًا إلى أن 50% من التيبس يأتي مع مرضى السكر، لكن مشكلة مرضى السكر أن مراحل تيبس الكتف تطول نوعًا ما تصل لسنوات.
أسباب كثيرة لتيبس مفصل الكتف
وذكر أن هناك نظريات كثيرة تفسر سبب إصابة مرضى السكر بتيبس الكتف، أهمها أن السكر يؤثر على وصول الدم للمفاصل عن طريق تأثيره على الأوردة والأوعية الدموية فيقل وصول الدم للمفاصل، والنظرية الثانية تشير إلى أن مرض السكر يؤدي إلى التهاب مزمن بسيط في الأعصاب، وهذا يؤدي لحدوث التهاب مزمن في المفصل، مع حركة الاستعمال اليومي، مريض السكر قد لا يشعر به فيتطور إلى حدوث التهابات مزمنة والتصاقات.
وأوضح أن التهاب الأعصاب في مرضى السكر مرتبط بنقص فيتامين ب12، وقلة وصول الدم للأعصاب يسبب التهاب مزمن بها، لافتًا إلى أهمية فيتامين ب12 لمرضى السكري ونصحهم بضرورة الحصول على جرعة من هذا الفيتامين بصورة يومية ومستمرة، ويوجد الآن أفلام توضع تحت اللسان وتذوب سريعًا خلال ثواني، ولها نفس فاعلية الحقن ودون آثار جانبية.
وأكد أن فيتامين ب12 وسيلة من وسائل الحماية من التهاب الأعصاب والتهاب أوتار الكتف، وتيبس الكتف.
سونار المفاصل في تشخيص تيبس مفصل الكتف
ولفت إلى أهمية دور سونار المفاصل في تشخيص التهابات المفاصل وخاصة مفصل الكتف، فقديمًا كان التشخيص بعد الكشف الإكلينيكي وتحديد مدى تأثر الحركة لكي نتأكد من إصابة أحد الأوتار أو الإصابة بتيبس بالكتف، التهاب في المفصل، أو أن الالتهاب سببه الرقبة، كان يتم إجراء رنين على الكتف، والرنين له مشاكله العديدة كما أنه مكلف، الآن بالأشعة التليفزيونية أو سونار المفاصل الطبيب يجري كشف بسيط للمريض ليرى المفصل وهل يوجد التهاب بالأوتار، هل مقطعوع، درجة الالتهابات، إذا كان به قطع درجة القطع، وأي وتر من الأوتار الخمسة مصاب، فنرى ما داخل المفصل دون الحاجة لإجراء الرنين.
الفرق بين التهاب الأوتار وتيبس المفاصل
واستكمل:”سونار المفاصل يفرق ما بين التهاب الأوتار وتيبس الكتف، لأن في تيبس الكتف الأوتار سليمة وتقل الحركة،وهنا العلاج يختلف جذريًا لأن مريض الوتر الملتهب أو الممزوق عليه بعدم تحريك الكتف وتعليقه وقد يجري علاج طبيعي بدون حركة شديدة بحيث يلتئم الوتر، وعدم حمل أي أثقال، عكس مريض تيبس الكتف ننصحه بتحريك الكتف”.
وتابع:”إذا لم نكتشف أي مشكلة في المفصل أو الأوتار والحركة سليمة، هنا تكمن المشكلة في الأعصاب وقد نحتاج إجراء رنين على الرقبة، بالتالي خطوة البداية هي إجراء سونار مفصل الكتف”.
علاج تيبس مفاصل الكتف
وأوضح أن علاج تيبس المفاصل حسب الحالة، فعلاج أمراض الأعصاب المرتبطة بالرقبة يكون بالابتعاد عن العادات السيئة مثل عدم انحناء الرقبة، مع الحصول على أدوية للأعصاب حسب نوع الدواء، وفيتامين ب12، أما في حالة التهاب الأوتار فالحل هنا إراحة الوتر، وحسب درجة الالتهاب إذا كان به تمزق هل هو كلي أم جزئي، فإذا كان كلي لابد من التدخل جراحيًا بشكل سريع خلال أيام، لأن تأخير وقت العملية يقلل من النتائج، إذا جزئي قد نكتفي بالعلاج الطبيعي وبعض الأدوية المضادة للالتهاب وأحيانًا نجري حقن بلازما في الأوتار ويحقق نتائج جيدة جدًا.
أما تيبس مفصل الكتف، يوجد تطور كبير في العلاج، فالعلاجات الأساسية في حالات تيبس الكتف كانت العلاج الطبيعي مع مضادات للآلام، وتستمر فترة العلاج لشهور، مع تحريك الكتف والحل الآخر جراحة تسمى عملية تحريك الكتف تحت مخدر كلي، لكن الآن يوجد حل وسط وهو حقن متكرر لعصب ببنج موضعي يقلل الألم ويساعده على تحريك الكتف، لكن الحقن يتم على مراحل ففي كل مرة نحقن جزء من العصب، وفي خلال 8 مرات خلال شهر أو شهرين، المريض يمكنه تحريك الكتف بأمان كأنه أجرى الجراحة وبدون أي أثار جانبية تذكر.