12 علامة تكشف إصابتك بقلق مرضي
كتبت: سماح عاشور
“القلق” سلاح ذو حديين، فربما يساعد الإنسان على التفوق والنجاح إذا كان في مستواه الطبيعي ولم يتجاوز حدوده، لكن القاعدة العامة تقول إذا زاد الشيء عن حده انقلب لضده، وينطبق هذا أيضًا على الشعور بالقلق، فإذا كان الشخص يشعر بالقلق دائمًا دون سبب حقيقي، ويعيقه عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، فهنا يتخذ شكل المرض النفسي.
تقول الدكتورة منال عابد، استشاري طب نفسي، إن الحديث عن القلق يتضمن عدد من الأمراض تشمل؛ القلق العام، أنواع الرهاب المختلفة، حالات الوسواس القهري وهو أحد أنواع القلق، حالات الهلع، الاضطرابات بعد الصدمة.
وتضيف:”الإنسان الطبيعي لديه درجة من درجات القلق والتوتر، فعندما نمر من طريق سريع فالقلق هنا أمر منطقي، وكذلك الأمر عند دخول امتحان أو مواجهة موقف الصعب، فدرجة التوتر تزيد وهو أمر طبيعي”، مشيرة إلى أن هذا العرض يتحول إلى مرض إذا كان الشيء الذي أواجهه لا يمثل مصدر للقلق، أو لا يوجد سبب معروف للقلق، أو أن يكون السبب بسيط لا يقارن بدرجة التوتر العالي الذي انتقلت إليه.
أعراض القلق
وتشير استشاري طب نفسي، إلى أن معظم الحالات التي تعاني من القلق العام لا تحبذ الاعتراف به، لأنها ترى أنه لا يوجد سبب للشكوى، موضحة أن هناك مجموعة من الأعراض التي تشير لإصابة أحدهم بالقلق العام، بشرط أن يمر على هذه الأعراض مدة لا تقل عن 6 أشهر، وتبدأ في التأثير على الحياة اليومية للإنسان وعلاقاته الشخصية، بالإضافة إلى تأثيرها على أدائه وعمله، وهنا لابد من التوجه لطبيب نفسي.
وتوضح أن أعراض القلق غالبًا ما تكون جسمانية، ومنها؛
1- تعب عام بالجسم.
2- الشعور بتوتر العضلات.
3- دخول الحمام بكثرة دون داعي.
4- آلام بالبطن ومغص.
5- إسهال أو إمساك.
6- زيادة ضربات القلب.
7- رعشة في اليد.
8- الشعور بغصة في الحلق.
9- الارتباك.
وتتابع أن جزء من هذه الأعراض تكون معنوية فيشعر الشخص بفقدان التركيز، صعوبة في النوم، الاستيقاظ من النوم مخضوض، لكن للأسف بظهور هذه الأعراض يتوجه المريض لطبيب قلب أو باطنة أو ممارس عام، ولا يذهب لطبيب نفسي في البداية.
علاج القلق
تشير الدكتورة منال عابد، إلى أن الأدوية ليست العلاج الوحيد للقلق، فالبداية تكون مع تغيير أسلوب حياة الشخص وطريقة تفكيره التي تجعله متوتر دائمًا، فتجده يشعر بأن الحياة كفاح وأن هناك صراع ومواجهة، فالإنسان الذي يتبنى مثل هذه الأفكار تنعكس عليه فيكون دائمًا على حافة القلق، لذا لابد من التعامل في البداية مع أسلوب حياته.
وتضيف أن الاسترخاء سواء الذهني أو العضلي هو ثاني خطوات علاج القلق، فلابد أن يتعلم الشخص تمارين الاسترخاء ويمارسها مرتين في الأسبوع لمدة ربع ساعة، ويتم اختيار النمط المناسب للعرض، ففي حالة كانت أعراض القلق جسمانية فالأفضل هو الاسترخاء العضلي، وفي حالة الأعراض الذهنية فالأفضل الاسترخاء الذهني، وتكون هذه التمارين جزء من حياته.
ونوهت بأن المرحلة الثالثة من العلاج تكون بالحصول على بعض الأدوية، مؤكدة أنه لا داعي لخوف البعض من استخدام المهدئات، لأنه لها وظيفة مهمة في بداية المرض ويتم استخدامها لمدة شهر، ثم يتم إعطاء المريض أدوية أخرى على المدى البعيد، مؤكدة أن الكثير من حالات القلق تنجح في تبني أسلوب حياة مختلف فيتم سحب الدواء.
وحذرت من خطورة القلق المزمن وإمكانية تحوله إلى مرض عضوي، مثل إصابة الشخص بالسكري والذي يأتي بعد فترات توتر عالية، أو أمراض الشريان التاجي والذبحة الصدرية والتي تأتي أيضًا بعد ضغط عالي، فضلًا عن أمراض ضغط الدم، وأمراض نقص المناعة مثل الذئبة الحمراء، وتعب المفاصل، وصولًا إلى أمراض الكالسيوم والسرطانيات.