كتبت: سماح عاشور
يقول الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي، إن القلق شيء أساسي في حياتنا، ولكن قد يكون القلق طبيعي أو يتحول إلى قلق مرضي، فعلى سبيل المثال إذا كان الإنسان يعيش في غابة أو في جو رعب، هنا يكون في حالة استنفار، والقلق يعد أمر طبيعي.
ويضيف:”القلق بمثابة إنذار وتنبيه أننا في خطر، ويواجه الإنسان ذلك الخطر إما بالاستعداد له بكل ما يمتلك من قوة أو بالهروب منه، ويكون الجسم والجهاز العصبي في حالة استنفار لمواجهة الخطر، وفي هذه الحالة القلق يكون طبيعي تمامًا”، لافتًا أن القلق المرضي يحدث عندما لا يوجد خطر حقيقي يقلق منه الشخص، أو تقدير الأمور بأكثر مما تستحق، أو خوف غير مبرر كالخوف من ركوب الطائرات أو المصاعد.
ويتابع:”القلق له محرك داخلي، أما الخوف له سبب خارجي واضح، وسبب الخوف الغير مبرر هو التفكير الخاطيء”، لذا نحتاج إلى تغيير هذا التفكير، وهذا يسمى العلاج المعرفي، وهنا تتدخل في أفكاره وسلوكه، وندربه على عدم الخوف من الأشياء التي يخاف منها، إلى جانب الأدوية.
أسباب نوبات القلق والهلع
ويوضح أن الهلع نوع من القلق المجسم، بمعنى القلق الطبيعي مضروب في 100، فيشعر المريض بأنه سوف يفقد عقله ووعيه ويصل إلى حالة أقرب إلى الشلل، مشيرًا إلى ان نوبة الهلع يمكن أن تحدث في أي وقت وبشكل مفاجيء وتستمر من 10 دقائق حتى ربع ساعة، زخلال تلك الفترة يعاني من زيادة عدة ضربات القلب، ورعشة، وعرق غزير، وهنا تكون حالة القلق أقرب إلى الموت، حتى يهدأ وتزول النوبة.
نوبات القلق أثناء النوم
يقول دكتور سعيد عبد العظيم، إن المخ يعمل خلال النوم، لذا ثلث النوم أحلام، فالإنسان يحلم 5 مرات في الليلة الواحدة، وتختلف مدة الحلم لتصل إلى نصف ساعة في الصباح قبل الاستيقاظ، وهو أطول حلم، وخلال هذه الأحلام تظهر الأفكار المغلق عليها أثناء النهار، ويمكن أن يصل الحلم مع حالات الفزع الشديد إلى كابوس.
وعن طرق العلاج، يشير أستاذ الطب النفسي، إلى أهمية معرفة سبب القلق من خلال معرفة الجانب الوراثي، هل أحد من عائلته أو المقربين منه يعاني من مرض نفسي، وكذلك الجانب التربوي، كيف كان يعيش المصاعب التي مر بها في مراحله الأولى؟.