هذه العوامل تقود إلى فشل الحقن المجهري
قال دكتور علاء حامد، استشاري أمراض النساء والتوليد والحقن المجهري، إنه يتم تحضير الزوجة للحقن المجهري عن طريق بعض الخطوات فنطمئن من خلال بعض التحاليل والأشعات أن الوضع جيد والحالة مناسبة لإجراء الحقن.
خطوات الحقن المجهري
وأضاف أن الحقن المجهري عبارة عن 5 خطوات، في البداية تحصل السيدة على منشط للمبيضين، من خلال أدوية بجرعات معينة حتى يمكن استخلاص عدد كبير من البويضات، والخطوة الثانية تتمثل في سحب تلك البويضات ويأخذها دكتور المعمل ليحقنها في السائل المنوي للزوج ثم الخطوة الثالثة تتكون الأجنة، ثم يتم وضعها في حضانة لمدة من 3-5 أيام ثم نأخذ تلك الأجنة ونعيدها لرحم الأم فيما يسمى بزرع الأجنة داخل تجويف الرحم ثم تنتظر السيدة لمدة أسبوعين وتجري اختبار الحمل لتتأكد من حدوث الحمل من عدمه.
وأكد على أهمية التأهيل النفسي للسيدة في بداية خطوات الحقن المجهري، حتى تتقبل النتيجة إن حدث فشل للحقن المجهري، لأن التوقعات الزائدة إذا حدث فشل للحقن ونسبته 50% فنسب النجاح والفشل متساوية، يؤدي إلى مشاكل نفسية للسيدة.
ماذا يعني فشل الحقن المجهري؟
أوضح أن فشل الحقن المجهري يعني عدم حدوث الحمل في الماضي، إنما في السنوات الماضية نجاح الحمل يعني أن السيدة تحمل وتصل لمرحلة الولادة وتأخذ الطفل معها للمنزل، بالتالي عدم اكتمال أي من تلك الخطوات بمثابة فشل الحقن المجهري.
وأشار إلى أن فشل الحقن المجهري يعني أن السيدة بعد اتمام خطوات الحقن تجري اختبار الحمل وتكون النتيجة سلبية، أو بعد ذلك فشل في اكتمال الحمل نفسه، أي حدث حمل والسيدة وصلت للشهر الثاني أو الثالث ولم يكتمل الحمل، ويعد ذلك نوع من أنواع فشل الحقن المجهري، لكن كلا الفشلين يختلفوا عن بعض في الأسباب.
أسباب فشل الحقن المجهري
أوضح أن أسباب فشل الحقن المجهري تنقسم إلى أسباب متعلقة بالزوج وأخرى متعلقة بالزوجة، وقد يكون سبب الفشل الطبيب نفسه، فقد يكون أعطى السيدة برنامج تنشيط غير مناسب لحالتها، فقد تكون السيدة سنها كبير 38 سنة مثلًا وحصلت على برنامج يتناسب مع سيدة عمرها 25 سنة، فمهم جدًا أن يحدد الطبيب البرنامج المناسب لكل حالة.
وتابع: قد يكون معمل حقن الأجنة مسئول عن الفشل، فلابد أن يكون المعمل مجهز على أعلى مستوى، ويعمل على أحسب أحدث التوصيات الأوربية والطبيب المعمل لابد أن يكون ذو خبرة.
الزوج وفشل الحقن المجهري
وأوضح أن الزوج من العوامل المهمة التي نتغافل عنها في نجاح الحقن المجهري، ويتمثل في مدى سلامة الحيوانات المنوية، وإذا كانت نسبة تشوهات الحيوانات المنوية عالية يؤدي ذلك إلى نسبة فشل أعلى من الزوج الذي تكون نسبة التشوهات لديه أقل، وتجنبًا لذلك يجري الزوج تحليل سائل منوي فإذا كان التحليل سواء من حيث النوع أوالعدد أوالكمية ونسبة الحركة والتشوهات، أقل من الطبيعي لكن الأرقام معقولة يساعد في النجاح، لكن إذا كانت التشوهات عالية يبدأ الزوج في كورس علاجي لمدة تتراوح من 3-6 شهور ثم نبدأ الحقن المجهري.
كذلك نطمئن على DNA للحيوان المنوي أحيانًا يكون نسبة التكسير لـ DNA عالية في الحيوانات المنوية ويخضع الزوج للعلاج ثم نعيد الحقن المجهري.
الزوجة وفشل الحقن المجهري
وأضاف أن العامل الثالث المسئول عن فشل الحقن المجهري هو الزوجة، وينقسم لأسباب عامة منها سن الزوجة ويفضل إجراء الحقن قبل الدخول في سن 37 أو 38 سنة لأن حينها يكون مخزون المبيض قليل بالتالي عدد البويضات التي سيتم استخلاصها وتلقيحها سيكون قليل، بالتالي السن الكبير يؤدي لأن تكون نسب النجاح أقل من الطبيعية.
وأفاد بوجود أسباب اخرى مثل الاضطرابات الهرمونية مثل تكيس المبايض والسمنة المفرطة بما يؤدي إلى الحد من نسب النجاح، إضافة إلى وجود أجسام مضادة والتي تهاجم الجنين بعد زرعة في بطانة الرحم ولابد من علاجها قبل الحقن المجهري.
وذكر أن مشكلة اضطراب الهرمونات موجودة بكثرة في مصر نتيجة الفاست فود والسمنة مما يؤدي إلى المبايض لا تستجيب للتنشيط بصورة جيدة بالتالي خروج عدد قليل من البويضات، وعند زرع الأجنة استقبال الرحم لا يكون بالقدر الكافي.
وتابع أن هناك أسباب خاصة بالسيدة تشمل المبيض والأنبوبة والرحم، لافتًا إلى أن أنابيب فالوب ليس لها علاقة بنجاح أو فشل الحقن المجهري إلا في حالة واحدة وهي عدم صلاحيتها وتسببها في ارتشاح، والارتشاح عبارة عن التهاب شديد موجود في الأنبوبة، فالأنبوبة تجمع مياه والمياه تنزل على الجنين الموجود في الرحم فتؤدي إلى عدم التصاق الجنين جيدًا بالرحم ومن ثم الإجهاض.
وتابع أنه في تلك الحالات لابد من فصل قناة فالوب بالمنظار قبل الحقن المجهري، للتقليل من نسب الفشل.
الورم الليفي
وقال الدكتور علاء حامد، إن الورم الليفي من المشاكل المهمة التي تؤثر على نجاح الحقن المجهري وتؤدي إلى الفشل، مشيرًا إلى أنه إذا كانت الأورام الليفية بعيدة عن تجويف الرحم بصورة كبيرة لا تؤثر على الحقن، فالرحم عبارة عن عضلة “الجسم الخارجي للرحم” وتجويف “الحجرة الداخلية التي يوضع فيها الجنين” وتلك الحجرة لابد ألا يكون بها أورام ليفية أو لحمية أو حاجز رحمي، فمهم جدًا أن تكون الاورام بعيدة عن تجويف الرحم، لكن إذا كانت قريبة من تجويف الرحم وضاغطة عليه لابد أن نتعال معها قبل خطوة الحقن المجهري.
وأفاد بأن سمك بطانة الرحم يلعب دورًا أيضًا في نجاح أو فشل الحقن المجهري، فإذا كان السمك رفيع يؤدي إلى فشل الحقن المجهري.
مشاكل الرحم
ونوه بأن من ضمن مشاكل الرحم والتي قد تؤدي لفشل الحقن المجهري هي بطانة الرحم المهاجرة، كما قد تؤدي إلى تأخر الحمل بصفة عامة، مضيفًا أن بطانة الرحم المهاجرة نوعين هما الظاهر والمخفي؛ فالنوع الظاهر الطبيب يعرف ان السيدة لديها مشكلة بطانة الرحم المهاجرة عن طريق موجات فوق الصوتية “سونار” ونكتشف وجود أكياس شيكولاتية على المبيض.
أما بطانة الرحم المهاجرة المخفية لا يمكن أن يراها الطبيب من خلال السونار، بالتالي تحتاج إلى منظار بطن لتشخيصها، فالطبيب يشك في إصابة السيدة بالبطانة المهاجرة عن طريق الأعراض، وفي كلا الحالتين يأثروا على نسب نجاح الحقن المجهري وقد يؤدوا إلى فشل الحقن المجهري.
وشدد على أهمية علاج بطانة الرحم المهاجرة قبل الحقن المجهري، ولها برامج تنشيط لتهدئة البطانة المهاجرة قبل الحقن.
كما أشار إلى أن العيوب الخلقية بالرحم تؤثر هي الأخرى على الحقن المجهري، ومنها حاجز رحمي، رحم ذو قرنين، فالحاجز الرحمي يؤثر بصورة كبيرة على نجاح الحقن المجهري وهو عبارة عن شئ يقسم الرحم لنصفين بالتالي التجويف لا يكفي لزرع الاجنة، وعند زرع الاجنة وارد زرعها في الحاجز بالتالي لا تثبت ويفشل الحقن المجهري.
مشاكل الجنين وفشل الحقن المجهري
قال دكتور علاء حامد، إن مشاكل الجنين قد تؤدي إلى فشل الحقن المجهري، فالجنين ناتج عن تضافر جهود الطبيب لتنشيط الزوجة، وحقن طبيب المعمل السائل المنوي داخل البويضة فيتكون الجنين، فإذا كان الجنين جودته جيدة من الدرجة الأولى أو الثانية تساعد على نجاح الحقن المجهري، إنما إذا كانت جودته أقل تؤدي إلى فشل الحقن.
وأضاف أن الأساس في نجاح الحقن المجهري هو الجنين، فإذا تم زرع جنين بحالة جيدة نسبة النجاح تكون عالية.