homescontents
التجميل والجلديةمقالات

مرض الصدفية.. عندما تنعزل عن الحياة

كتبت: أميرة محمد

الصدفية من الأمراض التي تحتاج إلى توعية شديدة في المجتمع المصري، خاصة أنه مرض يظهر في الجلد وجميع المرضى المصابون به يعانون من العزلة والوحدة، ومنبوذين من المجتمع والأقارب والمحيطين بهم. 

ويعلق الكثير آمالًا كبيرة أمام توافر أدوية حديثة تخضع للتطوير حاليًا من قبل كبرى الشركات العالمية، يمكنها خلال سنوات قليلة أن تقضي على المرض نهائيًا.

“شفاء” التقت أحد المرضى المصابين بمرض الصدفية، والذي تحفظ على ذكر اسمه، حيث يعتبر الكثيرون مرض الصدفية وصمة عار، لذا يرفض أصحابه الظهور.

مريض الصدفية

يقول مريض الصدفية، أنه يعاني من المرض منذ عام 2011، وبدأ في الذراع وتعرض لارتفاع في درجة الحرارة شديدة، وظهر علي جسمه قشور بيضاء تسببت في امتناعه عن الذهاب للعمل لعدة أيام، وظل في عزلة إلى أن كشف وتم تشخيص مرضه بأنه الصدفية، لافتًا إلى أن أغلب العلاجات عبارة عن كريمات تدهن على الجلد، ونتيجة لذلك لا يظهر بين الناس ويظل محبوسًا طوال الوقت وغالبية الوقت يقيم بمفرده.

وكشف عن عدد من التحديات والمشكلات التي يواجهها مرضى الصدفية ومنها؛ رفضهم في مقابلات العمل وكذلك الزواج، فضلًا عن أن المرض يؤثر على أعضاء الجسم المختلفة منها القلب، وأنه تعرض لتركيب دعامة، لافتًا إلى أنه ينفق شهريًا على العلاج مبلغ 1500 جنيهًا.

الصدفية مرض مناعي

وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة مهيرة حمدي السيد، رئيس الجمعية المصرية لمرضى الصدفية، وأستاذ أمراض الجلدية بكلية الطب جامعة عين شمس:” الصدفية مرض مناعي غير معدي، ومنتشر بين عدد من الأشخاص يوصف بأنه ليس بصغير، ويجب التوعية بالمرض لمنع الإصابة بالتهاب المفاصل وكذلك السمنة، خاصة أن مريض الصدفية الذي يعاني من السمنة يجب أن ينخفض وزنه”.

وتضيف:”مرضى الصدفية لا يحصلون على الرعاية الكافية ويعتبرها البعض مجرد مرض جلدي يعالج تجميليًا فقط، إلا أنه مرض يصيب ويؤثر على كل أعضاء الجسم”، مشيرة إلى أن المرض عندما يصيب الأطفال يؤثر سلبًا عليهم وقد لا يذهبون للمدرسة، وبالتالي لابد من وجود جهود مكثفة لإقناع المسئولين بأنه مرض مهم يحتاج إلى دعم الدولة.

أدوية حديثة

وتابعت:” يوجد ثورة في الأدوية البيولوجية الحديثة، لكنها باهظة الثمن ويجب توفرها في منظومة العلاج على نققة الدولة، لافتة إلى أنه لا يقدر على تلك الأدوية سوى المريض المقتدر ماليًا، ويحتاج المريض علاج طوال العمر”.

وأوضحت أن الصدفية مرض مزمن ينتج عن تكاثر خلايا الجلد بأكثر من عشرة أضعافها مع ظهور بقغ حمراء قشرسة مرتفعة تسبب الألم وعدم الراحة ومشاكل نفسية، وأعراض الإصابة بالمرض تختلف من شخص لآخر وتظهر أحيانًا في فروة الرأس والكوع،  مشيرة إلى أن درجات الحرارة والإصابة بالأمراض المناعية والتدخين وتناول الكحول، كلها عوامل يمكن أن تزيد من نسب الإصابة.

أطلس عالمي

وكشفت رئيس الجمعية المصرية لمرضى الصدفية، عن الإعداد لأطلس عالمي لحصر نسب الإصابة بالصدفية في كل دولة،  لحصر أعداد المصابين من جميع المراكز، موضحة أن مصر من أكبر الدول التي بها إصابات.

العلاجات المتوفرة

بينما يقول الدكتور مجدي رجب، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب جامعة الإسكندرية، إن مرض الصدفية يختلف من شخص لآخر، ويمكن أن يصيب  طرف الصباع أو الجسم كله، لذا يجب  الكشف المبكر عنه والالتزام بتعليمات الطبيب، خاصة في ظل توفير أدوية تجعل فرص العلاج بصورة أفضل، وحاليًا العلاجات إما في صورة حقن أو من خلال الفم أو علاج موضعي.

ويؤكد أن المريض يخضع لرحلة علاج طويلة قد تستمر طوال العمر، ولكن يوجد آمال مستقبلية بأن استخدام الأدوية البيولوجية على المدى البعيد يؤدي إلى تغيير في المرض والشفاء منه، خاصة أنه حتى الآن ليس هناك شفاء تام منه.

أسباب الصدفية

وعن أسباب مرض الصدفية، يقول إن مرض الصدفية له أسباب مناعية وهناك استعداد جيني لها بالجسم المصاب، وهو خلل مناعي في الجلد، لافتًا إلى أنه حديثًا تبين أن المرض متداخل مع جميع أجهزة الجسم، ويصيب الجلد ويتسبب في التهاب مفاصل وأمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين الطرفية والجهاز الهضمي وكذلك يصاحبه اكتئاب.

لا يؤثر على الإنجاب

ويشير إلى أن مرض الصدفية لا يؤثر على الإنجاب، ولم يثبت علميًا أن له تأثير على الأجنة، والسيدة التي تحمل المرض تلد طفل سليم تمامًا غير مصاب بالمرض، كما أن الصدفية مرض لا يؤثر على الخصوبة سواء للذكور أو الإناث، لكنه قد يؤثر على المعاشرة بين الزوجين، لأنه يصيب مساحة كبيرة من الجسم مما يؤدي إلى حدوث نفور من أحد الأطراف السليمة للمريض.

تعامل نفسي

ويتابع:”في عملية التواصل قد يحتاج المريض إلى طبيب نفسي أحيانًا إذا كان لديه الاكتئاب شديد، خاصة إذا كانت الصدفية مسيطرة على الجسم كله، أو في مناطق حساسة وأماكن يراها الناس مثل الأظافر والرأس والوجه”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة