لمرضى السكر.. انتبه لتلك الأعراض خلال الصيام وهذا أفضل وقت للتحليل
قال الدكتور أحمد السبعاوي، أخصائي الغدد الصماء بالمعهد القومي لأمراض السكر، إن هناك تغيرات فسيولوجية تحدث بالجسم أثناء فترة الصيام خاصة لمرضى السكر، لافتاً إلى أن هذا التغيير يبدأ من عدد ساعات ونظام النوم، ففي الأيام العادية الشخص ينام من 6-8 ساعات لكن هذا النظام يتغير في رمضان لتصل لدرجة أن البعض يواصل بدون نوم حتى الذهاب لعمله ثم يعود وينام، ويوجد من ينام ساعتين بعد صلاة الفجر ويستيقظ.
وأوضح أن هذا التغيير من شأنه أن يؤدي إلى تغيير الساعة البيولوجية في الجسم والتي تؤثر على إفراز بعض الهرمونات الهامة التي تؤثر على مستوى السكر في الجسم مثل هرمون الكورتيزون والادرينالين والتيستيرون وبعض الهرمونات المهمة جداً للشبع والجوع،كما يحدث تغيير في البكتيريا النافعة التي تعيش في الجهاز الهضمي، وكل هذا يؤثر على مقاومة الجسم للانسولين، ومن شأنه التأثير على مستوى السكر الموجود في الجسم والدم وكذلك مخزون الجلوكوز الموجود في الكبد وكل تلك الأمور تؤدي إلى بعض المخاطر عند بعض الناس.
وأشار إلى أن المشكلة التي تسببها العوامل السابقة هي عدم انتظام السكر سواء ارتفاع السكر الشديد أو هبوط السكر، موضحا أن ارتفاع السكر ينتج عن كمية العادات الغذائية الخاطئة التي يتبعها البعض في شهر رمضان، إضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة وقلة شرب المياه وكثرة أكل الموالح والمخللات والتي تسبب جفاف والذي يسبب بدوره مع السكر العالي غيبوبة كيتونية تؤثر على الكلى ويؤدي إلى تغيير في بعض الايونات والمعادن المهمة في الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم وكلها مخاطر تحدث للشخص الذي أصر على الصيام رغم تحذير الطبيب له بعدم الصيام أو في حالة عدم اتباع الإرشادات الغذائية التي نصحه بها الطبيب في الزيارة التي تسبق رمضان لتغيير الأدوية.
أما هبوط السكر، ينتج عن عدد ساعات الصيام الطويلة وعدم السحور، وكذلك نتيجة عدم تغيير الأدوية من قبل رمضان.
وعن أفضل وقت لتحليل السكر في رمضان، قال دكتور أحمد سبعاوي إن هناك فكرة خاطئة عند عدد كبير من الأشخاص أن تحليل السكر يفطر، لكن التحليل ليس له علاقة بالافطار، موضحاً أن مواعيد إجراء تحليل السكر في رمضان تختلف كلياً عن المواعيد العادية قبل رمضان، والتي يتم إجراء التحليل فيها قبل الأكل وبعده بساعتين، لكن في رمضان المواعيد تختلف جذرياً فتوجد مواعيد رئيسية للتحليل هي الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، ووسط النهار، قبل المغرب، بعد الإفطار بساعتين، بعد صلاة التراويح وقبل الفجر، وإذا شعر في أي وقت أنه تعبان.
واضاف أن الطبيب المعالج هو من يحدد عدد مرات التحليل في اليوم على حسب الحالة الصحية، لكن تلك مواعيد ثابتة على مدار اليوم لمتابعة حالة السكر.
وأفاد بأن هناك علامات توجب على مريض السكر الإفطار منها؛ في حالة الشعور بأعراض هبوط أو ارتفاع مثل دوخة،رعشة، زغللة، غزارة العرق، شعر بالجوع وعند تحليل السكر وجده أقل من 70، لابد أن يفطر في الحال حتى إذا بقي على المغرب ساعة، أو إذا كان السكر أعلى من 300 خاصة إذا كان معه أعراض مثل بول كثير أو هبوط لأنه قد يدخل في غيبوبة كيتونية.
ونصح مرضى السكر بالزيارة الدورية للطبيب المعالج، وخاصة زيارة قبل رمضان حتى يحدد الطبيب إمكانية الصيام من عدمه، كما شدد على أهمية اتباع نظام غذائي صحي متوازن خلال شهر رمضان قائلاً: رمضان شهر التقرب إلى الله وليس التنافس في كمية الاكلات والحلويات”.