كل ما تريد معرفته عن الحروق.. الأسباب وطرق العلاج والوقاية
كتبت: سماح عاشور
الحروق واحدة من أكثر الإصابات المنزلية شيوعًا، ويمكن أن يتعرض أي أحد منا لها، وقد يلجأ كثيرون إلى الحلول السريعة، والعلاجات المنزلية لتلافي آثار الحروق المؤلمة، إلا أنه يجب الرجوع إلى الطبيب، حتى لا يحدث مضاعفات للحرق، خاصة إذا كان كبيرًا.
يقول الدكتور أحمد عادل نور الدين، أستاذ جراحة التجميل كلية طب قصر العيني، إن الجميع معرضون للحروق، لذلك من المهم تعلم كيفية الوقاية من الحروق المنزلية، والإسعافات الأولية التي يجب القيام بها في حالات الطواريء، مؤكدًا أن الحروق مرض يمكن منعه، وإذا تم علاجه بشكل صحيح قلت مشاكله إلى حد كبير، ولذلك لابد من معرفة أبعاد المشكلة حتى نضع خطة العلاج، وعلينا الاهتمام بالاحصائيات لمعرفة حجم كل مشكلة مثل إصابات اليد والشعر الصدر.
وأشار إلى أن معدل الحروق يختلف بناءً على ثقافة الناس وطريقة التعايش مع الحروق، ففي الدول الأوربية من بين كل 100 ألف شخص، يحدث لـ3 في الألف منهم حرق في السنة، و10% منهم يحتاجون دخول المستشفى، مضيفًا أنه تم التوصل إلى أن 40% من الحروق المنزلية على مستوى العالم تحدث في المطبخ، و40% من الحروق المنزلية تحدث نتيجة التدخين، و20% لأسباب أخرى، أي أن 50% من الحروق المنزلية تحصل نتيجة لهب سواء كان مصدرها في المطبخ أو التدخين، و25% نتيجة سوائل ملتهبة مثال الزيت والماء المغلي.
درجات الحروق
ولفت إلى أن علاج الحروق يتوقف على عمق الحرق، ويتوقف الأمر على كمية الحرارة التي وصلت للجلد، فكلما زادات درجة الحرارة وفترة التعرض للحرق كانت درجة الحرق أكثر، موضحًا أن هناك 3 درجات لمستويات الحرق، هي:
1- إذا كان الجرح سطحي يحدث احمرار بالجلد وحرقان شديد، والحرق في هذه الحالة بسيط للطبقة السطحية للجلد، والتي ما تلبث أن تتكون من جديد.
2- الدرجة الثانية للحروق فتكون أعمق حيث يأكل الحرق بعض طبقات الجلد، ولكن مازالت هناك طبقات سليمة تتكون المياه حولها وهذه المياه معقمة لا يجب فتحها حتى يتكون الجلد تحتها مرة أخرى.
3- في الدرجة الثالثة من الحروق، يأخذ الحرق كل طبقات الجلد ويصل للأنسجة والأعصاب والأوعية الدموية، ويأخذ الجلد اللون الأسود أو أبيض مثل المشمع، وغالبًا لا يوجد ألم، بخلاف الدرجتين الأولى والثانية، تكون الأعصاب الطرفية الموجودة ي فيالجلد معرضة للهواء والشمس ولا يوحد حماية لها فتسبب ألم شديد.
وتابع أن الحروق الكبيرة يفقد خلالها المريض كمية كبيرة، وإذا تم تعويض هذه السوائل في أول يومين بشكل محسوب الكمية والنوعية من خلال المحاليل، تكون فترة الخطر قد زالت، وإذا مر أول أسبوع ولم يحدث التهابات تسميية في هذه الحالة سوف يعيش المريض.
أسباب الحروق
قال دكتور أحمد عادل نور الدين، إن نسبة الحروق في مصر عالية بين الطبقات الفقيرة والمتوسطة، ولأن تكلفة علاج الحرق عالية الثمن، وفرت الدولة العلاج بأسعار منخفضة أو مجانية ومنها، مستشفى 185 لعلاج الحروق بالمجان في القصر العيني، ومستشفيات جامعة عين شمس، ومستشفيات القوات المسلحة بالحلمية، ومستشفى جمعية أهل الخير لعلاج الحروق، ومستشفيات الأقاليم، موضحًا أن كفاءة مراكز علاج الحروق تقاس القدرةعلى جعل الناس تعيش بدرجة حرق عالية، ففي الغرب يمكن الحفاظ على مريض محروق بنسبة 95%، بينما تصل النسبة في مصر إلى 50%.
وأوضح دكتور أحمد عادل، أن هناك أكثر من سبب لحدوث الحروق المنزلية، ففي الماضي كانت الأم تضع “البطاس” على البوتوجاز فيشرب منه الطفل فيعرض لحروق في فمه والمريء، ولكن هذه الأمور قلت كثيرًا، وهناك أكثر من أسبب آخر منهم حروق الكهرباء، وفي هذه الحالة لابد من وضع المريض تحت الملاحظة لمدة 48 ساعة بالمستشفى؛ لأن مسار الكهرباء في الجسم يمكن أن يحرق عضلات وأنسجة تحت الجلد، وهذه الأنسجة تتحول إلى الكلي مسببة للمريض فشل كلوي حاد.
الوقاية من الحروق
شدد أستاذ جراحة التجميل، على ضرورة الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة في المنزل، لمنع الحروق، موجهًا عدد من النصائح منهم؛
1- عدم ارتداء ملابس ذات ألياف صناعية أو ستان في المطبخ، لأنها تساعد على اشتعال النيران.
2- التأكيد من وضعية الأواني على البوتوجاز، فإذا كانت ذات يد نجعلها على العيون الداخلية.
3- ضرورة وجود طفاية حريق بالمنزل، ومعرفة كيفية استخدامها.
4- وضع أنبوبة البوتوجاز بعيدًا عن النار.
5- التأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية، ووضع مفتاح الكهرباء في أماكن بعيدة عن الستائر.
6- عدم ترك الأطفال بمفردهم في المطبخ.
7- عدم التدخين في المنزل وخاصة في حجرة النوم، خاصة إذا كان الشخص كبير السن ويعيش بمفرده.
8- وجود طفاية حريق بالسيارة، ومعرفة كيفية التعامل مع الريداتير الساخن.
الإسعافات الأولية
شدد دكتور أحمد عادل نور الدين، على أهمية وجود سيناريو أو خطة معدة مسبقًا في حالة حدوث حريق، يتم التصرف وفقًا لها، ومن أمثلة ذلك:
1- في حالة اشتعال النار في الزيت السخن، يتم وضع غطاء على الحلة فورًا لمنع وصول الأكسجين إلى النار فيتم إطفائها على الفور.
2- في حالة اشتعال النيران في الملابس، ينصح بعد الجري لأنه يساعد على اشتعال النار ويكن أن يسبب الاختناق، ويجب في هذه الحالة الانبطاح أرضًا على الجزء المحترق، أو وضع فوطة مبلله مكان الحرق، والحرص على إبعاد الأيدي عن الحرق.
3- في حالة إطفاء أي حريق لا تمسك بإيدك أي شيء، لأن حروق الأيدي من أصعب أنواع الحروق.
4- إذا حدث واشتعلت النار في الميكروويف أو الفرن، يجب فصل الكهرباء على الفور والهجوم على النار بفوطة مبللة أو طفاية حريق.
5- في حال اشتعال أنبوبة البووجاز، لابد أولًا من استخدام طفاية الحريق وقفل الأنبوبة وفتح الشبابيك.
6- في حالة شم رائحة غاز، نذهب إلى مكان الأنبوبة وغلقها قبل فتح الأنوار.
7- لابد من وجود صيدلية بالمنزل بها إسعافات أولية للتعامل مع الحروق، ويكون بها 4 أو 5 غيارات قطن معقمين، وكريم الحروق وهناك أكثر من نوع سواء “ميبو، فلامازين، فلامادال”، ويكون موجود بالصيدلة رقم تليفون جراح التجميل لأنه هو من يستطيع التعامل مع الحروق، ولا لطبيب الجلدية بالحروق، بالإضافة إلى رقم الإسعاف.
8- وضع مياه باردة على الحرق وليس ثلج حتى لا تتعرض الخلايا للأذى، مما يقلل الإحساس بالألم وينقذ الخلايا التي تصارع من أجل البقاء.
9- في حالة عدم توفر غيارات معقمة، يمكن كوي منديل ووضعه على الحرق، لأن المكواة بمثابة تعقيم، ثم التوجه للمستشفى أو الاتصال بالطبيب وهو من يحدد إذا كان يمكن علاج الحرق في المنزل أو دخول المستشفى.
10- عدم وضع معجون أسنان أو زبدة على الحرق، لأن المعجون يجف وعند إزالته يأخذ طبقة الجلد السليمة، ويحول الحرق إلى درجة ثالثة.
11- إذا كان الحرق من الدرجة الثانية تم الغيار له مرة واحدة، والانتظار لمدة 6 أيام، وإذا كانت الحروق في الوجه يجب تركها مكشوفة، وإذا كانت في اليد لابد من تغطيتها.
12- في حالة حدوث تشوهات نتيجة الحرق، يمكن حقن الحرق بالبلازما أو استخدام الليزر أو الخلايا الجذعية.