homescontents
الأطفالمقالات

كلمات تحول طفلك من التعصب إلى العنف.. احذرها

كتبت: سماح عاشور

نسمع كثيرًا عن مصطلح التعصب، ولعل المثال الأوضح له موجود داخل مدرجات كرة القدم، أو ما يعرف بالتعصب الرياضي، لكن للأسف هذه الرؤية قاصرة للغاية  فهناك تعصب ديني، وآخر اجتماعي، وغيره طبقي، وكل منهم قنبلة موقوتة تقود المجتمع نحو الدمار.

مراحل التعصب

تقول الدكتورة منال عابد، استشاري طب نفسي وكبير الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان بمستشفى العباسية، إن التعصب عبارة عن نمط تفكير يتحول لأسلوب حياة عندما نسكت عنه، ولعل أبرز صوره التمييز بين الأديان وأندية كرة القدم، مشيرة إلى أن التعصب يبدأ بفكرة ثم تتطور إلى موقف قيمي أو عقائدي فيه انفعال وعاطفة ثم يتطور إلى سلوك ظاهر ومميز، حيث يمر التعصب بـ3 مراحل حتى يتبلور ويظهر على هيئة تعصب في سلوك وموقف.

1- يبدأ في مراحله الأولى على هيئة إطلاق أحكام على الآخرين وتصنيفهم مثل مؤمن، مسيحي، رجل، سيدة.

2- البدء في أخذ موقف قيمي من الناس مثل “كل الستات لا يعرفوا أن يحكموا أو يسوقوا سيارات.

3- يتطور الموقف إلى تعصب كأن يحاسب المدير في الشغل كلًا من الرجل والمرأة بطريقة مختلفة باعتبار أن الرجل هو القائد في البيت، وأن المرأة هناك من يسندها ويدعمها.

وتضيف عابد، أن آخر مرحلة من مراحل التعصب تشهد ظهور العدوانية والعنف الصريح والتعدي على الحياة الشخصية للأفراد وممتلكاتهم، كأن يتم حرق منزل أو كنيسة، منوهة إلى أن الإرهاب صورة متطرفة وشديدة من صور التعصب.

وأكدت استشاري الطب النفسي، أن التعصب هو سلوك مجتمعات أكثر منه سلوك أفراد، لأن جزء من سيكولوجية التعصب في مرحلة ما، هو نوع من التشكل مع قيم المجموعة باعتبار الفرد عضو فيها، فلا يوجد إنسان متعصب بطبعه، لأنه جزء من مجموعة تتبنى قيم معينة، فينضم للمجموعة ويحاولون سويًا الحفاظ على الهوية الخاصة بهم ويغلقوا على أنفسهم ولا يتعاملون سوى مع بعضهم البعض، وهي أحد مراحل التعصب.

التعامل مع التعصب

وأوضحت دكتورة منال عابد، أن التعامل مه التعصب يكون من خلال خطط وقائية داخل المجتمع ذاته، قبل أن يتطور ويأخذ شكل من أشكال العنف من قبل أحد المجموعات تجاه الأخرى، وسيكون الموضوع سجال بين مجموعة ضعيفة وأخرى مسيطرة، فتبدأ المجموعة الضعيفة تنمو حتى تتحول إلى قنبلة موقوتة داخل المجتمع، ودور المجتمع هنا هو حماية الأفراد قبل الوصول لهذه المرحلة ونزع فتيل تعصب المجموعة الضعيفة.

وأكدت على أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام وقادة المجتمع والمدرسة في التقنين من نبرة التعصب باعتباره مرض مجتمعات، مضيفة أن الإعلام معني بإظهار الطرف الضعيف في مواقف محسوبة له، كأن يتم إظهار السيدة في الأفلام والمسلسلات بأنها ليست ضعيفة وعنيفة أو مكسورة الجناح، كما يتم تصوير الديانات في الأفلام بأنها متعايشة في صورة محبوبة، وإظهار الأمور بأنها تسير في سياق طبيعي لا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودى فالكل يعيش في سلام وأمان.

ولفتت إلى أن الدراسات أكدت تبني المجموعة نفس اتجاه الرئيس أو القائد، وعندما يغير الرئيس أفكاره ومعتقداته، ما تلبث المجموعة وأن تغير معتقداتها هي الأخرى، حتى إذا كانت لا تتوافق مع مباديء الأفراد فالأهم هى المجموعة التي ينتمي إليها.

وشددت على أهمية دور الوالدين والمدرسة في تشجيع ثقافة الاختلاط، فهناك أفكار معينة ينقلها الولدين للأطفال تنمي لديهم فكرة التعصب، كأن يختار الطفل أصحابه من مستويات معينة، فيتعلم الأطفال التصنيف على أساس ديني أو مستوى اجتماعي وهكذا، مشيرة إلى أهمية الالتزام بقول الله تعالى:”يأيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.

ونوهت إلى أن هناك اعتقاد سائد بأن المصريين كرماء ومتسامحين، على الرغم من أن هذه الحقيقة قد لا تكون كذلك عند الاختلاط بمجتمعات أخرى، مؤكدة أن وضع الذات أو الآخرين في صورة مبالغ فيها أحد أشكال التعصب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة