كتبت: سماح عاشور
يعد مفصل الركبة من أقوى المفاصل التي تحمل وزن الإنسان بشكل عام، لذلك يجب الحفاظ على سلامته، إلا أنه في بعض الأحيان يتعرض المفصل لكسور لأسباب مختلفة يوضحها الدكتور هشام عبد الباقي، أستاذ جراحات العظام.
يقول عبد الباقي، إن أسباب كسور مفصل الركبة متعددة؛ منها إصابات مباشرة كحوادث السيارات، أو نتيجة إصابة غير مباشرة مثل السقوط من إرتفاع عالي، موضحًا أن الكسور لا تقتصر فقط في كسر عظمة الصابونة، ولكن قد يحدث كسر أسفل عظمة الفخذ أو كسر في أعلى عظمة القصبة.
وأضاف:”كما أن أنواع الكسور وشدتها تختلف تبعًا للصدمة التي تعرض لها المفصل وقوتها، فقد يكون كسر بسيط أو كسر متوسط بحيث تنقسم العظام إلي جزئين أو كسر مضاعف بحيث تكون العظام مفتتة إلى أجزاء صغيرة”.
وأشار إلى أن هناك أكثر من عامل يساعد على كسر الركبة وأبرزها السن، فعادة كبار السن أكثر عرضة للوقوع والإصابة بكسر في مفصل الركبة، وأيضًا مصابي هشاشة العظام، فهذا يجعل العظام أكثر عرضة للكسر، أو عدم التغذية السليمة حيث تقل كتلة العظام مع انخفاض فيتامين د والكالسيوم في الأنظمة الغذائية، إضافة إلى عدم ممارسة الرياضة بشكل دائم مما يؤدي إلى ضعف العضلات والعظام معًا.
وتابع:”عند حدوث الإصابة يشكو المريض من ألم حاد بالركبة، فقدان القدرة على الوقوف على قدميه، حدوث تورم شديد بالركبة نتيجة إنسكاب كمية من الدم داخل المفصل، وبعد عدة ساعات يبدأ ظهور زرقان بالجلد، وجود خدر شديد في منطقة الإصابة، كما أنه قد يحدث خلع في الصابونة إذا تعرض الشخص المصاب إلى ضغط شديد في هذه المنطقة”.
وأفاد:”قد يصاحب هذه الكسور إصابة فى احد الأعصاب أو الشرايين إذا كانت الإصابة شديدة، ولذلك يجب عند فحص المريض التأكد من عدم وجود إصابات أخرى”، لافتًا إلى أن الطبيب قد يكتفي بالأشعة العادية لتشخيص الكسر، أو يتم اللجوء لعمل أشعة مقطعية حتى يتمكن الطبيب من تقييم شكل الكسر، كما قد يتم عمل رنين مغناطيسي فى الحالات التى يشتبه فى وجود إصابات مصاحبة للأربطة.
وأكد أن طريقة علاج الكسر تتوقف على عدة عوامل منها: موضع الكسر ومدى تحركه من مكانه ووجود إصابات مصاحبة وتغذية المريض، مشيرًا إلى أنه قد يتم عمل بذل للركبة إذا كان هناك تورم شديد بمفصل الركبة، لكن في الأغلب يتم علاج هذه الكسور جراحيًا لضمان عودة سطح المفصل لوضعه السليم وتجنبًا لحدوث خشونة لاحقًا.
واستطرد:”يمكن تثبيت الكسر جراحيًا بواسطة شريحة ومسامير خاصة إذا كان الكسر بطول عظمة الفخذ أو عظمة الساق مما يسمح للمريض بتحريك مفصل الركبة بعد الجراحة مباشرة، مما يحافظ على سلامة الغضاريف و يمنع حدوث تيبس بالمفصل.
ونوه بأن مدة التعافي من الكسر تختلف تبعًا لشدة الكسر وهيئته والطريقة المستخدمة لتثبيت الكسر، فيستطيع المريض السير على قدميه والتحميل على ركبته إذا قام بتركيب شرائح ومسامير، أما في حالة الجبس فيحتاج إلى راحة على الأقل 6 أسابيع.