علامات التوحد عند الأطفال
علامات التوحد عند الأطفال.. بمجرد أن تجد الأم طفلها منزوي ومنطوي بعض الشئ، يذهب ذهنها تلقائياً إلى إصابته بطيف التوحد.
لذا سنوضح بالتفصيل المؤشرات الأولية للإصابة به.
ما هو التوحد؟
التوحد هو مرض يصيب الأطفال في عمر صغير جدًا، وغالبًا ما تظهر أعراضه في سن الرضاعة، وقبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات. ويعاني حوالي طفل كل 100 طفل من التوحد.
وبالرغم من اختلاف أعراض المرض من حالة لأخرى، إلا أن جميع اضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به.
وينتج المرض عن قصور في طريقة تطور المخ وعمله أثناء فترة الطفولة.
إلا أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد يتطورون بشكل طبيعي حتى مرحلة الطفولة، ثم يتوقفون عن اكتساب المهارات أو حتى فقدان المهارات المكتسبة سابقًا.
وللحكم على إصابة الطفل بالتوحد، يتطلب ذلك توفر 3 أشياء:
- ضعف في التواصل الاجتماعي بصورة واضحة عن طريق النظر ولا يوجد استجابة للتأثيرات الصوتية والسمعية.
- ضعف في التواصل اللفظي وقصور في المعاملة بالمثل.
- قيام الطفل بسلوكيات نمطية متكررة لفترات زمنية طويلة دون ملل مثل رفرفة اليدين وترتيب الألعاب أو تكرار الكلام،
تناول الفيتامين قبل الولادة يقلل من إصابة الأطفال بالتوحد
الأسباب
لا يوجد سبب معين يمكن الإشارة إليه بأنه يقف خلف مرض التوحد، لكن يمكن القول بأن هناك عدة عوامل تقف خلفه منها:
– العامل الوراثي: يمكن أن تلعب عدة جينات مختلفة دورًا في إصابة الطفل بالتوحد. فقد يرتبط التوحد في بعض الأطفال بحدوث اضطراب جيني مثل متلازمة ريت.
وأيضاً قد تلعب الطفرات الجينية دوراً في إصابة الطفل بالتوحد. وقد تؤثر جينات أخرى في تطور الدماغ.
والطفرات الجينية قد تم ن موروثة، بينما تحدث طفرات أخرى بشكل تلقائي
– العوامل البيئية: وهذا العامل محط دراسة الآن، فبعض الباحثون يدرسون حاليًا ما إذا كانت العوامل، مثل العدوى الفيروسية أو الأدوية أو المضاعفات أثناء الحمل أو ملوثات الهواء تلعب دورًا في الإصابة بالتوحد.
أعراض التوحد
يمكن ملاحظة أعراض التوحد على الطفل قبل بلوغه الثلاث سنوات. ومن الأعراض الأولية التي قد تظهر على طفل التوحد:
1- عدم ظهور الابتسامة كرد فعل عند الأطفال.
2- قصور في فهم أو استخدام الإيماءات ونقص تام في تعبيرات الوجه.
3- عدم الاهتمام بالاشياء حوله.
4- لا ينظر اليك أو في عينك عند التحدث معه.
5- الفشل في بدء التفاعلات الاجتماعية أو الاستجابة لها.
6- الالتزام غير المرن بالروتين والضيق الشديد عند التغيير والصعوبات في التحولات.
7- أنماط التفكير الجامدة، والحاجة إلى اتخاذ نفس المسار أو تناول الطعام كل يوم.
8- لديه اهتمامات محددة للغاية وغير طبيعية في الشدة أو التركيز ، مثل الارتباط القوي أو الانشغال أو الاهتمام المفرط بأشياء غير عادية كأجزاء الأشياء.
والاستجابة العكسية لأصوات أو مواد معينة، والشم المفرط أو لمس الأشياء، والانبهار البصري بالأضواء أو الحركة.
أعراض التوحد عند عمر عام
يمكن اكتشاف علامات التوحد من خلال طريقة تواصل الأطفال مع العالم الخارجي، فغالبًا ما يكون طفل التوحد غير اجتماعي، كما يوجد هناك أعراض مبكرة تنذر الأم بأن طفلها قد يعاني من التوحد خاصة عند عمر عام، منها:
- أن الطفل لا يستجيب لصوت والدته، وأيضًا لا يستجيب عندما يدعى باسمه، ولا ينظر للناس في أعينهم.
- كما أنه لم ينتج فقاعات لعاب في فمه ولا يشير إلى الأشياء حتى جيل سنة.
- ولا يبتسم ولا يستجيب للإشارات الاجتماعية من البيئة.
علامات التوحد عند عمر عامين
يوجد علامات مبكرة للتحذير من دخول الطفل على مرض التوحد تظهر عند عمر عامين وتكون أكثر وضوحًا؛ في الوقت الذي يصيغ فيه الأطفال كلماتهم الأولى ويشيرون إلى الأشياء التي يريدونها.
لكن الطفل الذي يعاني من التوحد يبقى منعزلًا، ولا يلفظ كلمات حتى سن 16 شهر، ولا يلعب ألعاب “التخمين” حتى سن 18 شهر، ولا يكون جملًا من كلمتين حتى جيل سنتين.
كما أنه يفقد المهارات اللغوية، ولا يبدي اهتمامًا عندما يشير شخص إلى شيء مثل طائرة تحلق فوق رأسه.
أعراض أخرى للتوحد
إلى جانب الأعراض السابقة، فإن الأشخاص الذين يعانون منم التوحد يظهرون أحيانًا أعراض جسدية، تشمل مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك ومشاكل النوم.
وهؤلاء الأطفال قد يطورون اضطرابًا في تناسق العضلات الكبيرة المستخدمة للجري والتسلق، أو في العضلات الصغيرة في اليد، وقد يتجنبون النظر في عيون الناس، حتى والديهم.
متلازمة أسبرجر
متلازمة أسبرجر تدخل تحت مسمى التوحد، أي أن يكون للطفل بعض التصرفات المشابهة للتوحد، لكن هناك فرق كبير بين الاثنين.
الطفل في متلازمة اسبرجر يكون ذكاؤه طبيعي وفي بعض الأحيان أعلى من الطبيعي، ولا يوجد لديه تأخر في الكلام، وهذا ما يفرقه عن التوحد التقليدي.
ومشكلة طفل متلازمة اسبرجر هي ضعف التواصل الاجتماعي، والتي قد تظهر بعدم رغبة الطفل بالاختلاط بالآخرين والكلام معهم أو مشاركتهم أي اهتمامات.
وغالبًا لا يكون لدى الطفل أصدقاء ويقضي معظم وقته بمفرده.
إضافة إلى تكرار بعض السلوكيات وعدم تقبل التغير سواء كان في الأكل أو الملابس. وعادة ما يكون لدى هؤلاء الأطفال روتين معين في حياتهم.
ومن ضمن الفروق أيضًا أن التوحد يظهر لدى الطفل في السنوات الثلاث الأولى من عمره، بينما لا يكتشف الاسبرجر إلا بعد السنة السادسة وما فوق من عمر الطفل.
كما يتميز التوحد بقصور واضح في اللغة وفي تكوين حصيلة لغوية، بينما يتمتع الاسبرجر بحصيلة لغوية لا بأس بها مع أنه يعاني من صعوبات في التخاطب والتعبير.
كما أن الطفل التوحدي منغلق على نفسه تمامًا، بينما طفل الاسبرجر يشعر بمن حوله ويتعرف عليهم ولكنه يعجز عن تكوين علاقات.
التعامل مع طفل التوحد
أبرز المشكلات التي تواجه طفل التوحد، هي التواصل مع الآخرين، فهو يستقبل ويتواصل بشكل مختلف قليلًا، وهو ما يجعله يحتاج لكثير من الانتباه.
كما أن طفل التوحد يكون حساس أثناء التواصل، ويمكن أن ننتظر منه أي رد فعل غير متوقع؛ لأنه يمكن أن ينفعل بسرعة.
إضافة إلى أن مريض التوحد يفقد القدرة على التواصل، فيمكن أن يظل لساعات دون أن يتواصل مع أحد.
لذا لابد من جذب انتباه طفل التوحد في علاقات، أحيانًا عن طريق التلامس، أو عن طريق المشاركة في ألعاب.
كما يمكن الاعتماد على بعض العقاقير، لكن الأهم التواصل وطريقة التعامل والسلوك.
الوقاية والعلاج
الدراسات الحديثة أثبتت أن العلاج مبكرًا يفرق كثيرا في العلاج، وبجانب العلاجات الدوائية نستخدم علاجات لتعديل السلوك والتخاطب.
لكن لا توجد وسيلة للوقاية من الإصابة بالتوحد، ولكن يعتبر التشخيص والتدخل المبكر مفيدًا للغاية ويمكنه تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة.