homescontents
القلبمقالات

“شفاء” تفتح ملف الأزمات القلبية للشباب والأطفال.. الموت المفاجيء يطارد صغار السن


* الدكتور خالد سمير: عدم تشخيص العيوب الخلقية للشرايين من أكثر أسباب الموت المفاجيء في سن مبكر

* الدكتور هيثم بدران: التدخين سبب رئيسي لإصابة المتقدمين في العمر.. و20 % من إجمالي الحالات أقل من 30 عاما

* الدكتور أحمد الوكيل: أسلوب الحياة يساعد على تخفيف الإصابة بأمراض القلب..  وننصح بالحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة وتجنب الأغذية الغنية بالزيوت المهدرجة والبعد عن الكحوليات والمخدرات

* الدكتور خالد سمير: التشخيص السليم هو أسرع الطرق للعلاج.. وبعض الدول تضع جهاز الصدمات القلبية في المولات والإستاد والمدارس والجامعات والمصانع

كتبت: دعاء علي

تحتل أمراض القلب المرتبة الأولى عالميًا من حيث نسب الإصابة والانتشار والأكثر خطورة على مستوى العالم، حيث تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية نسبة تجاوزت الـ30% من أسباب الوفاة وبهذا تحتل المركز الأول، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن ترتفع الأعداد إلى 23.3 مليون حالة وفاة في العالم بحلول عام 2030.

والأكثر خطورة أن هذه الأمراض لم تعد قاصرة على كبار السن فقط، فقد لوحظ في السنوات الأخيرة تقدم عمر الإصابة بمرض جلطة القلب إلى عقد الثلاثينيات والعشرينيات من العمر، وباتت أرقام الإصابة بالسكتة القلبية بين الشباب مخيفة، الأمر الذي دفع مجلة “شفاء” لفتح ملف الأزمات القلبية والذبحات الصدرية لدى صغار السن.

أسباب الأزمات القلبية

يقول الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، أنه لا توجد نسبة معينة لحدوث الأزمات القلبية والذبحات الصدرية لدى صغار السن، موضحًا أنها تحدث نتيجة عيوب خلقية أو أمراض مكتسبة غير مشخصة ومنها؛ عيوب الشرايين التاجية، وذلك بوجود وصلات غير طبيعية بين الشرايين التاجية أو خروج الشرايين التاجية من أماكن غير الأماكن المفروض ان تخرج منها، وكذلك تضخم عضلة القلب، وضيق بعض الصمامات، أو نتيجة تضخم في الشريان الأورطي.

وأضاف أن من أكثر الأسباب التي تؤدي للموت المفاجيء في السن المبكر هو العيوب الخلقية غير المشخصة خاصة في الشرايين، وتأتي بعدها أي أسباب تؤدي إلى تضخم عضلة القلب، مما يعرض عضلة القلب لحدوث اضطراب بشكل قد لا تستطيع معه العضلة ضخ الدم، ويتوفى المريض فورًا.

وأشار أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، إلى أن التدخين مجرد عامل مساعد ولا يسبب أزمة صدرية في السن الصغيرة، إلا أن هناك عيوب خلقية أخرى مرتبطة بالإنزيمات في الجسم تعمل على زيادة الدهون في الجسم بدرجة كبيرة، وتصيب الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 16 عامًا بنفس أمرض أصحاب الـ60 عامًا، حيث تسبب زيادة نسبة الكوليسترول، ويمكن اكتشافها بسهولة عن طريق التحليل.

العوامل الوراثية والأزمات القلبية

فيما قال الدكتور هيثم بدران، أستاذ أمراض القلب بكلية طب عين شمس، إن الأزمات القلبية والذبحات الصدرية وارد حدوثها للفئة العمرية أقل من 30 عامًا بنسبة من 15% إلى 20% من إجمالى الحالات، وبالنسبة للأطفال يندر حدوثها، ويكون سببها الرئيسي أسباب وراثية أدت إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول، أما في الكبار فيكون التدخين سبب حدوثها الرئيسي، بالإضافة إلى بعض العوامل الوراثية وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

الذبحة الصدرية

أشار الدكتور أحمد الوكيل، استشاري جراحة القلب والصدر بكلية طب جامعة القاهرة، إلى أن نسبة حدوث الأزمات القلبية والذبحات الصدرية في فئة صغار السن والأطفال أقل من الكبار، مضيفًا أن الذبحة الصدرية هي ألم بالصدر ويصيب كثير من الأطفال والشباب نتيجة للضغط العصبى والتوتر والحالة النفسية السيئة والبيئة المحيطة بهم، وتمثل نسبة 90% تقريبًا من الحالات، أما احتمال حدوث الأزمات قليل ولا يتجاوز 5% ممن لديهم مشكلة في القلب.

وتابع أن نسبة حدوث الأزمات للأطفال نادرة ومعظمها مرتبط بعيوب في شرايين القلب بسبب تصلب الشرايين نتيجة أمراض وراثية تصيب الشرايين، ويتم اكتشافه مبكرًا في السنوات أو الأشهر الأولى من العمر، موضحًا أن ألم الصدر في الأطفال غالبًا ما يكون بسبب مشاكل في الرئة مثل التهابات الرئة أو التهابات الغشاء البلوري، أو نتيجة الإصابة بنزلة برد أو درن أو التهاب شعبي أو إصابة في العضلات أو كدمة.

ولفت إلى أن سبب الإصابة بالأزمات القلبية في فئة الشباب يرجع إلى وجود تاريخ مرضي في الأسرة، أو التدخين بشراهة، أو وجود التهابات في الغشاء التموري المحيط بالقلب، وهذه الأسباب كفيلة بالتأثير على الشرايين التاجية للقلب، ويتم اكتشاف ذلك من خلال  إجراء رسم قلب، أو رسم قلب بالمجهود، أو إيكو لمعرفة مدى تأثيرها على الشرايين.

خطورة الإصابة

وعن مخاطر الإصابة بالازمات القلبية، أكد الدكتور هيثم بدران، أستاذ أمراض القلب بكلية طب عين شمس، أن الوقت عامل مهم لتلافي المضاعفات والمخاطر التي ترتبط بالأزمات القلبية والذبحات الصدرية والمتمثلة فى إضعاف عضلة القلب فالوقت يساوي موت جزء من عضلة القلب، مشيرًا إلى أنه كلما كان التدخل الطبي في المستشفى سريع، أو إسراع المريض نفسه للوصول للمستشفى، كلما كانت نسبة الشفاء أكبر وتأثيرها على عضلة القلب أقل.

ولفت إلى أن مضاعفات ضعف العضلة تتمثل في نهجان مستمر وعدم القدرة على القيام بأي مجهود وتورم في القدم، وقد تؤدي إلى توقف عضلة القلب والوفاة.

أعراض الأزمة القلبية

وأوضح دكتور هيثم بدران، أن أي وجع في الصدر قد يكون بداية لأزمة قلبية، ولابد من تشخيصه وتقييم حالته في الطواريء، والوجع من بداية الفك السفلي حتى فم المعدة نعتبره مشكلة في القلب إلى أن يثبت العكس، مشيرًا إلى أن وجع الأزمة القلبية له مواصفات يمكن أن يستغرق من 3 إلى 5 دقائق وقد يصل إلى ربع ساعة عند بعض الحالات.

وتابع أنه في البداية يرتبط الألم بالمجهود إلا أن الأزمة القلبية أو الجلطة قد تحدث دون مجهود، وبعض المرضى يصفوا وجع الأزمة القلبية وضيق الشرايين بأنه حرقان في منتصف الصدر أو شبه الحموضة، أو الإحساس بثقل على الصدر، أو شعور بسكاكين في الصدر، وإذا استمر الألم يكون في الغالب جلطة، ولا يجب الحصول على أي أدوية خصوصاً التي تمس القلب دون تشخيص جيد من خلال الطواريء في المستشفى.

العلاج

ولفت أستاذ أمراض القلب بكلية طب عين شمس، إلى أن علاج الأزمات القلبية يكون وفقًا لحالة المريض، فإذا كان يعاني من جلطة فالعلاج الأمثل هو إجراء قسطرة أولية لفتح الشريان، وبخلاف ذلك يتم التدخل وفقًا للحالة إذا كان وجع في الصدر يمكن أن يكون علاجه أقراص دوائية يحددها الطبيب.

أما دكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، فشدد على أهمية النظام الغذائي ومد الطفل ببعض الإنزيمات، وتصليح العيوب الخلقية بالقسطرة أو الجراحة، وإصلاح مشاكل القلب بالأدوية، مضيفًا أن هناك طرق كثيرة لعلاج الأزمات القلبية ولكن الأهم التشخيص السليم، لأن أغلب المرضى قد يصابون بانفجار في أحد الشرايين أو ذبذبة بطينية أو لخبطة في عضلة القلب بصورة شديدة تؤدي لتوقف عضلة القلب والدورة الدموية، بالتالي يكون من الصعب إنقاذهم لأن المرض غير معروف، ويجب علاجهم خلال 5 أو  10 دقايق من حدوثها قبل موت المخ.

ونوه إلى أن بعض الدول تضع جهاز الصدمات القلبية في كل الأماكن التي يتردد عليها عدد كبير من الناس مثل المولات والإستادات والمدارس والجامعات والمصانع، وذلك في حال تعرض أحدهم لأزمة قلبية.

ونصح دكتور أحمد الوكيل، استشاري جراحة القلب والصدر بكلية طب جامعة القاهرة، بضرورة التوجه للطبيب للوقوف على التاريخ المرضي للحالة، ويجب أن يكون الدكتور صبور، فبعض الشباب تم تشخيصهم على أن لديهم مشاكل في الشرايين التاجية، واكتشف في النهاية  أن مرضه نوع من الضغط العصبى والطبيب لم يشخص الحالة بشكل صحيح، أو أن المريض لم يوصل المعلومة بشكل جيد للطبيب.

وأضاف أن المريض يحصل على العلاج المناسب إذا كان مريض بأحد الأمراض المزمنة، حيث أن من أكثر الأمراض التي تسبب أمراض الشرايين التاجية في سن صغير هو ارتفاع ضغط الدم المستمر وارتفاع سكر الدم والتدخين، فهي أكثر 3 مسببات لأمراض الشرايين التاجية.

نصائح لتفادي الإصابة

شدد دكتور هيثم بدران، على ضرورة الابتعاد عن التدخين وإجراء فحص دوري للحالات التي لديها تاريخ مرضي في العائلة بالذبحة الصدرية أو الأزمات القلبية للإطمئنان على معدل الكوليسترول، بالإضافة إلى ضرورة الابتعاد عن الوجبات السريعة، والمواظبة على ممارسة الرياضة وإنقاص الوزن الزائد.

فيما أكد دكتور خالد سمير، على ضرورة الكشف المبكر للوقوف على الأمراض التي قد تصيب القلب، وبالنسبة للأطفال يجب المتابعة مع طبيب أطفال كل 6 أشهر، وبالنسبة للكبار يجب إجراء متابعة كل عام مع طبيب باطنة أو أسرة، وكذلك الأشخاص الذين يمارسون رياضات بها مجهود بدني عالي والتي تحمل عضلة القلب الكثير وقد تؤدي إلى أزمة قلبية إذا كان القلب مصاب، مشددًا على عدم التعامل مع المريض في المنزل والتوجه إلى أقرب مستشفى لتشخيصه وعلاجه، حيث قد يحتاج المريض للحجز في العناية المركزة أو إجراء عمليات سريعة.

وأكد دكتور أحمد الوكيل، على ضرورة التوجه للمستشفى فورًا عند الشعور بأعراض الذبحة الصدرية، مع إجراء فحص لإنزيمات القلب وأشعة إيكو للوقوف على سبب الألم، وإذا ثبت الإصابة بأزمة قلبية يتم التدخل طبيًا وفقًا للحالة فإما أن يدخل رعاية أو قسطرة أو يحتاج إلى تدخل من نوع آخر.

وأشار إلى أن أسلوب الحياة يساعد على تخفيف الإصابة بأمراض القلب، وذلك بتناول طعام صحي، والإكثار من السوائل ما عدا المشروبات الغازية والتي تحتوي على قدر كبير من السكريات الضارة، مع الإقلال من شرب السجائر والحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى تجنب الأغذية السريعة الغنية بالزيوت المهدرجة والمقليات، والحفاظ على كميات الأكل، والبعد عن الكحوليات والمخدرات وعلى رأسها الحشيش.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة