زراعة الأسنان ومرض السكر.. معاك خطوة بخطوة
نصحت دكتورة إسراء السعيد، استشاري تجميل وزراعة الأسنان، بضرورة مصاحبة مرض السكر، تفاديًا لمشاكله المتعددة على الجسم ومنها الأسنان.
تأثير مرض السكر على الأسنان
وأوضحت السعيد، أن السكر يؤثر على الأسنان ويزيد من معدلات الهدم بها، ويؤدي إلى تخلخل الأسنان والتهابات في اللثة، ومشاكل بعد الخلع في التئام الجروح، وهذا كله سهل السيطرة عليه بشرط المتابعة مع طبيب باطنة لتحقيق المعدلات شبة الطبيعية للسكر بالعلاج، والمتابعة مع طبيب الأسنان مرة كل سنة على الأقل مما يساعد على الحفاظ على صحة الفم والابتسامة.
وأشارت إلى أن من أبرز المشاكل التي تواجه مريض السكر هي تخلخل الأسنان، والتهاب اللثة المستمر، لأن السكر يؤدي إلى تغييرات في الجسم والهرمونات بالتالي التهابات مستمر في اللثة، ودائمًا رائحة الفم مختلفة، لذلك لابد أن نهتم بزيارة طبيب الأسنان مرة في السنة على أقصى تقدير.
وأضافت أن مريض السكر الذي فقد أسنانه عرضة أكثر لقلة كثافة العظم، ولكن ذلك لا يحدث بمجرد خلع الأسنان ولكن مع الوقت بالتدريج، لذلك لابد من متابعة حالة الأسنان بعد الفقد وعدم إهمال تعويض الأسنان المفقودة، منوهة إلى أنه في حالة قلة كثافة العظم لابد من التدعيم بعظم قبل الزراعة.
زراعة الأسنان ومرض السكر
وأفادت بأن الأصلح والأمثل أن الزراعة تتم في نفس يوم خلع الأسنان، فبمجرد خلع السنة يتم وضع الزرعة بعدها مباشرة، مما يساعد على رفع معدل نجاح الزرعة وتحسن معدل التئام العظم حول الزرعة.
وأكدت أن الزراعة هي القرار الأمثل بعد فقدان الأسنان وليس التركيبات الثابتة، لأن أقرب شيء لطبيعة خلق الأسنان هي الزراعة، فيتم وضع زرعة مكان السنة المفقودة، لكن في حالة رغبة المريض في وضع “كوبري” أو تركيبة ثابتة فهي مشكلة لأنه سيتم برد الأسنان قبل وبعد السنة المفقودة ويتم إجراء علاج جذور لهم في حال تحسسهم نتيجة البرد، والمريض في غنى عن تلك الخطوات.
إضافة إلى أن الكوبري يسبب التهاب في اللثة بعد فترة لصعوبة التنظيف تحته ويحدث انحسار في اللثة تحته، كما يؤدي إلى رائحة كريهة بالفم، وبعد فترة يتم تغيير كوبري ويتم برد الأسنان من جديد وتركيب كوبري جديد مما يمثل عبء مادي زائد على المريض.
وأضافت أنه إذا كان المريض لا تصلح له الزراعة “وهي حالات نادرة جدًا” أو المريض رافض مبدأ الزراعة لأي سبب أو إذا كانت السنة قبل وبعد السنة المفقودة تحتاج إلى كراون لوجود مشاكل بهم هنا يمكن اللجوء للتركيبات، لكن على المريض أن يدرك أن هذه الفكرة غير مستمرة وقد يحتاج إلى تغييرها بعد فترة “كل4-5 سنوات” إضافة إلى الزيارة السنوية لتنظيف اللثة والأشعة للاطمئنان على المريض من حيث الأسنان والعظم.
خطوات الزراعة لمريض السكر
قالت دكتورة إسراء السعيد، إن مريض السكر لابد أن يستوعب فكرة السكر التراكمي، لأنه أكثر دقة لمعرفة معدل السكر الحقيقي في الدم والجسم، كما أن السكر الصائم والفاطر لا يكون بدقة السكر التراكمي لأنه يقرأ حالة وقتية، والتراكمي يقرأ حالة السكر في الجسم خلال 3 شهور، كما يشترط عدم مرور فترة أكثر من شهرين على التحليل التراكمي، وإلا يتم إعادة التحليل.
وأضافت: بعد ذلك يتم إجراء أشعة مقطعية لنقرأ من خلالها بدقة حالة العظم وكثافته، وبعد أقرب عصب، وبعد الحاجز الأنفي وهل سيحتاج رفع أم لا، وهل المريض يحتاج إلى إضافة عظم أم لا، وهل ستكون إضافة العظم مرحلة منفصلة أم تتم تلك الخطوة مع الزراعة.
وأشارت إلى أن أشعة البانوراما لا يمكن الاعتماد عليها في الزراعة لأنها عبارة عن فكرة عامة وسريعة، لكن الدقة والتفاصيل تتحقق من خلال المقطعية، مضيفة أن الأشعة المقطعية لابد من إجرائها على الفم كله وليس الضرس المراد زراعته فقط، ولابد أن الطبيب الذي سيقوم بالزراعة هو من يطلبها ويقرأها.
وتابعت: كلما كانت الخطوات التي تمت في الأسنان والتي تسبق الزراعة كثيرة لا يمكن التحميل على الزرعة في نفس اليوم، بمعنى أنه لا يمكن في حالة رفعت حاجز أنفي ودعمت بعظم بكمية كبيرة وغشاء خلوي، التحميل على الزرعة في نفس الجلسة، وإذا تم التحميل في نفس اليوم الجلسة إما يرفض الزرعة أو أن العظم لا يلتئم حولها. وأشارت إلى أنه في مثل تلك الحالات يخرج المريض بتركيبة مؤقتة غير متحملة على الزرعة.
وأفادت أنه إذا كانت الزرعة موجودة في عظم جيد والسكر منضبط ولم تكن هناك تدخلات كثيرة أو إضافة عظم يمكن التحميل على الزرعة في نفس اليوم، لافتة إلى أنه إذا تم وضع التركيبة على الزرعة في نفس اليوم لا نضع التركيبة الزيركون أو البورسلين لكن نضع تركيبة أخرى وزنها أخف لرفع معدلات نجاح الزراعة.
تكثيف العظم
وأكدت دكتورة إسراء السعيد، أن تكثيف العظم مسألة ليست صعبة، ويتم في نفس الجلسة من خلال بعض المعدات يتم ضغط العظم وتكثيفه بطريقة معينة بحيث عندما يتم وضع الزرعة يكون معدل ثباتها المبدئي جيد وعالي، بحيث تعيش فترة أطول ويكون معدل التئام العظم حولها أفضل.
كما شددت على أهمية الثبات المبدئي للزرعة ويتم الوصول إليه من خلال تكثيف جانبي للعظم، والمريض يحافظ على السكر، والتدخين يكاد يكون سيتوقف نهائيًا، والامراض التي يحتاج فيها المريض لكورتيزون لفترات طويلة لمدة 6 أشهر لابد من دراسة الحالة جيدًا.
زراعة الفك الكامل لمريض السكر
وأضافت أن زراعة الفك الكامل أمر يسير وليس صعب، لكن فكرته بالأساس قائمة على التصميم ومعرفة عدد الزرعات التي سيتم وضعها في الفك، فعلى سبيل المثال لا يمكن وضع زرعتين وبعد عدة أشهر نضع زرعتين وبعد عدة أشهر إضافية نضع زرعتين، فلا يمكن أن يتم ذلك إلا بخطة مسبقة، لأن التحميل على الزرعات له تكنيك.
وأوضحت أن زراعة فك كامل على 4 زرعات له تكنيك مختلف، عن زراعة الفك الكامل على 6 زرعات أو 8 زرعات، لافتة إلى أنه يمكن وضع الزرعات في يوم واحد والمريض يخرج في نفس اليوم بأسنان، ويمكن اتلحميل عليها في أقصر وقت ممكن إذا تم وضع الزرعات في مكانها الصحيح بتكنيك مضبوط.
وتابعت أن التركيبة في الفك الكامل ستكون متصلة بمعنى وضع الفك كله كقطعة واحدة متصلة بعد فترة زمنية معينة بعد التئام الزرعات بالعظم، وذلك لانه من الصعب وضع 12 او 16 زرعة في فك واحد بحيث تكون كل سنة منفصلة، ولكن إذا كان المريض ماديًا قادر على هذا الاختيار يمكن إجرائه.
وأفادت أنه يمكن إجراء الفك كله قطعة واحدة، أو قطعتين او ثلاثة قطع على حسب عدد الزرعات، فمثلًا في حالة زراعة 8 زرعات يمكن تقسيم التركيبات “الكوبري” لأقل عدد فيمكن وضع 3 أو 4 كباري، لكن إذا كان الفك كله على 4 زرعات نستخدم قطعة واحدة.
تعليمات لمريض السكر بعد الزراعة
قالت دكتورة إسراء السعيد، إن من أبرز التعليمات الحفاظ على علاج السكر بشكل منتظم، واستعمال المضمضة “المياه والملح” وهي عبارة عن (كوب ماء كبير عليها ربع ملعقة ملح) ولابد من استمرار المضمضة في الفم بعض الوقت.
وأضافت: بعد الزراعة يحصل المريض على أنتي بيوتيك ومضادات التهاب ومضادات تورم.
وأشارت إلى أم المريض يمكنه أن يمارس حياته الطبيعية من ثاني يوم وذلك في حالات الزرعات العادية، لكن إذا كان الشخص أجرى زراعة فك كامل، تدعيم عظم، رفع حاجز أنفي، استبعاد عصب، لابد أن يستريح من يومين حتى أسبوع، فمن يزرع فكين في يوم واحد، يختلف عمن يزرع فك واحد، يختلف عمن يزرع زرعة واحدة.
التركيبة المتحركة لمريض السكر
وأوضحت ان التركيبات المتحركة لا يتقبلها الجميع، وتواجه مشكلة مع مريض السكر وهي أنه دائمًا لديه التهاب في اللثة، لذلك يفضل أن تكون التركيبة المتحركة مرحلة مؤقتة لحين ضبط معدل السكر التراكمي حتى يمكن الزراعة والدخول في التركيبة الثابتة، ولكن إذا كانت هي الحل في حال عدم القدرة على ضبط السكر ننصح باستخدام مضمضة باستمرار، واختيار أنواع من التركيبات المتحركة مريحة للثة ومناسبة لمريض السكر.