homescontents
ذكورة ومسالك بوليةمقالات

د.رضا عز: السمعة السيئة لأمراض الشرج تجعل المرضى يترددون قبل العلاج

كتبت: سماح عاشور


كتبت: سماح عاشور

«سمعة سيئة تصاحب أمراض الشرج» هكذا بدأ الدكتور رضا عز، أستاذ جراحات الجهاز الهضمي وجراحات المناظير والسمنة بطب عين شمس، حديثه عن أمراض فتحة الشرج، مؤكدًا أن عدد كبير من المرضى سواء كانوا رجالًا أو سيدات يخجلون من مناظرة الطبيب حتى وقتنا هذا، وهذه السمعة تجعل المرضى يترددون قبل العلاج.

ويضيف عز: «كثير من الحالات تترك نفسها للمرض يعبث بها، وتصل للطبيب في حالة متأخرة، بالرغم أن علاج هذه الأمراض سهل والنتائج إيجابية، إذا تم تشخيص المرض في مرحلة مبكرة».

ويشير إلى أن استمرار النزيف يؤدي إلى الإصابة بالأنيميا، والتي تؤثر بدورها على جميع أعضاء الجسم، مؤكداً «لابد من زيادة الوعي بخطورة تأخر العلاج، لأن النزيف قد يحمل في طياته أمراض خبيثة، فإذا لم يتم التعامل معه بجدية وإجراء الفحوصات اللازمة قد يصل المريض لدرجة يصعب معها الاستئصال».

أمراض الشرج

ويؤكد عز، أن أمراض الشرج لا تعني فقط البواسير، وإنما تنقسم إلى 3 أمراض تتشابه أعراضهم في وجود دم وإفرازات وآلام بالشرج، والطبيب هو من يميز بينهم، وهذه الأمراض هي البواسير، والناسور والشرخ الشرجي.

ويوضح أن البواسير عبارة عن تمدد الأوعية الدموية داخل الشرج، نتيجة امتلائها بالدم، فيبدأ ينزل بها للخارج، أما الشرخ الشرجي عبارة عن جرح في المنطقة التي بين الشرج والجلد الخارجي، بينما الناسور هو قناة تصل فتحة الشرج للجلد من الخارج.

البواسير:

ويشير أستاذ جراحات الجهاز الهضمي، إلى أن حالات البواسير نادًرا ما توجد في الأرياف، لاعتمادهم على العيش الأسمر، بالتالي لا يعانون من الإمساك، وهو من أهم أسباب الإصابة بالبواسير، عكس ساكني المدن الذين يعتمدون على الخبز «الفينو» و«الكيزر».

ويتابع: الإمساك المزمن يضغط على الغشاء المخاطي المبطن لفتحة الشرج، فتمتلئ الأوعية الدموية بالدم نتيجة الضغط عليها، فتبدأ البواسير داخلية وهي أولى درجات الإصابة، والتي تنقسم إلى 4 درجات:

1- درجة أولى داخلية

2- سقوط الغشاء المخاطي لكنه يعود تلقائيًا بمجرد أن ينتهي المريض من عملية الإخراج.

3- الدرجة الثالثة من البواسير، وفيها يضطر المريض أن يدفع السقوط بيده

4- الدرجة الرابعة والأخيرة وفيها يكون المرض قد وصل إلى درجة متقدمة، حيث لم تعد السقوط إلى مكانها.

ويقول إن السمنة والولادات المتكررة، والعامل الوراثي، والعادات الغذائية السيئة، بالإضافة إلى الجلوس لفترة طويلة، وعدم ممارسة الرياضة من أبرز مسببات البواسير.

ويستطرد «إذا لم يقض المريض حاجته خلال 3 أو 4 دقائق، عليه أن يخرج وينتظر فرصة ثانية، لأن أي مريض يعاني من الإمساك لديه قابلية لحدوث البواسير»

بواسير صامتة

ويوضح الدكتور رضا عز، أن هناك أعراض وعلامات للإصابة بالبواسير، لكنها قد تكون صامتة، فيعاني المريض من بواسير درجة ثالثة ولا يشعر، وقد ينزف ويكون الدم غير مرئي في البراز، وينتهي به الأمر إلى الإصابة بالأنيميا ويصل المريض لمضاعفات البواسير دون أن يشكو.

ويشير إلى أنه إذا كان المريض يعاني من ألم في الشرج ونزيف أو أنيميا غير معروفة السبب، عليه أن يراجع الطبيب فقط تكون بواسير صامتة دون أن يدرك.

ويؤكد أن تناول الشطة والأطعمة الحارة لا تسبب الإصابة بالبواسير، لكنها تسبب زيادة في الأعراض، فالمريض الذي لديه استعداد ويعاني من بواسير يحدث عنده تحيك في الغشاء المخاطي، فيقال أن الشطة سببت له بواسير، وهذا خطأ فهي أظهرت فقط مرض غير مدرك المريض بوجوده.

طرق التشخيص

وينوه أستاذ جراحات المناظير، بأن تشخيص البواسير أمر سهل، ولا يستدعي الإحراج، فيتم اكتشاف البواسير في دقيقتين، فيمكن تشخيص البواسير بمجرد النظر لفتحة الشرج إذا وصل المريض للدرجة الثالثة أو الرابعة، والحالة الوحيدة التي يضطر فيها الطبيب إجراء منظار شرجي هما الدرجتين الأولى والثانية، مؤكدًا أن المنظار لا يسبب أي ألم.

طرق العلاج 

ويقول عز: ما زال هناك تقصير من بعض الأطباء في التعرف على الحديث في علاج هذه الأمراض، وهناك نقص وعي لديهم بالأمور التي جعلت من جراحة الشرج من الأمور البسيطة على مستوى العالم.

ويشير إلى أن أساليب العلاج القديمة متمثلة في الاستئصال مازالت مستمرة حتى الآن، على الرغم من أنها تعالج النتيجة وليس السبب، ويوجد أساليب جديدة للعلاج منذ أواخر الثمانينات، لافتاً إلى أن كل المرضى الذين أجروا عملية البواسير بالطريقة القديمة سوف ترتد 100% عاجلاً أو آجلاً.

وينوه بأن أحدث علاجات البواسير تتمثل في المنظار الشرجي، وتدبيس البواسير.

المنظار الشرجي

ويوضح أن الاتجاه الأول في العلاج يرى أن البواسير عبارة عن أوردة دموية يولد بها الجميع، فعندما تمتلئ بالدم تظهر البواسير، ووجدوا أن الحل هو منع الدم عن البواسير، فجاءت فكرة ربط الشريان الشرجي، دون داعي لقص الباسورة كما يحدث في الطريقة القديمة.

ويضيف أن هذه الفكرة تعتمد على ربط الشريان الشرجي من خلال دخول المنظار في الشرج، وهذا المنظار يوجد به «دوبلر» عندما يصل للشريان الشرجي يصدر إشارة، فيتم إدخال إبرة وقفل الشريان.

ويذكر أن نتائج الجراحة تظهر فورًا أثناء العملية، والتي لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة، يتم خلالهم ربط 6 شرايين في المحيط الشرجي، فتعود البواسير إلى طبيعتها، كما أن المريض يخرج من المستشفى بعد إجراء المنظار الشرجي بساعتين، أو ثاني يوم من العملية على أقصى تقدير.

ويؤكد دكتور رضا عز، أن المنظار الشرجي يتغلب على عيوب الجراحة التقليدية سواء في وجود الجرح أو الألم الشديد، أو حدوث السلس البرازي، وهروب الغازات، والأهم من ذلك أن البواسير لا ترتد مرة أخرى للمريض، لافتًا إلى أن مرضى الكبد والسكر والسيولة لا يمكنهم إجراء البواسير بالطريقة القديمة.

ويفيد بأن المنطقة الحساسة في الشرج أول 2 سم،  وما بعد ذلك منطقة غير حساسة، والربط في المنظار الشرجي يكون في المنطقة غير الحساسة، عكس الطريقة القديمة الاستئصال يكون في المنطقة الحساسة، لذا يعاني المريض من ألم لا يوصف.

تدبيس البواسير

ويشير إلى أن الاتجاه الثاني في العلاج يرجع البواسير إلى سقوط الغشاء المخاطي، فيأخذ الأوردة لأسفل فتبدأ تطول وتلتف حول بعضها مسببة الدوالي أو البواسير، ولكي يتم علاج البواسير لابد من إعادة الغشاء لمكانه، من خلال استخدام دباسة وإسقاط البواسير في محيط الدباسة وغلق الدباسة عليها، وذلك عن طريق لف الجهاز 360 درجة في الشرج، وقص البواسير الساقطة ثم التدبيس، بحيث لا يسقط الغشاء المخاطي مرة أخرى.

ويضيف: فكرة الدباسة مبنية على فكرة السقوط الشرجي للدرجة الثالثة والرابعة، فعندما يعاني المريض من سقوط فأفضل علاج هو الدباسة، ولكن إذا كان في الدرجة الأولى أو الثانية فالأفضل له هو المنظار الشرجي”، منوهًا إلى أن مزايا الدباسة هي نفسها مميزات الربط الشرجي.

الناسور الشرجي

يقول الدكتور رضا عز إن الناسور عبارة عن فتحة غير طبيعية في الجسم، ويبدأ بخراج حول الشرج، يتمدد نتيجة الصديد الذي يتكون داخله، بالتالي يزيد الضغط داخله ويحاول أن يجد له مخرج، فيفتح ذراعين أحدهما على الجلد والآخر على الشرج”.

ويضيف: مرضى السكر وضعف المناعة يعانون بكثرة من هذا الأمر، مؤكدًا أن الناسور أصعب من البواسير.

ويشير إلى وجود 5 أنواع له؛ ناسور سفلي بعيدًا عن العضلة، ناسور داخل في العضلة، وآخر فوق العضلة، وناسور داخل في العضلة، وناسور بين العضلتين.

ويتابع: الخطأ في جراحة الناسور يترتب عليه عدم تحكم في البراز، وفي حالة عدم خبرة الطبيب يقوم بقص الناسور ومن ثم قطع العضلة الضامة، فيحدث سلس برازي.

ويوضح دكتور رضا عز، أن هناك علاجات حديثة في حالة الناسور العلوي الذي يخترق العضلات، ولا يجب التعامل معه بالطرق التقليدية، مشيرًا إلى أن أحدث العلاجات غير موجودة في مصر ويتم استيرادها.

ويذكر أن الناسور قناة مجوفة يجب تحويلها إلى مصمتة حتى تمنع مرور الإفرازات من الشرج للجلد، مضيفاً «في البداية تم حقن مادة صمغية تجف داخل الناسور، ثم توصلوا إلى سدادة جاهزة يتم وضعها، وهذا في حالة الناسور العلوي مخترق العضلات».

السلس البرازي

وينوه بأن عدم التحكم في البراز يحدث نتيجة مشاكل في العضلات، إما إصابة في العضلة، أو عدم خبرة الطبيب، أو نتيجة جرح قطعي في العضلات، وقال إن هناك علاج للسلس البرازي عن طريق مادة يتم حقنها في الجوانب الأربعة لفتحة الشرج، أشبه بـ«الفيلر» فتكون بمثابة مصدات لعدم نزول البراز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة