تمدد الشرايين بالجسم.. الأسباب والمضاعفات والعلاج
كتبت: أميرة محمد
يصيب مرض تمدد الشرايين كبار السن في أغلب الحالات، وهو عبارة عن زيادة حجم الشريان عن حجمه الطبيعي، ويكون التمدد في أي جزء من أجزاء الجسم، ومن أشهر التمددات تلك التي تحدث في الشريان الأورطي في منطقة البطن والصدر.
ما هو تمدد الشرايين؟
قال الدكتور محمد عبد الحميد، استشاري الأوعية الدموية والقدم السكري، إن وظيفة الشريان الأورطي هي أخذ الدم من صمام القلب الأورطى ونقله إلى تفرعات الشريانين الرئيسيين من القلب للحوض.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”شفاء”، أن تمدد الشرايين يمكن أن يحدث في أي نوع من شرايين الجسم سواء؛ شرايين خلف الركبة، أوشرايين البطن، أوشرايين الفخدين والأمعاء والكبد، مشيرًا إلى أن التمدد يكون بنسب متفاوتة، ومن أشهر التمددات تلك التي تحدث في الشريان الأورطي بمنطقة البطن والصدر والفخد.
وأوضح أن الشريان الأورطي البطني يصل قطره إلى 2 سم، وشريان الحوض 1 سم، وشريان الفخد 8 ملم، بينما الشريان الصدري يبلغ قطره 3 سم، ويحدث التمدد إذا زاد القطر للضعف.
ولفت استشاري الأوعية الدموية، إلى أن تمدد الشرايين يحدث غالبًا لكبار السن نتيجة مادة “ايلاستين”الموجودة في جدار الشريان، والتي تجعله يتمدد مع وجود مواد أخرى في جدار الشريان، كما يتمدد الشريان عندما يضعف، ويمكن تمدده أيضًا نتيجة الإصابة بأمراض مناعية، أو في حالة تعاطي المخدرات بالحقن حيث يتمدد شريان الفخد، ويؤدي إلى التهابات وضعف في جدار الشريان.
أسباب تمدد الشرايين
وتابع دكتور محمد عبد الحميد، أن خطورة تمدد الشريان تتمثل في انفجاره مما يؤدي إلى الوفاة بشكل سريع، كما أن من أخطر مشاكل التمدد حدوث تركيز الدم في الشريان مما يؤدي إلى تجلطات تظل في الدم، كما يتسبب التمدد في انسداد الشرايين وغرغرينة سريعة.
وأشار إلى أن أغلب مدمني المخدرات يتعرضون لانفجار الشريان، بخلاف غير المدمن الذي يمكن أن يصاب بتمدد في الشرايين ويشعر بآلام في البطن والظهر، ويمكن اكتشاف الإصابة من خلال الأشعة التليفزيونية، مؤكدًا أن الإصابات تحدث لكبار السن، ولا تحدث لصغار السن إلا في الحالات النادرة.
علاج تمدد الشرايين
وتابع استشاري الأوعية الدموية، أن علاج التمدد الشرياني يتم من خلال عدة طرق هي:
1- في حالة عدم وصل التمدد لحالة الخطر، يكون العلاج بتناول أدوية يصفها الطبيب، حتى لا يزيد التمدد.
2- إذا وصل التمدد إلى درجات أكثر شدة، يتم العلاج إما عن طريق الجراحة أو القسطرة التداخلية، أو وضع دعامة مغطاة وهي تقنية حديثة لعلاج التمدد الشرياني، حيث تعمل الدعامة على جعل الدم لا يمر على التمدد، فيحدث انكماش للتمدد وكأنه غير موجود.
مزايا وعيوب تركيب الدعامة
وكشف دكتور محمد عبد الحميد، عن مزايا تركيب الدعامة من خلال القسطرة لعلاج التمدد لشرياني ومنها؛
1- لا تمثل خطورة على المريض.
2- نسبة فقدان الدم قليلة.
3- لا يمكث المريض فترة طويلة في المستشفى، فقط 24 ساعة على الأكثر.
4- تجرى لأي مرحلة عمرية في كبار السن.
ونوه إلى أن ارتفاع التكلفة من أبرز عيوب الدعامة، حيث تتراوح تكلفتها من 150 ألف جنيهًا وحتى ربع مليون جنيهًا، كما أنها لا تقضي على تمدد الشريان نهائيًا، ويظل موجود ولكن متنحي جانبًا، لكي تجعل الدم يسير في أجزاء الشريان السليمة، ويمكن أن يعود التمدد مرة أخرى ويحتاج المريض إلى جراحة جديدة.
وأوضح استشاري الأوعية الدموية، أن التدخل الجراحي لعلاج التمدد الشرياني يكون من خلال فتح البطن والوصول للتمدد واستئصاله، وزرع شريان صناعي يقبله الجسم، ثم تتم حياكته بالغرز وتثبيته.
جراحة تمدد الشرايين
ولفت إلى أن التدخل الجراحي في حالة التمدد الشرياني له الكثير من المميزات ومنها؛
1- تكلفته رخيصة، لا تزيد عن 50 ألف جنيهًا.
2- عمرها أطول ويمكن أن تشفي المريض سنوات طويلة تصل إلى 20 عامًا.
3- بعد نجاح العملية لا يعود التمدد.
وأوضح أن من أهم عيوب جراحة تمدد الشرايين وجود خطورة على المريض أثناء الجراحة، وارتفاع نسبة فقدان الدم أثناء العملية، مؤكدًا أن نسب الشفاء مرتفعة جدًا إذا تم اللحاق بالتمدد الشرياني دون أن ينفجر، بينما إذا انفجر يمكن أن ينجح الأطباء في علاجه بنسب شفاء تتراوح من 10 إلى 20%.
الوقاية من تمدد الشرايين
ونصح دكتور محمد عبد الحميد، كبار السن وأي شخص تخطى الـ60 عامًا بإجراء أشعة تليفزيونية على البطن، وإذا كشفت الأشعة وجود بداية لتمدد شرياني عليه إجراء فحص دوري مستمر كل 6 شهور لعلاج التمدد مبكرًا.
كما نصح كبار السن بضبط نسبة الضغط، والإقلال من التدخين، والقضاء على الدهون الزائدة بالجسم وخفض نسبة الكوليسترول.