كتبت: دعاء علي
تعد الشفة الأرنبية أحد العيوب الخلقية التي يولد بها الطفل، نتيجة بعض العوامل الوراثية والبيئية، وتحدث في فترات الحمل المبكرة خلال الشهور الأولى؛ وتظهر على هيئة شق أو فتحة في الشفة العليا، لتشبه بذلك شفة الأرنب وهذا هو سبب التسمية.
يقول الدكتور صابر عبد المقصود، استشاري جراحة التجميل ونحت القوام والعيوب الخلقية للأطفال، إن الشفة الأرنبية من أكثر التشوهات الخلقية الشائعة، التي تصيب الأطفال وتؤدى إلى تشوه وجه الطفل، موضحًا أن الشفة الأرنبية تظهر عقب ولادة الطفل مباشرة، وليس لها أي أسباب أو عوامل محددة، ولكن ترتبط ببعض العوامل الوراثية والبيئية.
وأضاف أن هناك بعض العوامل التي يمكن تجنبها، لكي تقلل من مخاطر إصابة الطفل بالشفة الأرنبية، والتي تسبب إزعاج وألم للأبوين، كما تسبب آلامًا نفسية وحسية للطفل، مشيرًا إلى أنها تعرقل عملية الرضاعة لذلك يحتاج هذا الطفل للكثير من الدعم النفسي والصحي، ومساعدته على العيش وسط الآخرين وخاصة أقرانه من الأطفال في مثل عمره.
وأوضح استشاري جراحة التجميل، أن الشفة الأرنبية عبارة عن ظهور فجوة صغيرة تتكون بين جانبي الشفة العليا في أنسجة الجلد، ويحدث هذا التشوه لفم الطفل وهو في بطن أمه وخاصة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، أثناء تكون الجنين داخل رحم الأم، مضيفًا أن لم يتوصل الأطباء إلى سبب واضح ومحدد يؤدي إلى الإصابة بالشفة الأرنبية، لكن هناك بعض العوامل البيئية والعوامل الوراثية التي تتحكم في هذا التشوه، وحدوث خلل بعملية التحام أجزاء الشفة.
وتابع:”إذا وُجد شخص من الأقارب يعاني من هذا التشوه، فهناك نسبة احتمال كبيرة أن يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالشفة الأرنبية، نتيجة انتقال الجينات الوراثية المسؤولة عن عمليات الالتحام لأجزاء الشفة العلوية”.
وأكد أنه يوجد بعض العوامل البيئية الأخرى، والتي يمكن التحكم فيها، فقد تتناول الأم الحامل بعض الأدوية والعقاقير التي تسبب خللًا في الهرمونات، مثل أدوية الصرع، والأدوية المضادة للاكتئاب، أو أدوية الصداع النصفي، بالإضافة لتناول أدوية السرطان والعلاج الكيماوي، فهذه الأدوية تسبب تشوهات خِلقية للطفل من أبرزها تشوه الشفة الأرنبية.