تأخر الحمل.. إليك كل ما تريد معرفته عن أسبابه والوقت الأمثل للعلاج

قال دكتور محمد ممتاز، أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم، إن الظاهرة الموجودة الآن في مصر والعالم العربي هي تأخر سن الزواج حتى أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة، والكارير الخاصة بالسيدات، لذلك البداية عند كثير من الناس الآن متأخرة.

العقم

وأضاف أن مصطلح العقم لا يحبذ استخدامه الآن، لأنه كان موجود عندما كانت معظم الحالات لا نستطيع تقديم حل لهم، فأصبح المصطلح الأصح الآن “تأخر الإنجاب” ويعني مرور سنة على الزواج دون حدوث حمل، ودور الطبيب هنا هو استيعاب الزوجين وطمأنتهم حتى قبل إجراء الكشف والتحاليل، فحوالي 90% من المتزوجين جيدًا لمدة 4 أو 5 شهور ولم يحدث حمل لا يوجد لديهم مشاكل وتلك الفترة غير كافية لحدوث حمل في المقام الأول.

فحوصات أساسية

وأشار إلى وجود عدد فحوصات أساسية لابد أن إجرائها في البداية، إضافة إلى أخذ التاريخ المرضي للسيدة حول مدى انتظام الدورة الشهرية، وهل أجرت جراحات سابقة أم لا؟ هل تعاني من أي امراض أو مشاكل صحية والأدوية التي تتناولها، والجزء الثاني أن يكون الزوج سليم وفحوصاته جيدة، فإذا كان تحليل السائل المنوي سليم بالتالي الزوج لا يعاني من اي مشكلة.

من المسئول؟

وتابع: ان أسباب تأخر الحمل تنقسم إلى 40% مسئولة عنهم الزوجة، ومن 30-40% الزوج لديه السبب، ومن 20-30% أسباب مشتركة لدى الزوج والزوجة، مشيرًا إلى أهمية إجراء الفحوصات الخاصة بالزوج والزوجة في نفس الوقت لتوفير الوقت، وخلال شهر يعرف الطبيب إذا كانت هناك أي مشاكل عند الزوج أو الزوجة ويبدأ العلاج.

أسباب متعلقة بالزوج

أوضح أن الأسباب المتعلقة بالزوج تتمثل في القدرة الجنسية، وإذا كانت العلاقة الزوجية منتظمة أم لا؟، ويتم إجراء تحليل السائل المنوي وهو تحليل بسيط لكن للأسف يعتبره الكثير من الرجال أنه لا يصح وإنقاص من قدرته الذكورية، وهذا غير صحيح فالزوج قد يكون سليم جسمانيًا وجنسيًا لكن لديه مشكلة في السائل المنوي نتيجة نقص العدد أو الحركة.

وأفاد بأن تحليل السائل المنوي ليس رقم فقط، وإنما يتم فحص التحليل من حيث العدد والحركة ومدى وجود تشوهات، وهناك علاجات كثيرة الآن لسواء لنقص عدد الحيوانات المنوية أو قلة حركتها ويوجد اطباء متخصصين في هذا الامر وهو طبيب الذكورة.

أسباب متعلقة بالزوجة

قال دكتور محمد ممتاز، إنه يتم تقسيمها إلى أسباب متعلقة بخطوات حدوث الحمل، فحدوث الحمل يتطلب وجود بويضة تكبر وتخرج في وقت معين، والحيوان المنوي يكون قد دخل القنوات المهبلية ثم يمر من عنق الرحم للرحم حتى يصل لقناة فالوب، والبويضة تخرج من المبيض تقابل الحيوان المنوي في قناة فالوب فيحدث إخصاب للبويضة، ثم تتجه البويضة المخصبة من قناة فالوب للرحم وتستقر به فيحدث الحمل.

وأضاف أن الأسباب التي تعوق الحمل هي أسباب لها علاقة بالتبويض، وأسباب لها علاقة بقناة فالوب، وأسباب أخرى لها علاقة بالرحم، وأسباب لها علاقة بعنق الرحم نتيجة عدم قدرة الحيوانات المنوية المرور منه، ولابد من فحص كل سبب منهم.

ولفت إلى أن المبيض منذ ولادة السيدة يوجد به عدد معين من البويضات، وكل شهر بعد سن البلوغ المبيض يختار بويضة تكبر وتخرج من المبيض في انتظار الحيوان المنوي، وقبل الزواج البويضة تخرج حتى تقابل الحيوان المنوي وعندما لم تجده تموت، ويتكرر هذا شهريًا، وانتظام التبويض هو من يجعل الدورة الشهرية تنتظم، وعدم انتظام التبويض يشير إلى اضطراب التبويض، موضحًا أن عدم انتظام الدورة الشهرية نتيجة اضطراب الهرمونات له علاقة في المقام الأول بدور المبيض.

وأوضح أن البويضة تخرج في وقت معين في الشهر، وفي خلال هذا الوقت لديها القدرة على الحمل، ويكون في المتوسط من اليوم العاشر إلى اليوم الـ18 من بداية الدورة الشهرية، منوهًا محاولة حدوث الحمل ليس له علاقة بنهاية الدورة الشهرية ولكن ببدايتها، فالمهم أن نحسب جيدًا اليوم الاول للدورة الشهرية وابتداء من اليوم العاشر حتى اليوم الـ18 هذا الأسبوع هو أعلى فرصة لحدوث الإنجاب، لذا ننصح السيدة التي تحاول الحمل أن تحدث علاقة زوجية في خلال هذا الأسبوع.

وتابع أن المبيض يخرج بويضة كل شهر، ولكن هناك سيدات لديهم عدم انتظام في التبويض او عدم تبويض بالأساس، وأحيانًا تكون جودة البويضة غير طبيعية، وهناك سيدات لديها اضطراب في الهرمونات يؤدي إلى عدم تبويض.

تكيس المبايض

وأفاد بأن أهم أسباب عدم حدوث تبويض هو “تكيس المبايض”، وتعبير تكيس المبايض تعبير مبالغ فيه، لان التكيس يحدث في بعض حالات عدم التبويض ولكن ليس معنى عدم انتظام الدورة الشهرية أو عدم انتظام التبويض هو الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، لافتًا إلى أن التكيس عبارة عن اضطراب في الهرمونات، وعدم تبويض، وقد يصاحبه زيادة في هرمون الذكورة أو زيادة في الوزن أو بعض حالات السكر أو الضغط، أي ان التكيس هو مجموعة من الاعراض لا تقتصر فقط على عدم انتظام الدورة او التبويض.

وأردف: أن تشخيص تكيس المبايض يتطلب وجود اعراض عند السيدة وليس فقط أعراض تأخر حمل او اضطراب في الدورة الشهرية ولكن أعراض أخرى مثل زيادة هرمون الذكورة، ظهور الشعر في مناطق غير مرغوب فيها، سقوط الشعر، زيادة الوزن مع عدم انتظام الدورة الشهرية وعدم القدرة على حدوث الحمل مه وجود اضطراب في الهرمونات التي لها علاقة بالمبيض.

زيادة الوزن وتكيس المبايض

ونوه بأن تكيس المبايض أو اضطراب الهرمونات أو عدم انتظام التبويض من المشاكل التي يسهل علاجها. وتكيس المبايض عبارة عن مبيض كبير ممتلئ بالبويضات، وتلك البويضات لا تخرج بصورة طبيعية يصاحب له مشاكل كثيرة من ضمنها مشاكل اضطراب في الهرمونات واضطراب الأنسولين، فزيادة الوزن من ضمن اعراض التكيس، فليس كل سيدة يزيد وزنها ستعاني بالضرورة من تكيس المبايض، والعكس صحيح، وهناك حالات كثيرة وزنها قليل ولديها تكيس مبايض واضطراب شديد في الهرمونات.

وأضاف أن زيادة الوزن في حالات تكيس المبايض قد تكون ميزة وليس عيبًا، لأن قليلة الوزن ولديها تكيس علاجها دوائي في المقام الاول ومنشطات للتبويض وأدوية لاضطراب الهرمونات، لكن كثير من أصحاب الوزن الزائد المصاحب للتكيس يتحسن التكيس مع فقدان الوزن، لذلك ننصح السيدة التي تعاني من اضطراب في التبويض ووزنها زائد بخسارة الوزن.

وتابع: يوجد بعض الأدوية التي تساعد الانسولين على حرق السكر في الجسم وهي في حد ذاتها تساعد السيدة على فقدان الوزن وانتظام الهرمونات والتبويض وهو مهم جدًا للبنات قبل سن الزواج بدلًا من أخذ علاج هرموني وأدوية مجرد إنقاص الوزن وحرق السكر بصورة طبيعية، قد تنتظم الدورة وهو بحد ذاته استعداد لحدوث حمل عند الزواج.

وأكمل: في حالة وجود تكيس مع تأخر الحمل العلاج في المقام الأول يتمثل في علاج اضطراب التبويض، ويشمل إما عدم وجود تبويض بالأساس وغالبًا يصاحبه اضطراب شديد في الدورة الشهرية “تنزل كل 6 شهور مرة وقد لا تنزل”، أو قلة في التبويض، أو عدم جودة البويضات، مشيرًا إلى أن العلاج سهل بأدوية بسيطة سواء أقراص أو حقن.

وشدد على أهمية المتابعة في حالات علاج التبويض، ومتابعة التبويض فحص أساسي من فحوصات تأخر الحمل سواء أثناء التشخيص او العلاج، ويتم عن طريق إجراء الموجات فوق الصوتية لمتابعة حجم البويضة من اليوم العاشر للدورة الشهرية كل يومين ثلاثة، حتى نطمئن بأن البويضة وصلت للحجم المناسب وعادة يكون من 18-22 مل، ويكون ذلك هو الوقت المناسب لحدوث العلاقة الزوجية والحمل، ثم تتابع السيدة بعدها بيومين أو ثلاثة أيام نطمئن من خروج البويضة، لانه قد تصل البويضة لحجم معين ولا تخرج من المبيض، بالتالي لا تقابل الحيوان المنوي ومن ثم عدم حدوث حمل.

ماذا بعد علاج تكيس المبايض؟

قال دكتور محمد ممتاز، أستاذ أمراض النساء والتوليد، إن الحقن المجهري هووسيلة من وسائل الإخصاب المساعدة، وهي وسائل متعددة منها التلقيح الصناعي، أطفال الأنابيب، والإخصاب المجهري، وتلك الوسائل نلجأ إلهيا في كثير من الحالات التي تعاني من مشكلة في قناة فالوب، لافتًا إلى أن معظم مشاكل تأخر الحمل ناتجة عن قناة فالوب إما لوجود مشكلة بها سواء التهابات أو التصاقات أو عدم وجودها، وعلاجها هو الإخصاب المجهري.

وأضاف أن عدم التبويض علاجها الأساسي هو تنشيط التبويض، وجزء من الإخصاب المجهري هو تنشيط التبويض، ثم أخذ البويضات للمعمل وحقنها بالحيوان المنوي سواء بوضعه جانبها أو داخلها وهو الفرق بين أطفال الأنابيب والإخصاب المجهري، ونادرًا ما نلجأ لهم إذا كانت السيدة مشكلتها الوحيدة هي عدم التبويض.

وأوضح أن الإخصاب المجهري او وسائل الإخصاب المساعدة عمومًا نلجا إليها بالأساس في حال وجود مشكلة في قنوات فالوب أو مشكلة لدى الرجل في الحيوانات المنوية، ولكن هناك ادوية الآن تحسن من تلك الحالات، وفي حال عدم تحسن الحالة نلجأ الحقن المجهري فنقوم بأخذ الحيوان المنوي الغير قادر على اختراق البويضة نتيجة ضعفه أو قلته ووضعه إما بجانب البويضة أو داخلها في المعمل.

وأشار إلى أن هناك بعض السيدات تعاني من قلة عدد البويضات ونرى ذلك في حالات تأخر سن الزواج أو أجرت السيدة جراحة في المبيض أو اضطرت لإزالة أحد المبيضين أو تأخذ علاج كيماوي، وتلك الحالات بفضل التكنولوجيا تم التغلب على تلك المصاعب بالحصول على منشط للتبويض لإخراج عدد من البويضات، ونأخذ تلك البويضات نجمدها ونحافظ على البويضات إلى أن تنتهي الجراحة التي تجريها السيدة، وعندما تسنح الفرصة لحدوث الحمل نأخذ البويضات المجمدة وإجراء إخصاب مجهري.

مشاكل قناة فالوب

قال إنه من الصعب أن نقول أن هناك اعراض تصاحب مشاكل قناة فالوب، فوجود مشكلة بها في الأغلب التصاقات أو التهابات أو إزالتها بجراحة، مشيرًا إلى أن بطانة الرحم المهاجرة هي مرض عبارة عن أن بطانة الرحم موجودة في التجويف البروتيني على المبيض أو قناة فالوب او الرحم، وتشخيصها يحتاج إلى إجراء منظار للبطن، كما نستخدم المنظار لمعرفة إذا كانت قناة فالوب مفتوحة أم سليمة.

وأضاف أن بطانة الرحم المهاجرة مرض يصيب بعض السيدات يؤدي إلى عقم أو تأخر الحمل، لكن نسبته ليس عالية كما يشاع. قناة فالوب وفيما يخص قناة فالوب، يتم إجراء أشعة بالصبغة لمعرفة إذا كانت قناة فالوب مفتوحة أم لا، وإذا كان هناك شك نجري منظار البطن، وبعد تشخيص المشكلة كان علاجها قديمًا جراحي، لكن الىن في معظم الاحيان نلجأ لوسائل الإخصاب المساعدة، لكن في المقام الاول هي أطفال الأنابيب أو الإخصاب المجهري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى