بالتفصيل.. كل ما تريد معرفته عن دهون الكبد

كتبت: سماح عاشور

يندرج مرض تدهن الكبد تحت قائمة الأمراض الصامتة، بمعنى أنه ليس له أعراض واضحة وخصوصًا في مراحله الأولى، ويكتشف المريض إصابته بالصدفة إثر إجرائه أشعة موجات فوق صوتية، وهنا قد يكون المرض تفاقم ووصل إلى مراحل متقدمة ومضاعفات خطيرة.

قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، إن دهون الكبد من الأمراض المنتشرة سواء في مصر أو على مستوى العالم؛ وذلك نتيجة اتباع أساليب خاطئة خاصة الدهون المشبعة في الوجبات السريعة، وتغيير النمط الغذائي الصحي، فضلًا عن قلة الحركة مما أدى إلى تراكم الدهون على الكبد.

أسباب تدهن الكبد

وأضاف أن تدهن الكبد له مسببات كثيرة أبرزها الفيروسات الكبدية سواء فيروس سي أو بي، السمنة المفرطة، السكر الغير منضبط، اختلال دهون الدم سواء الكوليسترول أو الدهون الثلاثية، وقد تحدث الإصابة نتيجة استئصال جزئي للأمعاء، كما أن هناك بعض الأدوية التي تسبب دهون كبد على المدى الطويل، لافتًا إلى أن المسببات كثيرة لذلك من المهم معرفة سبب تدهن الكبد من خلال الأطباء المختصين بالموجات فوق الصوتية، وبمجرد اكتشافها لابد من إجراء التحاليل اللازمة والمتابعة.

أعراض تدهن الكبد

وأفاد دكتور محمد عز العرب، بأن معظم حالات تدهن الكبد تكتشف إصابتها بالصدفة خاصة إذا كانوا مرضى سكر أو سمنة أثناء إجراء أشعة الموجات فوق الصوتية، والبعض الآخر قد يشتكي من أعراض مثل الخمول والكسل.

مراحل تدهن كبد 

وأشار أستاذ أمراض الكبد، إلى وجود 3 مراحل لتدهن الكبد هم: 

1- التدهن البسيط: ويكون الشخص طبيعي، وبمجرد اكتشاف دهون على الكبد يتم إجراء تحليل إنزيمات كبد ووظائف كبد، وعند أخذ عينة نكتشف وجود خلايا دهنية بين خلايا الكبد.

2- تدهن كبد تفاعلي الغير كحولي: ويعاني المريض من اختلال كبير في وظائف الكبد وارتفاع الإنزيمات، وعند أخذ عينة من الكبد نجد خلايا التهابية بين خلايا الكبد، وهذه المرحلة فارقة لأنه قد يدخل بعض المرضى في المرحلة الثالثة وهي مرحلة التليف. والعالم كله الآن مهتم بهذا النوع من تدهن الكبد نتيجة المضاعفات المترتبة عليه، فوفقًا لدراسة أمريكية وجدوا أن السبب الأول لزرع الكبد في أمريكا 2020 هو تدهن الكبد التفاعلي وليس الفيروسات الكبدية.

3- مرحلة التليف: وهي مرحلة فارقة تشبه أعراضه التليف الناتج عن أي مرض آخر، وبنسبة 90% المسبب هو فيروس سي، وتكون وظائف لكبد مختلة، وظهرت علامات التليف على الكبد، وتخشن الكبد، وبالموجات فوق الصوتية نكتشف وجود تعرج في سطح الكبد، وضمور الأوردة الكبدية، وعند أخذ عينة يظهر التليف.

ومشكلة التليف أن نسبة من المرضى يدخلون في مراحل المضاعفات وأشهرها أورام الكبد الأولية وتحدث بنسب من 5-8%  بين مرضى التليف سنويًا، أو ارتفاع ضغط الوريدي البابي، وما يصاحبه من دوالي المريء والمعدة، أو اعتلال دماغي يسبق الغيبوبة الكبدية، أو فشل كلوي نتيجة الفشل الكبدي، أو استسقاء في البطن، أو التهاب بكتيري، بالتالي ليس كل تدهن الكبد على نفس المستوى.

روشتة للعلاج 

ووجه دكتور محمد عز العرب عدة رسائل لمرضى تدهن الكبد، قائلًا:”إذا كان تدهن الكبد تفاعلي لابد من التحكم في المسببات، وتناول بعض الأدوية لعلاج إنزيمات الكبد والتليف، والحرص على نوعية الأكل”، وإذا كان التدهن بسيط لابد من البعد عن الوجبات الدسمة والدهون الثلاثية والتي تتمثل في “السمنة البلدي، القشدة، شحوم الحيوانات والكريمات، وأحيانًا صفار البيض، وجميع أنواع الزيوت ماعدا زيت الذرة”، والاستعاضة عنها بالدهون البسيطة مثل الزيوت الأحادية “زيت الزيتون والكانيولا”، وأحياناً في بعض الحالات نستخدم مكسرات بكميات بسيطة لا تزيد عن 30 جم يوميًا تحسن  الكوليسترول المفيد، وتمنع مضاعفات الدهون، فضلًا عن تنظيم التغذية، وزيادة مضادة الأكسدة متمثلة في الفاكهة والسلاطة الخضراء، والبعد عن الأطعمة الجاهزة، وممارسة الرياضة والكشف الدوري.

وتابع:”إذا كان المريض في المرحلة الأولى من تدهن الكبد وإنزيمات الكبد جيدة لابد أن ينظم السكر إذا كان مريض سكر، ويفقد وزنه الزائد إذا كان مريض سمنة حتىلا يدخل في المرحلة الثانية، لكن علاجات الكبد تبدأ من مرحلة تدهن الكبد التفاعلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى