المنظار حل سحري لأغلب مشاكل تأخر الحمل.. أبرزها بطانة الرحم المهاجرة
أكد الدكتور محمد إسماعيل هلال، استشاري أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم والحقن المجهري، أن المناظير حل فوري لمشاكل كثيرة تخص تأخر الحمل ومنها؛ بطانة الرحم المهاجرة وهي عبارة عن خلايا بطانة رحم، لكن تظهر في مكان غير طبيعي، إما خارج تجويف الرحم في الحوض عمومًا، وتنتشر بطريقة غير طبيعية إذا لم يتم علاجها جيدًا.
وأوضح أن مرض بطانة الرحم المهاجرة يسبب 3 مشاكل؛ فيقلل من مخزون المبيض من البوضات؛ لأن البطانة المهاجرة هي مرض مناعي، فوجود كيس دم أو كيس شيكولاتي يبدأ يؤثر على البويضات وعددها، ويسبب آلام شديدة، ويتم علاجه بالمنظار بمجرد اكتشافه، حتى لا ينتشر جزء من الكيس في البطن، ونتخلص من ضرره.
وبالنسبة لخطورة ترك الكيس دون علاج، أشار هلال قائلًا:”يعتمد بعض الأطباء على احتمالية اختفاء الكيس بعد شهرين أو ثلاثة على السونار، لكن هذا غير منطقي فإذا كان كيس مياه أو بويضة تحوصلت ولم تخرج مع تنشيط أو تبويض تسبب بعض الالتهابات، لكن البطانة المهاجرة أو كيس الدم عندما يفتح في البطن ينشر كل البطانة المهاجرة في الحوض، فتسبب التصاقات الأنابيب، ثم تخرج خارج الأنابيب في الحوض، وبعيدًا عن الآلام التي تسببها تؤثر على الحمل، وتكون الحيوانات المنوية فتجعلها ضعيفة لا تخصب البويضات حتى إذا كانت السيدة لديها مخزون كبير أو بويضات جيدة.
وتابع أن من ضمن الشكوى الغير تقليدية أن المريضة عندها كرشة نفس دون أن تعرف السبب، والذي قد يكون ناتج عن التصاقات الأنابيب، وبمجرد حل المشكلة بالمنظار في ربع ساعة تتحسن الحالة.
تشوهات الرحم والعيوب الخلقية والمناظير
أكد استشاري أمراض النساء والتوليد، أن المناظير حل سحري في هذه الحالات، وتنقسم لشقين؛ وهي الأمراض التي يشخصها ويعالجها المنظار ولا تظهر إلا بالمنظار مثل البطانة المهاجرة، التصاقات بطانة الرحم، فالمريضة تعاني من التهابات شديدة جدًا ولم تعالج، أو نتيجة عملية تنظيف بعد إجهاض والدكتور تسبب في تجريف للرحم وكرد فعل مناعي حدثت التصاقات عنيفة وهو ما يسمى بمرض “آشرمان” أن المريضة لا تنزل لها دورة رغم أن السن صغير وعندها تبويض، وهنا المشكلة أنه لا يوجد بطانة رحم تتكون حتى تنزل الدورة أو يحدث الحمل.
وأشار إلى أن الحل في هذه الحالة بالمنظار الرحمي ولا تستغرق أكثر من نصف ساعة، فيتم فتح الالتصاقات عن طريق مقص جراحي بالمنظار الرحمي ومع تدفق السوائل بالمنظار يعود تجويف الرحم طبيعي وبدون غرزة واحدة.
وتطرق دكتور محمد إسماعيل للحديث أيضًا عن الزوائد اللحمية بالرحم قائلًا:” يتم إزالة الزائدة بالمنظار في ربع ساعة بدون خياطة وصعب جدًا تعود مرة أخرى”. أما تشوهات الرحم فالمريضة غالبًا تولد بعيب خلقي ويتم تشخيصه وعلاجه أيضًا بالمنظار، أو قد نجري رنين مغناطيسي مع المنظار لنصل إلى التشخيص السليم.
ولفت إلى وجود مرض نادر (أوفيرا) فالمريضة لديها 2 رحم، 2 مهبل، 2 عنق رحم، ومع سن البلوغ تنزل الدورة ضعيفة لكن يوجد دورة ثانية محبوسة، وذلك لأنه أثناء خلق الكلى حدثت بعض المشاكل، وكذلك مرض الرحم ذو القرنين قد نصل القرنين ببعضهما أو نستئصل القرن الغير فعال.
وأفاد أن فترة النقاهة بعد المنظار قصيرة في المتوسط 3 أيام، والاحتياج للمسكن أقل، فمجرد مضاد حيوي لمدة 5 أيام بعد العملية، وتنزل المريضة عملها وتمارس حيتها بعد اليوم ممكن بعد اليوم الثالث، مؤكدًا أن المضاعفات في المنظار نادرة لكن ورادة الحدوث، فاستخدام غاز ثاني اكسيد الكربون يقلل النزيف ويفك الالتصاقات.
وأفاد بأنه توجد حالات لا يفيدها المنظار وهي الحالات التي يصعب تخديرها، فالمنظار في 99% تخدير كلي، بالتالي مرضى القلب، ومن يعاني من مشاكل في الكلى أو وزن زائد يصعب تخديرهم، كما أن حالات الأورام المنتأخرة لا يمكن إجراء منظار لها.
وتابع:”الحالات التي لا يمكن أن يفيدها المنظار قليلة، فوصلنا لاستئصال الرحم بالمنظار، ويوجد 3 طرق للاستئصال؛ استئصال مهبلي وهو الأفضل، فتح البطن، والمناظيرحاليًا، ونرشح الاستئصال المهبلي لسهولته للمريض وبعيدًا عن فتح البطن لا جرح ولا غرز، بالتالي المنظار حل فوري لمشاكل كثيرة”.
ووجه عدة نصائح بأهمية إجراء الفتيات الكشف قبل الزواج بفترة كافية حتى يمكن التعامل مع أي مشكلة، فمثلًا عدم انتظام الدورة يمكن علاجها بالدايت وولايف ستايل صحي، وأحيانًا نحتاج تدخل جراحي يحتاج فترة نقاهة من 3-4 أشهر.