“المنظار الشرجي والتدبيس” أحدث علاجات البواسير.. والاستئصال يعيدها مرة ثانية
كتبت: سماح عاشور
يقول الدكتور رضا عز، أستاذ جراحات الجهاز الهضمي وجراحات المناظير والسمنة بطب عين شمس، إن هناك سمعة سيئة تصاحب أمراض الشرج، فعدد كبير من المرضى يخجلون من مناظرة الطبيب، ويترددون قبل العلاج، وبالتالي يتركون أنفسهم للمرض، ويصلون للطبيب في حالة متأخرة، بالرغم أن علاج هذه الأمراض سهل والنتائج إيجابية.
ويشدد على ضرورة زيادة الوعي بخطورة تأخر العلاج، لأن النزيف قد يحمل في طياته أمراض خبيثة، فإذا لم يتم التعامل معه بجدية وإجراء الفحوصات اللازمة قد يصل المريض لدرجة يصعب معها الاستئصال، مؤكدًا أن جراحات الشرج أصبحت من الأمور البسيطة على مستوى العالم.
ويشير دكتور رضا عز، إلى أن أساليب العلاج القديمة متمثلة في الاستئصال مازالت مستمرة حتى الآن، على الرغم من أنها تعالج النتيجة وليس السبب، ويوجد أساليب جديدة للعلاج منذ أواخر الثمانينات، لافتاً إلى أن كل المرضى الذين أجروا عملية البواسير بالطريقة القديمة سوف ترتد 100% عاجلاً أو آجلاً. وينوه بأن أحدث علاجات البواسير تتمثل في المنظار الشرجي، وتدبيس البواسير.
المنظار الشرجي
ويوضح أن الاتجاه الأول في العلاج يرى أن البواسير عبارة عن أوردة دموية يولد بها الجميع، فعندما تمتلئ بالدم تظهر البواسير، ووجدوا أن الحل هو منع الدم عن البواسير، فجاءت فكرة ربط الشريان الشرجي، دون داعي لقص الباسورة كما يحدث في الطريقة القديمة.
ويضيف أن هذه الفكرة تعتمد على ربط الشريان الشرجي من خلال دخول المنظار في الشرج، وهذا المنظار يوجد به “دوبلر” عندما يصل للشريان الشرجي يصدر إشارة، فيتم إدخال إبرة وقفل الشريان.
ويذكر أن نتائج الجراحة تظهر فورًا أثناء العملية، والتي لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة، يتم خلالهم ربط 6 شرايين في المحيط الشرجي، فتعود البواسير إلى طبيعتها، كما أن المريض يخرج من المستشفى بعد إجراء المنظار الشرجي بساعتين، أو ثاني يوم من العملية على أقصى تقدير.
ويؤكد دكتور رضا عز، أن المنظار الشرجي يتغلب على عيوب الجراحة التقليدية سواء في وجود الجرح أو الألم الشديد، أو حدوث السلس البرازي، وهروب الغازات، والأهم من ذلك أن البواسير لا ترتد مرة أخرى للمريض، لافتًا إلى أن مرضى الكبد والسكر والسيولة لا يمكنهم إجراء البواسير بالطريقة القديمة.
ويفيد بأن المنطقة الحساسة في الشرج أول 2 سم، وما بعد ذلك منطقة غير حساسة، والربط في المنظار الشرجي يكون في المنطقة غير الحساسة، عكس الطريقة القديمة الاستئصال يكون في المنطقة الحساسة، لذا يعاني المريض من ألم لا يوصف.
تدبيس البواسير
ويشير إلى أن الاتجاه الثاني في العلاج يرجع البواسير إلى سقوط الغشاء المخاطي، فيأخذ الأوردة لأسفل فتبدأ تطول وتلتف حول بعضها مسببة الدوالي أو البواسير، ولكي يتم علاج البواسير لابد من إعادة الغشاء لمكانه، من خلال استخدام دباسة وإسقاط البواسير في محيط الدباسة وغلق الدباسة عليها، وذلك عن طريق لف الجهاز 360 درجة في الشرج، وقص البواسير الساقطة ثم التدبيس، بحيث لا يسقط الغشاء المخاطي مرة أخرى.
ويضيف:”فكرة الدباسة مبنية على فكرة السقوط الشرجي للدرجة الثالثة والرابعة، فعندما يعاني المريض من سقوط فأفضل علاج هو الدباسة، ولكن إذا كان في الدرجة الأولى أو الثانية فالأفضل له هو المنظار الشرجي”، منوهًا إلى أن مزايا الدباسة هي نفسها مميزات الربط الشرجي.