القرنية المخروطية.. كل ما تريد أن تعرفه عنها
القرنية المخروطية من المصطلحات التي باتت تتردد كثيراً على مسامعنا، مع تحذيرات مستمرة من خطورتها وأنها قد تصل بالمريض إلى زراعة قرنية.
قرنية العين
القرنية هي الجزء الشفاف الذي لا نراه مثل زجاج الساعة، ولها وظيفة أن الضوء يصل للشبكية وتتحقق الرؤية، وأي شيء يؤثر على شكلها أو شفافيتها يسبب مشكلة في الرؤية.
فالتغير في الشكل يمكن علاجه بالنظارة، أما الشفافية تستدعي تدخل جراحي.
والثلث الأمامي من العين جزء شفاف وله تدويرة معينة، يمكن تكون تدويرة معتدلة أو غير معتدلة، فإذا كان بها اعوجاج نرى الصورة غير معتدلة.
ما هي القرنية المخروطية؟
كما ذكرنا القرنية هي الجزء الشفاف من العين وتأخذ شكل نصف دائرة، وهي عبارة مجموعة من الألياف المتماسكة.
ومع المرض تبتعد الألياف عن بعضها البعض ونتيجة الضغط الذي يحدث داخل العين تتحدب القرنية للأمام، وتأخذ شكل المخروط.
أي أن القرنية فقدت استدارتها أو انتظام الاستدارة وحدث بها بروز للأمام، بالتالي القرنية المخروطية هي بروز زائد في القرنية وقلة في السماكة.
القرنية الطبيعية لها تحدب حوالي نصف درجة، أي من 40-44 درجة تقريبًا.
أما مريض القرنية المخروطية تصل درجة التحدب لديه إلى 50 أو 80، وكلما تحدبت القرنية للأمام، كلما زاد درجة انحراف القرنية وزاد قصر النظر وضعفت سماكة القرنية.
وسماكة القرنية الطبيعية حوالي نصف مل، وفي حالة القرنية المخروطية تصل إلى 200 ميكرو، ومشكلة مرض القرنية المخروطية أنه مستمر ولا يتوقف.
ومشكلة القرنية المخروطية أنها تستمر في سحب النظر وليست مرض ثابت، لذلك لابد من علاجها بسرعة.
لذا إذا وجد الشخص أن نظره يتغير باستمرار ويقل خاصة في الفترة المسائية، ويحتاج إلى تغيير النظارة الطبية بصفة مستمرة، معنى ذلك أنها بدايات قرنية مخروطية.
والقرنية المخروطية تبدأ بسيطة في عين واحدة ثم تظهر في العين الثانية، ومن ثم هو مرض يصيب العينين بنسبة 90% لكن تكون واحدة متقدمة عن الأخرى.
والمريض لا يعرف أنه يعاني من مشكلة إلا بالصدفة أثناء زيارة الطبيب لإجراء فحوصات أو إحدى عمليات تصحيح الإبصار.
وعادة يظهر المرض في سن صغير في فترة المراهقة أو العشرينات، ويصيب عيون نسبة عالية من الأطفال
تعرف على أشهر الأمراض التي تصيب القرنية.. واحذر ذلك العرض
أسباب القرنية المخروطية
لا يوجد سبب محدد للإصابة بالمرض، لكن قد يكون لها علاقة بالرمد الربيعي مع الحك الشديد للعين لفترات طويلة، فهناك علاقة بين دعك العين لمدد طويلة وبروز القرنية.
أما السبب الثاني جزء منه وراثي، فتأتي عن طريق عيب في الجينات الوراثية، فتوصلت آخر الدراسات أن العامل الوراثي يلعب نسبة أقل من 25% في الإصابة بالمرض.
وقد تحدث القرنية المخروطية بدون أسباب.
وهناك نظرية تؤكد أن الحساسية إحدى مسببات القرنية المخروطية وليس العكس، فالأكثر إصابة بها هم الأشخاص الذين يعانون من تحسس شديد.
ومن أشهر أسباب القرنية المخروطية في السيدات، هرمونات الحمل والولادة فتوصلوا إلى أن الحمل والولادة والرضاعة تزود نسبة الإصابة بالقرنية المخروطية.
أعراض القرنية المخروطية
من أشهر أعراض القرنية المخروطية:
1- شعور المريض بعدم الراحة في النظارة وحاجته لتغييرها باستمرار وبشكل متكرر.
فطبيعة النظارة أن تستمر لمدة سنة أو سنتين، بالتالي يشك المريض في إصابته بالمرض وعليه التوجه للطبيب فورًا، فاكتشافها المبكر يسهل كثيرًا علاجها.
2- تدهور النظر وتدني شديد في حدة الإبصار.
3- تشويه الرؤية والحساسية للضوء،إذا لم يتم علاجه بالطريقة الصحيحة.
درجات القرنية المخروطية
القرنية المخروطية لها 4 درجات تختلف ما بين العينين في نفس المريض، كما تختلف من مرحلة لأخرى.
وهي تتدرج من بسيطة لمتوسطة لمتقدمة لحالة متأخرة. فإذا كانت الدرجة بسيطة خلال سنة المريض يتحول لدرجة متوسطة أو متقدمة.
والمرض له تسلسل يمكن أن يكون بطيء في مريض أو سريع في مريض آخر.
وكلما تم اكتشاف المرض في مرحلة أولية ودرجة بسيطة من القرنية، يمكن التعامل معها بصورة أسهل من اكتشافها في صورة متقدمة.
ففي الحالات البسيطة يمكن الاكتفاء بارتداء النظارة الطبية أو العدسات اللاصقة الصلبة تكفي، والعدسات أفضل.
وفي المراحل المتقدمة يكون التدخل جراحي مثل زرع الحلقات داخل القرنية، وفي المراحل المتأخرة نجري عملية ترقيع القرنية.
القرنية المخروطية: مرض نادر ومعلومات هامة
تشخيص القرنية المخروطية
يمكن اكتشاف المرض قبل شكوى المريض بخلاف قديمًا كان يتم اكتشاف المرض بعد تدهور النظر بشكل كبير.
ساهم الإقبال على عمليات الليزك ساعد في اكتشاف تلك الحالات، والتي لا يمكن إجراء ليزك لها لأنه يزيد من إضعاف القرنية في حالات القرنية المخروطية.
وفي حالة إجراء الليزك وهي نسب بسيطة جدًا يتم إجرائه مع تثبيت في القرنية.
كما أن تشخيص المرض يبدأ من ملاحظة تغيير مقاس النظارة الطبية كل عدة شهور نتيجة ضعف القرنية، هنا يشتبه الطبيب في الإصابة بالقرنية المخروطية.
ويبدأ الطبيب إجراءاته على الفور بفحص القرنية من خلال “البنتاكام”.
وهو عبارة عن فحص لتحدب القرنية، وسطح القرنية الأمامي والخلفي والفرق بينهم لمعرفة هل التحدب طبيعي، ودرجة القرنية المخروطية إذا كانت أولية أو متقدمة.
والأشعات وحدها لا يمكنها تشخيص حالة القرنية المخروطية فلابد من الفحص الإكلينيكي، لرؤية القرينة ودرجة التحدب.
وإذا كانت هناك سحابة على القرنية أو مضاعفات كالمياه البيضاء أو الزرقاء، فالأشعات توجه الطبيب لكن لا تشخص الحالة.
البنتاكام
هو جهاز يتم من خلاله فحص القرنية، ودوره الرئيسي هو رؤية سطح القرنية به اعوجاج أم لا، معرفة سماكة القرنية، ورؤية سطح القرنية من الخلف.
لأن بعض أمراض القرنية المخروطية تظهر في الجزء الخلفي للقرنية، بالتالي قد يكون سطح القرنية الأمامي جيد، والسطح الخلفي به مشاكل.
و“البنتاكام” هو حجر الأساس في تشخيص وعلاج حالات القرنية المخروطية، لأن فحص القرنية يحدد إذا كانت قرنية مخروطية أم لا، ويكشف مشاكل القرنية.
وفي حالة كشف الفحص الإصابة بالقرنية المخروطية يتم العلاج وفق عدة عوامل منها؛
درجة تأثر سطح القرنية، ودرجة سماكة القرنية، ومقاسات النظارة ودرجة الاستجماتيزم، ودرجة قصرالنظر، وهل القرنية بها عتمات أم لا؟.
ومن ثم الفيصل في العلاج هو جهاز البنتاكام فهو يشخص المرض ويحدد طريقة العلاج.
علاج القرنية المخروطية
لا توجد مراهم أو قطرات تعالج القرنية المخروطية، لكن يمكن أن يتحول نسيج القرنية من نسيج ضعيف مرن إلى نسيج قوي لا يمط غير مرن.
فإذا كانت الحالة بسيطة وسماكة القرنية جيدة نكتفي بالتثبيت.
أما إذا كانت درجة الاستجماتيزم عالية نستخدم التثبيت والدعامات “الفيمتورينج” وهو عبارة عن زراعة حلقات في ألياف القرنية باستخدام الفميتو ليزر لرفع القرنية وتحسين الرؤية وتساعد في التثبيت.
وإذا كان المريض يعاني من قصر نظر شديد نلجأ للتثبيت وزراعة عدسات داخل العين، وفي حالة كبر السن يتم إزالة العدسة كأنها مياه بيضاء.
وإذا كانت الحالة متأخرة ووصلت لدرجة عتمات في القرنية وتحدب عالي. مع العلم أن التحدب الطبيعي من 40- 44 ومقبول أن يكون 45 أو 46.
لكن إذا وصل التحدب إلى 60 أو 70، يتم إجراء ترقيع للقرنية وليس زراعة كاملة إذا كانت السماكة جيدة.
والزراعة الكاملة تتم في الحالات المتأخرة جدًا وضعف النظر الشديد.
أما الزراعة الجزئية عبارة عن إزالة الطبقات المريضة من القرنية وزراعة طبقات جديدة مكانها من خلال الفيمتو ليزر.
بالتالي كمية غرز أقل ونتائج أفضل في درجة الإنحراف، ويقل الاستجماتيزم.
تثبيت القرنية
في البداية كان الحل الوحيد هي زراعة القرنية، الآن ونتيجة التقدم التكنولوجي يمكن إجراء تثبيت للقرنية في المراحل الأولى من المرض.
ويتم ذلك عن طريق وضع قطرات من فيتامين ب2 في العين لمدة 10 دقائق.
وتعرض العين للأشعة فوق البنفسجية لمدة 3 أو 4 دقائق، ثم تتفاعل الأشعة مع الفيتامين مع ألياف القرنية فتجعلها ثابتة وقوية ومتماسكة.
والأبحاث العلمية أثبتت أن تفاعل الأشعة مع الفيتامين في قرنية المريض تؤدي إلى تقوية ألياف القرنية الضعيفة وتعيد لها صلابتها، وبالتالي تمنع تدهور المرض وتوقف من تزايد الانحراف مع مرور الوقت.
وتمثل تقنية “تقوية القرنية بالأشعة” بمثابة ثورة علمية في علاج القرنية المخروطية.
حيث أصبح بإمكان الأطباء إيقاف المرض في مراحله الأولى، وبالتالي لا يحتاج المريض لإجراء عمليات جراحية مثل زراعة القرنية.
وبعد هذا الإجراء لابد أن يتابع المريض مع الطبيب، فلابد أن ينتصر الإجراء على المرض.
فقد يكون الإجراء ضعيف ولا يمنع استمرار القرنية المخروطية في الضعف، بالتالي لابد من المتابعة لأننا قد نحتاج تكرار الإجراء مرة واثنين.
لكن تثبيت القرنية لا يحسن الإبصار. ثم يتم تحسين نظر المريض عن طريق زراعة عدسات أو زراعة الحلقات أو النظارة.
زراعة الحلقات
ولتحسين النظر يتم اللجوء لزراعة الحلقات وهي عبارة عن دعامات لرفع القرنية بالفيمتو ليزر.
ويتم ذلك خلال دقائق بنسبة نجاح عالية، ويتحسن النظر ويمكن ارتداء نظارة أو زراعة عدسة بعدها.
وإذا كان الاستجماتيزم عالي يفضل زراعة الحلقات أو الفيمتو رينج، وهي عبارة عن دعامات في ألياف القرنية.
وميزتها الأساسية رفع القرنية لفوق وتحسن النظر وتساعد على التثبيت، والأفضل إجراء زراعة العدسات والتثبيت في وقت واحد.
أما في حالات قصر النظر الشديد يتم ثبيت الحالة ثم زرع عدسات “ICL” وهي عدسة دائمة داخل العين فوق العدسة الطبيعية.
وفي الحالات المتأخرة يتم ترقيع القرنية باستخدام الليزر.
العدسات ودورها في العلاج
العدسات الصلبة من ضمن الحلول السلمية والأولية في علاج القرنية المخروطية قبل الجراحة.
والعدسات شهدت تطورات كثيرة، ففي الماضي كانت العدسات صلبة وعنيفة على العين.لكن حدث تطور كبير في المواد الخاصة بها، فالعدسة لها قوام معين لأن السوفت تأخذ نفس تحدب القرنية، فلكي تصلح شكل القرنية من شكل منحرف إلى شكل شبه منتظم.
وهناك فرق بين تثبيت حالة القرنية المخروطية وبين تحسين نظرها؛
فتثبيت الحالة طريقة من العلاج تسمي تثبيت ضوئي نضمن أن المخروط لا يزيد، وتحقق نتائج جيدة جدًا في المراحل الأولية.
بالتالي في الحالات الأولية أثبت القرنية ونضع عدسة يعيش بها المريض طول العمر دون الجراحة أو ترقيع القرنية.
والعدسة إذا كان نوعها جيدة لا تسبب صداع، لكن قد يتحملها مريض دون الآخر، فقد تسبب حساسية متكررة واحمرار.وفي هذه الحالة نبحث عن حل آخر غير العدسات الصلبة.
زراعة القرانية
وتمثل عملية زراعة القرنية، المرحلة الثالثة والأخيرة في علاج القرنية المخروطية بعد استنفاذ كل الوسائل العلاجية الأخرى.
وهي من أكثر عمليات زراعة الأعضاء نجاحًا، حيث تتخطى نسبة النجاح 95%، ويسترجع المريض قوة الإبصار، خاصة في ضوء التطورات التي تشهدها عمليات زراعة القرنية واستخدام تقنية الفيمتو ليزر.
وهناك 4 حالات نحتاج فيها لزراعة القرنية، وتتم من خلال:
1- زراعة القرنية الأمامية العميقة (DALK).
2- زراعة القرنية الأمامية السطحية (SALK).
3- الزراعة الداخلية لخلايا القرنية (DSAEK وDMEK).
4- الاستبدال الكامل للقرنية.
واحتمالية رفض الجسم للقرنية المزروعة ضئيل جدًا، وحدوث الرفض له علاجات في حالة وقوعه.
لكن القرنية من الأنسجة التي نسبة الرفض فيها قليلة لأنها نسيج لا يوجد به أوعية دموية.
وقد لا يزرع الطبيب القرنية كلها ويكتفي بزراعة الجزء المصاب فقط وتسمى زراعة الجزء الأمامي من القرنية.
ويتم ترك الجزء الخلفي مما يقلل أن يرفض الجسم القرنية المزروعة.
وبالنسبة لفترة النقاهة، فنظرًا لتطور الجراحات الميكرسكوبية ودخول الفيمتو ليزر في الجراحة أصبحت عدد الغرز أقل.
والمريض يمكنه أن يمارس حياته بعد شهر أو شهرين على الأكثر، مقارنة بعام فيما سبق.
وبعد العملية يوجد عدة احتياطات منها:
1- في أول شهر نراعي عدم حمل أي شيء ثقيل وتجنب الخبطات.
2- إذا شعر المريض بأي عرض يستشير الطبيب فورًا.
3- لابد أن تكون المتابعة كل يوم أول أسبوع، ثم أول أسبوع كل شهر، ثم شهريًا لمدة السنة، لأن معظم الرفض يكون في أول سنة.
4- بعد مرور السنة الأمور إلى حد ما تكون مطمئنة لكن على المريض الحذر إذا حدث احمرار شديد بالعين أو ضعف إبصار حاد وأي ألم شديد يستشير الطبيب.
“الفيمتو رينج” البديل الأمثل لزراعة القرنية
لم يعد الحل الوحيد لمرضى القرنية المخروطية هو زراعة القرنية، فأصبحت تقنية الفيمتو رينج البديل الأمثل لمريض القرنية المخروطية بدلًا من زراعة القرني
وتقنية الفيمتو رينج عبارة وضع حلقات في ألياف القرنية لمرضى القرنية المخروطية ويعود المريض لحالته الطبيعية بنسبة 70-80%.
وهي أفضل من زراعة القرنية وتحقق نتائج جيدة، ويستطيع المريض بعدها أن يرتدي نظارة طبية أو يزرع عدسات.
يتم استخدام الفيمتو ليزر دون جراحة مع زرع الحلقات في ألياف القرنية، وتكون بمثابة دعامة للقرنية لرفع القرنية بالتالي تحسن النظر، ولا تستغرق العملية أكثر من دقيقة أو دقيتين.
لذا هي من أفضل تقنيات علاج القرنية المخروطية والبديل الأمثل لزراعة القرنية.
لكن إذا كانت حالة المريض متأخرة فلا مفر من زراعة القرنية، وتكون آخر خطوة في علاج القرنية المخروطية.
وزراعة القرنية أصبحت إجراء سهل مع التطور الهائل في التقنيات.
حيث تتم باستخدام الليزر بدون جراحة تماما حيث يتم إزالة جزء من القرنية وزرع جزء جديد باستخدام تقنية الفيمتو ليزر.