homescontents
العيونمقالات

الحول يمكن أن يقضي على عين طفلك.. والليزك لا يعالجه نهائيًا

كتبت: أميرة محمد

يولد نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة بحول في العين، أو ربما يصابون به بعد فترة من الولادة، ومع تقدم العمر. والحول مشكلة شائعة تجعل كل عين تشير إلى إتجاه مختلف، وغالبًا ما يصاب به الطفل ما بين 4 إلى 6 سنوات، ولكن يمكن التغلب عليها والقضاء عليها نهائيًا حال اكتشافها مبكرًا، وفي حالة عدم علاج الحول فى سن صغير يمكن أن يستمر مع الطفل بقية حياته.

أسباب حول العين

تقول الدكتورة نرمين بدوي، استشاري طب وجراحة عيون الأطفال، إن إصابة الأطفال بالحول لها أسباب كثيرة ومتعددة منها، الحول الخلقي الذي يظهر مع ولادة الطفل، أو الحول المكتسب ويظهر بعد فترات من ولادة الطفل، موضحة أن الحول المكتسب يحدث نتيجة مشكلة في عضلات العين، أو في الرؤية، أو بسبب طول نظر الطفل وقدرة العين على التكيف والرؤية السليمة للأشياء المحيطة.

وتضيف:” نسبة من الحول تكون بسبب زيادة التركيز على الصورة وانقباض عضلات العي، وقد يحدث الحول مع تقدم العمر، نتيجة شلل عضلة وأعصاب العين، وكذلك حدوث التصاق بعظام محيط العين، مما يؤدي إلى شد العين تجاهها”.

أمراض تسبب حول العين

وتشير دكتورة نيرمين بدوي، إلى أن هناك بعض الأمراض التي تصيب الطفل وتسبب له حول، أو يكون الحول مصاحب لها ومنها، أمراض المخ التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الطفل، وتؤثر على أعصاب العين، أو نتيجة حدوث عدوى للأم أثناء الحمل ومنها؛ حمى الحصبة الألمانية، أو تناول الأم أدوية أثناء الحمل تسببت بالضرر لها، أو تكون الأم مصابة بحول ويوجد تاريخ مرضي في العائلة بالحول، بالإضافة إلى وجود عيوب في الإبصار منها قصر النظر أو طول النظر، وأهملت الأم علاجه.

علاج الحول

وبالنسبة لعلاج الحول، تقول:”العلاج يكون وفقًا للسبب، فإذا كان الطفل لديه مشكلة في الرؤية يمكنه ارتداء نظارة طبية، وفي حالات كسل العين يتم العلاج من خلال تدريبات لإصلاح سبب الكسل في العين، وإذا كانت مشكلة عضلات العين يتم التدخل الجراحي حسب نوع الحول، من خلال خضوع المريض لعملية لتنظيم حركة عضلات العين أو اتجاه العين، وإذا كان السبب شد عضلات العين يتم عمل ارتخاء لها، أو العكس إذا كانت العين مرتخية يتم شدها، وإذا كانت مشكلة عضلة يتم ترحيل عضلة بالعين، وجراحات الحول متعددة تعتمد على مبدأ تقوية أو إضعاف العضلة حسب عملها”.

الوقاية من الإصابة بالحول

تشدد الدكتورة نيرمين بدوي، على ضرورة خضوع جميع المواليد الجدد قبل ترك المستشفى إلى فحص العين، ويوجد بعض الحالات الخاصة التي يجب فحصها ومنها، الأطفال الذين يتم حجزهم في الحضانات؛ لأن النور الذي يتعرض له الطفل في الحضانة يؤثر على شبكية العين.

كما يجب إجراء فحص قاع العين للأطفال الذين يتم ولادتهم قبل 7 شهور ووزنهم أقل من الوزن الطبيعي، أي أصغر من كيلو ونصف ويحجز بالحضانة لفترة طويلة، ويصاب بالتهاب تنفسي، وهؤلاء الأطفال في الغالب الشبكية لديهم لم يكتمل نمو الأوعية الدموية بها بالقدر الكافي، مع انخفاض مستوى الأكسجين، تؤثر على الشبكية، ويجب علاجه مبكرًا.

وتستطرد:”هؤلاء يتم علاجهم من خلال تدخل جراحي لتقليل مساحات الأوعية الدموية الغير طبيعية، ويتم إجراء كي لها، خاصة أن الأوعية الدموية مع الوقت تكون ضعيفة ويمكن أن تنزف العين.

الليزك وعلاج الحول

وتحذر بدوي، الآباء والأمهات من إجراء عمليات ليزك لأطفالهم المصابين بالحول، لأنها لن تفيدهم بشيء، بل على العكس تضرهم، مؤكدة أن الليزك ليس علاجًا للحول ولا يجري لمن هم أقل من 18 سنة، إلا في حالة وجود عين ضعيفة في النظر عن العين الأخرى بدرجة كبيرة، وعمليات الليزك ممنوعة للأطفال؛ لأن النظر مع تقدم سن الطفل يتغير ويكون مقاس العين والقرنية غير ثابت، بالتالي لن يستفيد الطفل من العملي.

وتتابع حديثها:” لا يمكن الجلوس على الأجهزة الخاصة بالقرنية، فكل مريض يجري عملية الليزك لابد أن يتعرض لجهاز تخطيط لتحديد القرنية ومدى ارتفاعها أو مستواها، ولكن ما يحدث الآن من عمليات ليزك للأطفال هي جراحات عشوائية، تعتمد فقط  على مقاس نظر الطفل، دون الاهتمام بشكل القرنية”.

وتضيف:”كثيرًا ما يتم الترويج لعمليات الليزك على أنها لعلاج الحول، ويكتشفوا بعد إجرائها أن الحول لم يعالج ولم يختفِ، ويتعرضون لمشكلات في النظر والرؤية،  أو تصاب القرنية بعتمات نتيجة عدم وجود تخطيط للقرنية”.

نصائح للأمهات

وتنصح استشاري جراحة عيون الأطفال، الأمهات بمتابعة عيون أطفالهن خاصة حديثي الولادة، وعند ولادة الطفل يجب متابعة نظره، وإجراء فحص طبي للعين، وعرضه على طبيب عيون، ويجب أن تلاحظ الأم قدرة الطفل على الإبصار، وإذا كانت عيونه سليمة، أو يوجد بها مشكلة، أو عين وعين، وكثيرًا من الأمهات لا تأخذ حذرها أو تلاحظ وجود اختلاف في عين الطفل، أو أن عين لا تتحرك. 

وتنوه إلى أنه في حالة أن عين الطفل لا تتحرك، يؤدي ذلك إلى حدوث كسل في العين، أو انحراف المخ، مما تجعله يفقد القدرة على التحكم في العين، لذلك يجب فحص الطفل عند ولادته، خاصة مع وجود مشاكل يتعرض لها الأطفال منها القرنية، أو عدسة العين، أو شبكية العين،  لذا يجب علاجها مبكرًا حتى لا يحدث كسل في العين. 

وتؤكد ضرورة إجراء فحص دوري للعيون، مرة كل سنة على الأقل، ما لم ينصح الطبيب بغير ذلك؛ وذلك لتحديد مشاكل العين، وعلاج الحول مبكرًا في حالة الإصابة به.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة