قال الدكتور عمر برادة، استشاري طب وجراحات العيون، إن الحول عبارة عن أحد العينين تتجه ناحية الخارج ويسمى “حول وحشي” أو تتجه ناحية الداخل ويسمى “حول أنسي”.
أسباب الحول عند الأطفال
وأوضح برادة، أن أسباب الحول حتى الآن غير مفهومة بالكامل هل هي مشاكل في التربيطات الموجودة بين المراكز المختلفة داخل المخ والتي تتحكم في عضلات العين، موضحًا العين يتحكم فيها عضلات مسئولين عن تحريك العين في الاتجاهات المختلفة بالتالي عند حدوث مشاكل في التربيطات العصبية داخل المخ قد تعمل عضلة أكثر من الأخرى فبدلًا من أن العين تنظر للأمام تتجه لأي من الاتجاهين.
وأضاف أن هناك سبب آخر للحول وهو ضعف الإبصار أو طول النظر، فالطفل عند الميلاد يكون عنده طول نظر وهو أمر طبيعي، ومع نمو العين بتقدم العمر يصلح طول النظر نفسه، أحيانًا يولد الطفل بدرجات عالية من طول النظر وهو ما يجعل الطفل عندما يحاول ان يرى الأشياء من حوله أن يقلب معه بانحراف أو حول في العين، وذلك عادة من النوع “الأنسي” فالعين تتجه للداخل.
وتابع: في كثير من الأحيان يكون الحول في العينين، ولكن هناك عين لديها استعداد أن تحدف أكثر من الأخرى، فالأم تشتكي مثلًا أن العين اليمين بها حول لكن في الحقيقة الحول موجود في العينين وباختيارات بسيطة يستطيع الطبيب تحديد نوع الحول وسببه حتى يتحرك في اتجاه العلاج المضبوط.
وأوضح أن الحول غالبًا يكون من نوع واحد ولا يتغير أو يتحول من نوع لأخر، لكنه قد يتنقل من عين للأخرى، لافتًا إلى أن الحول الأنسي “العين تحدف للداخل” يكون أخطر نسبيًا من الحول الوحشي، لانه يؤثر على نمو الجهاز البصري نفسه.
الحول مؤقت أم دائم
وأجاب دكتور عمر برادة عن سؤال إذا كان الحول قد يكون مؤقت أم لا؟ قائلًا: أمر نادر جدًا وأحيانًا نراها في الأشخاص بعد التصادمات مثل حادثة سقوط على الرأس، وبمجرد ان يعالج الشخص يختفي انحراف العين، وتعود العين لشكلها الطبيعي.
وتابع أن الحول عادة بنسبة 90% أو أكثر لا يولد الطفل بالحول وهو أمر نادر جدًا، لكن ابتداءًا من سن الـ6 أشهر حتى سن العامين يظهر حول العين، ومهم جدًا عند ملاحظة هذا الحول لا يتأخروا ويتوجهوا لطبيب مختص في الرمد وعلاجات الحول، وعلاجه في هذا السن الصغير لمنع أي فرصة لحدوث كسل العين في المستقبل.
وأفاد بأن التدخل في سن مبكر “6 شهور” سواء بنظارة أو جراحة نصل لنتائج جيدة ونحافظ على حدة إبصار جيدة للطفل طوال عمره.
تشخيص الحول عند الأطفال
وأفاد بأن تشخيص الحول يكون على أساس الزاوية إذا كانت العين تحدف للداخل أم للخارج، والتشخيص يتم إكلينيكيًا بدون استخدام اجهزة بحيث لا نرهب الطفل، والزاوية ما بين العين التي تنظر امامها بشكل مستقيم والعين التي بها حول هي الزاوية التي تعالج بطرق عديدة.
طرق علاج الحول عند الأطفال
قال إن علاج الحول يتم من خلال 3 طرق وهي تختلف من حالة لأخرى، فإما من خلال النظارة فقط، أو عملية فقط، والحل الثالث هو العملية وبعدها يحتاج الطفل إلى ارتداء نظارة، ففي البداية نجرب النظارة لأنها أبسط طريقة لعلاج الطفل، وإذا عالجت النظارة زاوية الحول بالكامل فإن علاج هذا الطفل هو ارتداء النظارة.
وإذا لم تغير النظارة زاوية الحول خلال شهر فعلاج هذا الطفل الجراحة، أما إذا كانت النظارة حسنت من زاوية الحول ولكن ليس كاملة، فالطفل يحتاج عملية وبعد ذلك يرتدي نظارة.
وحذر من استخدام عمليات تصحيح الإبصار في علاج الحول قائلًا: هذا النهج غير علمي وغير طبي على الإطلاق”. وأضاف أن تأخر علاج الحول يقلل من فرصة الحصول على نتائج جيدة بعد العلاج، فكلما تم ضبط زاوية الحول مبكرًا، كلما كانت فرص نمو العصب البصري أفضل فنقلل من مخاطر إصابة الطفل بكسل، لا يمكن علاجه في المستقبل.