كتبت: سماح عاشور
” لا يوجد جرح، محدودة التدخل، محسوبة المخاطر والدقة، لا تخترق الخطوط الطبيعية التشريحية للمريض” مزايا عديدة وفرتها الجراحة الملاحية في علاج أورام المخ والعمود الفقري، والتي تعد بمثابة ثورة في مجال علاجات الأورام، وذلك مقارنة بالجراحة التقليدية.
قال الدكتور يسري الحميلي، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، إن الجراحة الملاحية هي أحدث جراحات علاج أورام المخ والعمود الفقري، وهي نوع من التكنولوجي يتم خلالها دمج المعلومات التشريحية الخاصة بالمريض، مع صور الأشعة الخاصة به، مع صور العملية الخاصة بالطبيب، مما يعطي معطيات دقيقة عن كيفية استئصال ورم، أو قفل تمدد شرياني، أو إزالة نزيف بالمخ، بالإضافة إلى تحديد الوقت المخصص للعملية، وإجراء الجراحة بشكل آمن على المريض.
وأشار في تصريحات خاصة لـ”شفاء”، إلى أن من خلال الجراحة الملاحية يمكن إزالة ورم من المخ بمخدر الموضعي، وهي تطبيقات تم تنفيذها منذ سنوات بمستشفى القصر العيني، كما يوجد بغرفة العمليات صور موجودة على الكمبيوتر، ويتم تركيب هذه الصور على دماغ المريض؛ لتكون كل خطوة مقروءة ومرصودة بدقة على الشاشة، ويتم دمج صورة أشعة المريض، وصورة الموجات التي يرسمها رسم المخ، لتحقيق نسبة أمان عالية، وحتى تكون الجراحة محدودة التدخل، أي لا تسبب الضرر لأماكن تؤدي وظائف حيوية بالمخ.
وأضاف دكتور يسري الحميلي، أنه يتم الاستعانة في الجراحة الملاحية بأجهزة ومعدات خاصة، فيتم الحصول على البيانات من جهاز الأشعة، ويتم دمجها على كمبيوتر موجود بغرفة العمليات، ويوجد متخصص يستطيع أن يعطي الطبيب هذه البيانات من خلال مونتير بداخل غرفة العمليات، بالتالي أصبحت العملية محسوبة المخاطر والدقة، ودون أي تأثير على الوظائف الحيوية بالمخ.
وأكد أن الجراحة الملاحية تفيد جميع المرضى، والطبيب الناجح فقط هو من يتعامل بالمنظار والميكروسكوب والجراحة الملاحية، فيضيف بعد ثالث ورابع للعملية التي يقوم بها، ويستطيع من خلال الجراحة الملاحية رؤية ما لم تستطع العين رؤيته، لافتًا إلى أنه عندما يتوفر للمريض هذا النوع من الجراحات، يتم تحسين الأداء وزيادة معدل الدقة، بما ينعكس على سرعة الشفاء، كما أن الطبيب لا يحتاج إلى اختراق الخطوط الطبيعية التشريحية للمريض، فيتم إجراء العملية دون أي جروح.