البواسير.. أسبابها وهل ترتد مرة أخرى بعد العلاج؟

قال الدكتور رضا عز، أستاذ مناظير الجهاز الهضمي، إن مرض البواسير الشرجية منتشر جدا للاسف، فنحو 70% من المترددين على عيادات الجراحة العامة مصابين بأحد أمراض الشرج، و50% منهم مصابين بالبواسير وهي نسبة عالية.

وأضاف أن البواسير تصيب كل المجتمعات لا تفرق بين مجتمع راقي ومجتمع نامي، وتصيب جميع فئات الشعب لا تميز بين غني وفقير، كما تصيب جميع الاعمار فتصيب الشباب وكبار السن.

واوضح أن أشهر أسباب البواسير هو الإمساك، فالإمساك يسبب ضغط على الغشاء المخاطي المبطن لفتحة الشرج وتبدأ الأوعية الدموية تمتلئ بالدم نتيجة الضغط عليها من الإمساك وتبدأ البواسير داخلية والدم ثقيل كلما يزيد يأخذها والغشاء المخاطي ويحدث السقوط وهو درجة من درجات البواسير.

وأشار إلى أنه يزيد على الإمساك عوامل أخرى مثل السمنة والولادات المتكررة والعامل الوراثي إضافة إلى العادات الغذائية السيئة مثل تناول أكل بدون ألياف وعدم ممارسة الرياضة، والجلوس لفترات طويلة في دورات المياه فإذا لم يقضي الشخص حاجته في خلال 3-4 دقايق يجب أن يخرج.

وتابع أن البواسير تتقدم. هناك 4 درجات لها: درجة اولى داخلية ودرجة ثانية يكون بها سقوط لكن يعود تلقائيا بعدما ينتهي المريض من عملية الإخراج وإذا اضطر المريض لدفع السقوط بيده تلك هي الدرجة الثالثة وإذا لم يرجع السقوط هي الدرجة الرابعة، مشيراً إلى أن هناك علامات تحذيرية لابد أن يضعها المريض في الاعتبار ويتوجه للطبيب حتى لا يصل لمرحلة المضاعفات وهي؛ الألم عند الإخراج، الحكة، ملاحظة وجود دم في نهاية الإخراج.

وأكمل دكتور رضا عز قائلاً: المشكلة التي تواجه العديد من المرضى هي عدم الرغبة في الخضوع لأي عملية بسبب الخوف من الألم وفترة ما بعد العملية، وهذا للأسف ناتج عن السمعة السيئة لعمليات البواسير بالطريقة التقليدية وما يترتب عليها من ألم فضلاً عن عودة البواسير مرة أخرى.

وأكد أن الحل يتمثل في اتباع الطرق الحديثة في العلاج والتي تتميز بسرعة الشفاء وآلام أخف بكثير ونسبة الارتداد تكاد تكون معدومة مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى، ناصحا بضرورة الكشف المبكر لمعرفة الدرجة اللي تم الوصول ليها في البواسير وتحديد الطريقة الحديثة للعلاج.

وأفاد بأن من الطرق الحديثة لعلاج البواسير الربط عن طريق الموجات فوق الصوتية أو من خلال استئصال البواسير بالدباسة، فلا يوجد جرح أو ألم أو نزيف، والعملية تتم في خلال 20 دقيقة فيتم ربط الشريان الشرجي وتنتهي المشكلة، وأوضح أن فكرة الدباسة مبنية على السقوط الشرجي أي في الدرجة الثالثة والرابعة من درجات أمراض الشرج، وكلا الطريقتين لهم نفس التأثير والمميزات، واختيار واحدة منهم يتوقف على الطبيب المعالج عند تشخيص الحالة .

وذكر أن الطرق الحديثة في العلاج ليها مميزات وهي أنها لا تؤثر على العضلة على عكس الطرق القديمة في العلاج، كم أن المريض لا يشتكي من أي أعراض جانبية، لأنه لا يتم التعامل مطلقاً مع العضلة، كما أنها تناسب جميع المرضى وجميع الأعمار حتى مرضى الكبد والسكر، ومن مميزاتها أيضاً عدم وجود ألم نتيجة لأن الاستئصال يتم في المنطقة الغير حساسة مهم، لافتاً إلى أن الطرق القديمة في القضاء على البواسير هي عامل رئيسي لعودة الإصابة بها مرة ثانية بعد فترة لأنها تعالج النتيجة ولا تعالج السبب، لذلك المريض الذى أجرى عملية البواسير بالطريقة القديمة ترتد 100% عاجلاً أم آجلا.

كما لفت إلى أن الحديث عن أن الليزر هو العلاج الأمثل لأمراض الشرج مجرد خدعة، والدليل على ذلك أن نسب نجاح الليزر في علاج أمراض الشرج لا تتعدى الـ60%، لكن الأفضل هو استخدام الطرق الحديثة في علاج البواسير مثل ربط الشريان الشرجي والذي يعتمد على اكتشاف الشريان الشرجي باستخدام الموجات الصوتية “دوبلر”، أو الدراسة.

Exit mobile version