الإجهاض.. أسبابه وإمكانية الحمل بعده
قال الدكتور وليد الشرشابي، أخصائي أمراض النساء والتوليد والعقم والحقن المجهري، إن الإجهاض هو الفقد التلقائي للحمل قبل مرور 20 أسبوع أي في الأسبوع الخامس، لافتة إلى اعتقاد البعض بأن العلاقة الزوجية أو ممارسة الرياضة والمجهود الزائد عوامل مسئولة عن الإجهاض غير سليم، لكن إذا كانت السيدة لديها استعداد للإجهاض قد تسرع من الوتيرة لكنها ليست السبب الأساسي.
وأوضح أن نسبة الإجهاض من 10-20% باستثناء الحالات التي يحدث لها إجهاض قبل أن تعرف بالحمل، لافتًا إلى أن الإجهاض يعني أن الجنين لم ينمو بالشكل الطبيعي المتوقع بنسبة50%، والـ50% الأخرى نتيجة لعوامل جينية أو كروموسومية بعيدًا عن الزوج والزوجة.
أسباب الإجهاض
أضاف أخصائي أمراض النساء والتوليد، أن أسباب الإجهاض تنقسم لأسباب تخص النطفة أو الجنين، وأخرى تخص الأم، موضحًا أن الأسباب التي تخص الجنين تشمل نموه بشكل غير متوقع أو سبب جيني أو كروموسومي، فينتج عن ذلك بويضة تالفة تم تخصيبها واستقرت في جدار الرحم لكنها لم تكتمل بسبب طفرة جينية أو عيب خلقي.
وأشار إلى وجود ما يسمى إجهاض منذر أو إنذار بالإجهاض، الطفل لا ينزل في هذه الحالة لكن إنذار بضرورة الاهتمام بالراحة والحصول على المثبتات وشرب السوائل، وما يحدث هو نزول دم على السيدة، ومغص، مغص متكرر، وفي هذه الحالات عنق الرحم مغلق بالتالي العرضة للسقط ليست كبيرة، و70-80% من الحالات الحمل يكتمل حتى الشهر التاسع.
وأفاد بوجود نوع آخر من الإجهاض يسمى “الإجهاض الحتمي” وتعاني السيدة من مغص ونزول دم، وعنق الرحم يكون مفتوح، وهذا الحمل في الأغلب لا يكتمل، ويحدث الإجهاض.
واستكمل: يوجد نوع ثالث من الإجهاض يسمى الإجهاض المتروك، ويعني أن كيس الحمل موجود والجنين به نبض ثم توقف، أو لم ينبض بالأساس، ويسمى كيس فارغ”.
وتابع أن الأسباب التي تخض الأم تتمثل في مرضى سكر الحمل، والسكر المزمن غير المنضبط قد يسبب الإجهاض، ومرضى الغدة الدرقية سواء فرط نشاط في الغدة أو ضعف في نشاط الغدة، أو وجود مشكلة موضعية في عنق الرحم كأن يكون عنق الرحم واسع فيسبب إجهاض في أي مرحلة من مراحل الحمل.
عوامل خطورة
ونبه دكتور وليد الشرشابي، بوجود عوامل خطورة تزود من فرص الإجهاض منها سن السيدة، فكلما كان حمل السيدة في سن فوق 35 سنة فهي عرضة لحدوث نوع من أنواع الإجهاض، لأن جودة البويضة بعد سن 35 سنة أقل من سن العشرينات بالتالي الإخصاب وتكوين جنين ذات جودة عالية ليست جيدة، كما أن انغماس الجنين في بطانة الرحم تكون قليلة، بالتالي يقلل فرص الحمل الطبيعي لأن كفاءة البطانة نفسها ليست عالية.
وتابع أن نسبة حدوث تشوهات الحمل والإجهاض والعيوب الخلقية تزيد بعد سن 35، لذلك نسميهم حمل ذات خطورة، يزيد معها سكر الحمل، وعيوب خليقة في الجنين وضغط الحمل.
الوقاية من الإجهاض
شدد على أهمية المتابعة مع الطبيب خاصة في الشهور الأولى، والاهتمام بالتغذية السليمة والفوليك آسيد، واتباع تعليمات الطبيب، وعدم بذل مجهود كبير في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل خاصة لمرضى الإجهاض المتكرر، ويعني أن السيدة أجهضت فوق الـ3 مرات، لافتًا إلى أن حالات الإجهاض المتكرر تحتاج إجراء مزيد من الفحوصات للوقوف على الأسباب ومنها فيروس القطط وعوامل تجلط تجعل الدم الذي يصل للجنين يقف في أي مرحلة من الحمل سواء في أول الشهور أو آخر الشهور، وسواء كانت نتيجة تلك المتلازمة إيجابية أو سلبية تأخذ الحامل أدوية للسيولة ومضادات الأكسدة لتقليل فرص السقط.
ما بعد الإجهاض
قال دكتور وليد الشرشابي، بعد الإجهاض السيدة أمامها سيناريو من اثنين، فالإجهاض على حسب نوعه إذا كان فيه محتويات داخل الرحم لابد من تنظيفها، ويجب على الطبيب في هذه الحالات عدم اتلعجل في عمليات الكحت وتنظيف محتويات الرحم، ففي البداية لابد من اتباع الطرق العادية وهي التفريغ العلاجي، بمعنى أن تأخذ السيدة أدوية تساعد على انقباض الرحم بالتالي المحتويات تنزل، ومع تكرار هذه الأدوية مرة واثنين وما زال بعض المحتويات عالقة بالرحم هنا لابد من إجراء تفريغ كامل للرحم حتى يكون الرحم سليم حتى يستعد لحمل فيما بعد.
وأكد أنه طالما لا يوجد سخونية أو رائحة كريهة في المهبل أو تغير زائد تكون السيدة في أمان ولا نتعجل في عملية الكحت، وحذر من الكحت الزايد لانه قد يؤدي إلى ضعف بطانة الرحم فيسبب سقط فيما بعد، وتكرار الكحت يسبب التصاقات في بطانة الرحم.
واستكمل:”مرضى السقط المتكرر لابد من حصولهم على مضادات الأكسدة والتي تحتوي بدورها على مالتي فيتامينات”، ناصحًا كل حديثي الزواج بعدم التعجل في البحث عن الحمل فتأخر الإنجاب نبحث عنه بعد مرور سنة من علاقة زوجية منتظمة بدون أي وسيلة.
ونصح الحوامل بالحصول على الفوليك اسيد واتباع تعليمات الطبيب والتغذية السلمية الصحية.