الأورام الليفية.. أسبابها وطرق علاجها
كتبت: سماح عاشور
قالت الدكتورة سارة الغرباوي، أخصائي أمراض النساء والتوليد، إن الأورام الليفية هي أورام حميدة، عبارة عن نسيج زائد يظهر في عضلة الرحم، هذا النسيج مختلط بألياف ومن هنا تسمى ورم ليفي، لكن لا يوجد قلق منه ولا داعي للذعر عند السيدات.
أسباب الورم الليفي
وأوضحت أن الورم الليفي يأتي بسبب تعرض الرحم لفترة طويلة من الأستروجين، وهذا يحدث مع السيدات اللاتي يتأخرن في الإنجاب أو في الزواج، لكن المطمئن في تلك الأورام أن 50% أو أكثر ليس له أعراض، ونكتشف الورم بالصدفة، وهنا نكتفي بمتابعته طالما أنه لا يسبب أي مشاكل او أعراض، لكن في حالات معينة وأماكن معينة بالرحم عندما يظهر بها الورم يكون مربوط بالنزيف ويسبب أنيميا شديدة للسيدة.
وأضافت أن حجم الورم الليفي يتراوح من ملم لا ترى بالعين المجردة إلى أحجام كبيرة جدًا لكنها حالات نادرة يصل فيها حجم الورم لربع كيلو ونصف كيلو، حتى هذه الحالات لا يجب أن تقلق لأنه ورم حميد لكنه بدأ من سن مبكر ومع عدم المتابعة زاد حجمه، مؤكدة أن الأورام الليفية لا تتحول لأورام سرطانية إلا في نسبة بسيطة جدًا أقل من نصف في المائة، لكن المهم هو متابعة الورم كل 6 شهور، نطمئن بالألترا ساوند بانه ما زال في حجمه، لكنه في الطبيعي من الأورام الهادئة جدًا.
السن الشائع للأورام الليفية
ولفتت دكتورة سارة الغرباوي، إلى أن الورم الليفي يصيب أي سيدة سواء متزوجة أم لا، لكن السن الشائع له من أوائل الثلاتينات حتى نصف الأربعينات أي في سن الخصوبة، لكنه أكثر شيوعًا في السيدات غير المتزوجات خاصة بعد سن الخامسة والثلاثين، مؤكدة أنه لا توجد علاقة بين عمليات الحقن المجهري والتلقيح الصناعي وبين الأورام الليفية، فالورم الليفي في معظم الحالات لا يؤثر على الإنجاب ولا يؤخره إلا في حالات معينة، فقد يكون الورم غالق لمدخل قناة فالوب، فيقلل نسبة الحمل.
علاج الأورام الليفية
أكدت دكتورة سارة الغرباوي، أخصائي أمراض النساء والتوليد، أنه لا يجد علاج للأورام الليفية سوى التدخل العلاجي، لكن إذا كان الورم لا يسبب أي أعراض أو مشاكل أو يسبب أعراض طفيفة يمكن أن تحصل السيدة على فيتامينات حتى لا تصاب بأنيميا مع الوقت، وتوجد حالات نستخدم فيها علاج هرموني يقلل حجم الورم بحيث عندما نجري العملية تكون أقل في النزف ونفتح فتحة أصغر ونجريها بالمنظار بدلًا من فتح البطن، لكن المناظير لها حدود حسب حجم الورم.
وأفادت بأن الأورام الليفية قد تؤثر على الأعضاء المحيطة بالرحم، فيضغط على المثانة والمستقيم والقولون، مشيرة إلى أن إزالة الأورام يتوقف على حسب مكانها فنحاول قدر الإمكان الحفاظ على نسيج الرحم ليحدث حمل، فالأورام الليفية الكبيرة تأخذ جزء كبير من الرحم وهنا العملية ستكون دموية والحل هو استصال الرحم إذا كان حجم الورم كبير ويسبب مشاكل كثيرة، وهذا القرار يعتمد أيضًا على سن السيدة وعدد الأولاد لديها.
واستكملت:”الآن يمكن حقن مادة داخل الشرايين التي تغذي الورم تقلل حجمه أو يتقلص ويختفي، ولا يؤثر على الرحم كله، فعن طريق أوردة معينة ندخل نوصل المادة للشريان الواصل للرحم دون تأثير على وظيفة الرحم”.
ونوهت أنه إذا كانت السيدة غير متزوجة ومصابة بورم ليفي، هنا نحاول قدر الإمكان الحفاظ على الرحم وعدم استئصاله، فإذا كان عدد الأورام قليل وحجمها صغير يمكن استئصال الورم بالمنظار والمضاعفات بسيطة، لكن إذا كان حجم الورم كبير لا نتدخل قدر الامكان حتى تتزوج السيدة وتنجب، وفي حالات سيئة جدًا لا حل سوى استئصال الرحم وهى حالات النزيف المتكررالذي لا يتوقف، لكن فى الأغلب نحافظ على الرحم ونأخذ أدوية تقلل الألم ونزول الدم.