كتبت: سماح عاشور
أكدت الدكتورة نيرمين بدوي، استشاري طب وجراحة العيون، أن التدخل الجراحي في الأطفال لعلاج الانكسار البصري أو إصلاح النظر، يتم في حالات نادرة للغاية، وذلك بعد فشل النظارة الطبية تمامًا، والعدسات اللاصقة.
وأوضحت أن مفهوم جراحات الانكسار البصري في الأطفال يختلف عن الكبار، فالهدف منها في الكبار هو الوصول لأفضل رؤية تستطيعها العين دون الاستعانة بالمعينات البصرية سواء نظارة أو عدسات لاصقة، لافتة إلى أن هذا الهدف يختلف في الأطفال، فيتم إجراء تلك الجراحات لإنقاذ العين من خطر كبير.
وأضافت أن عين الطفل في مرحلة نمو، وإذا تم التأثير على نمو العين يحدث ما يسمى بكسل العين، لذا فإن هناك حالة واحدة فقط لإجراء جراحات الانكسار البصري للأطفال وهي أن يكون المقاس بين العينين كبير، لا يمكن إصلاحه بنظارة أو عدسة لاصقة، ولمنع التضحية بالعين وفقد النظر كليًا نلجأ لهذه الجراحات.
وتابعت أن جراحات إصلاح البصر في الأطفال تنقسم إلى جراحات سطحية مثل الليزك والفيمتو ليزك، وهي جراحات تعمل على إعادة تشكيل شكل القرنية، والنوع الآخر هو جراحات زرع العدسات، موضحة أن كلتا الجراحات يمكن إجرائها في الأطفال، ولكن يتم اختيار نوع الجراحة بناءً على كل حالة على حده.
وحذرت من إجراء عمليات الليزك وزرع العدسات في الأطفال، مؤكدة أنها جراحات محدودة جدًا وتحقق نتائج أقل من المتوقع، فضلًا عن أن مشاكلها كثيرة وقد يصل الأمر إلى التضحية بالقرنية، أو ضعف في القرنية ويصاب الطفل بالقرنية المخروطية، أو فقد استواء القرنية فتكون القرنية متعرجة، كما أن الجهاز المناعي في الأطفال قوي وهو ما يؤثر على جراحات الليزك وزرع العدسات، فيمكن أن يحدث هجوم من من خلايا الجسم مسببًا عتمات القرنية في حالة الليزك، أو التهابات قزحية والتهابات بالعين في حالة زرع عدسة.
وأكدت أن الحل الأمثل لعلاج مشكلة ضعف البصر عند الطفل هي النظارة، وفي حالة فشل النظارة نلجأ للعدسات اللاصقة، وللأسف مشاكلها كثيرة فهي تحتاج وعي من الطفل والأم، وقد تسبب التهابات أو تقرحات في العين، أما في حالة فشل الخيارين وإذا كان المقاس بين العينين كبير من أن تحتمله النظارة أو العدسة نلجأ لجراحات الانكسار البصري وليس الليزك، فهناك تقينات أحدث مثل الفيتموسمايل، وفي بعض الحالات نضطر لزرع العدسة وهو الاختيار الأصعب على الطبيب في حالة دخول العين في حالة كسل.