أقرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخرا علاجين ثورين لمرض أنيميا الخلايا المنجلية الخطير لأول مرة في 20 عاما، ولكن سعر الأدوية الباهظ يثير التساؤلات، عن كيفية توفيرها لملايين المرضى حول العالم.
وبحسب “نيو يورك تايمز” فالعلاجين الجديدين وقيمة كل منهما 100 ألف دولار سنويا هما “أداكفيا” من إنتاج شركة “نوفارتيس” والمصمم لتخفيف حدة الألم الناتج عن المرض، ويتم تناوله شهريا مدى الحياة لمن هم أكبر من 16 عاما والعلاج الثاني هو “أوكسبريدا” من إنتاج “جلوبال” بلاد “ثيرابيوتيكس” ومهمته الحد من احتمال تسبب الأنيميا بتلف الدماغ، وحدوث جلطات وتناوله لمن هم أكبر من 12 عاما بشكل يومي طوال الحياة.
وانتقد “أميت ساربتواي”، مدير مبادرة قانون للشركات العلاجية مدى غلاء سعر “الدواءين الذي يبلغ كل منهما ضعف الدخل السنوي لمتوسط الأسر الأمريكية، بينما يعاني 100 ألف أمريكي من المرض.
والخبر السار للمرضى وأهاليهم أن إدارة الغذاء والدواء، بصدد إقرار 30 علاجا جديدا للمرض إذ تلك العلاجات في اختباراتها النهائية، ما يبشر بانخفاض متوقع لأسعار أدوية الخلايا المنجلية.
من جانبها، تتفاوض الشركتين المنتجتين للأدوية مع الحكومة الأمريكية، لإدراج الأدوية ضمن برامج التأمين الصحي للمرضى لتحمل تكاليفها عنهم.
وتبرر الشركتين رفعها أسعار الدوائين الخاصين بها بأن علاج ورعاية مرضى الخلايا المنجلية بدون تلك الأدوية ستكون مكلفة كذلك، حيث يتكلف علاج الطفل المصاب سنويا 10 ألف دولار والبالغ المصاب بالمضاعفات بـ30 ألف سنويا.
وبحسب الصحيفة فإن شركتي الأدوية أسقطت من حساباتها كون معظم المرضى معاقين، وبالتالي ليس لديهم عملا يوفرون منه نفقات العلاج الباهظة.
ويري الدكتور ساربتويري، أن الشركتين أغفلتا كذلك أن كل من سيشتري الدواء فسيدفع المزيد في الضرائب، بينما طالب “ديفيد ميشيل”، مدير مبادرة الدواء المتاح المرضى وأهاليهم بعدم الخضوع لأسعار الشركتين، والتفكير بما تكلفته تلك الشركتين لتطلب مثل تلك الأسعار قبل التفكير في شراء الدواء بأي ثمن لتخفيف المعاناة.
ويذكر أنه في أمريكا يوجد برنامجين تأمينيين لتحمل التكاليف عن المرضى، حيث يغطي برنامج ميديكيت 50% من الحالات المصابة، بينما يغطي “ميديكير” 15% حالات أخرى.
ويقول الدكتور “جي إيرك” بجامعة بن سلفانيا، إنه منذ نهاية التسعينيات تم اعتماد علاج الهايدروكسيوريا، وهو مصرح به لاستهلاك الأطفال أيضا، ويساهم بخفض الألم الناتج عن المرض واحتمالات الإصابة بالجلطات، وتلف الدماغ بنحو 50% ويستطيع 30% من الأمريكيين شراءه بتغطية من التأمين العام وسعره سنويا 1000 دولار، ما يجعل على المؤسسات التأمينية تغطيته لكافة الأمريكيين قبل التفكير بتغطية الأدوية الأغلى سعرا.
ويقول الدكتور “سوجيد شيف”، متخصص أمراض الخلايا المنجلية بجامعة “وايل كورنيل”، إن مشكلة أخرى يجب التفكير فيها وهى مع غلاء الدواء فقد لا يجدي في النهاية لأن المرضى أغلبهم يعاني مشاكل عقلية، وقد لا يلتزمون بالنهاية بأوقات تناول الدواء.
ويضيف شيف أن معظم الأطباء غير مأهلين حتي الآن للتعامل مع الأعراض الجانبية للدواأين.
ومرض الخلايا المنجلية سببه حدوث طفرة جينية في الجين المسؤول عن خلايا الهيموجلوبين الناقلة للأكسجين بالدم، ويكون نتيجتها تكون كرات الدم الحمراء بشكل غير اعتيادي يشبه المنجل لتعلق باستمرار أثناء مرورها بالأوعية الدموية ما يؤدي لانسدادها.
وبحسب التجارب يقلل دواء الأداكفيا من إمكانية كرة الدم الحمراء، من أن تعلق بالأوعية الدموية ما يقلل الألم الناتج عن ذلك بنحو 45%.
وأما دواء أوكسبريتا فيعمل على الحفاظ علي كرة الدم بشكلها الاعتيادي دون أن يمسها تغيير لتتمكن من حمل كمية الأكسجين الكافية، وهذا ما يقي المريض حدوث مضاعافات خطيرة جراء نقص الأكسجين.
وعن تناول الدواءين سويا بوقت واحد، حذر الدكتور تومبسون، من جامعة “نورث ويست”، لأنه لم تجري تجربة عن نتيجة تناول الدواءين معا.