قال دكتور أبو بكر زين، أستاذ مساعد جراحات العظام بكلية الطب قصر العيني جامعة القاهرة، واستشاري جراحات العظام، إن فيتامين “د” له مصدرين؛ مصدر غذائي يمكن أن نحصل عليه من زيت كبد الحوت والأسماك مثل السلمون، والكبد، مشيرًا إلى وجود مصدر مهم للفيتامين “د” يهمله الجميع وهو مصدر أشعة الشمس، فالشمس هي الخطوة الاولى في تكوين فيتامين “د”.
وأوضح أن فيتامين “د” يتكون في 3 خطوات، ففي البداية يتكون في الجلد ثم يتوجه للكبد لتنشيطه والمرحلة الأخيرة هي الكلى، وإذا كان أي شخص لديه مشكلة في الجلد مثل زيادة طبقة الميلانين تقلل فيتامين “د” وكذلك الحال في حالة وجود مشكلة في الكبد والكلى.
وأضاف أن الأطفال في القرى أقل عرضة لنقص فيتامين “د” من أطفال المدن، فمن المهم جدًا تعرض الطفل للشمس على الأقل من 20-25 دقيقة يوميًا في الفترة ما قبل الظهر أو بعد العصر، لافتًا إلى أنه لابد ان يتعرض جلد الطفل للشمس ولكيس فقط وضع الطفل بملابسه تحت أشعة الشمس.
وتابع: لمعرفة إذا كان الطفل يعاني من نقص فيتامين “د” أم لا يتم إجراء تحليل فيتامين د نشط، وأشعة على اليديد أو القدمين، ونفحص نهايات العظم هل بها لين عظام، لافتًا إلى أن نقص فيتامين د يمر بـ3 مراحل في العظم؛ المرحلة الأولى يظهر النشط ونلاحظه من حجم نهايات العظام ثم يدخل المرحلة الثانية مرحلة الالتئام يبدأ حجم نهايات العظم يقل ويتكلس العظم والمرحلة الأخيرة انتهاء لين العظام.
وحذر من وضع واقي الشمس ثم التعرض لأشعة الشمس قائلًا: كريمات الحماية من الشمس تحجب الأشعة فوق البنفسجية عن الجلد، بالتالي إذا أراد الشخص أن ياخذ حمام شمس ليحصل على فيتامين د لمدة ثلث ساعة لا يضع كريمات الحماية.
أهمية فيتامين د
أوضح أن فيتامين “د” يعمل على تنظيم الكالسيوم في الجسم، فإذا كانت نسبة الكالسيوم قليلة فيساعد على امتصاص فيتامين د، ويساعد على تكوين العظام، ومع نقص فيتامين د يؤدي ذلك إلى أن تكون نسبة امتصاص الكالسيوم في الجسم قليلة، فالعظم لا يتكون بطريقة سليمة، ففي الأطفال الجزء النامي في نهاية كل عظمة لابد أن يحدث تكلس “يتكون كالسيوم” لكنه لا يتكون في حالة وجود مفس في فيتامين د، فتتسع تلك الطبقة بدون أي تكلس، والطفل يظهر عليه ذلك في المراحل البدائية، فأثناء الحبو يحدث تقوس في أيدي الطفل، وأثناء المشي يحدث تقوس في القدمين.
ولفت إلى أن الطفل قد يولد بنقص فيتامين د إذا كان الأم نفسها تعاني من نقص في الفيتامين، منوهًا إلى أن الطفل في أول 3 شهور من الأم، ولبن الأم لا يحتوي على فيتامين د بنسبة كافية وخاصة في اول 3 شهور، وبعد الـ3 شهور يجب أن يحصل الطفل على فيتامين د أو نعرضه للشمس.
أعراض نقص فيتامين د عند الأطفال
وأشار إلى وجود عدة علامات تشير إلى أن الطفل مولود بنقص فيتامين د ومنها ضعف جسمه، تأخر النمو، موضحًا أن الطفل يبدأ في صلب رأسه على سن 3 شهور، ويبدأ يجلس على سن 6 شهور، ويقف على 10 شهور، ويمشي على سن سنة، وإذا تأخر الطفل في علامات النمو فيعين ذلك وجود نقص في فيتامين د.
وأضاف من بين علامات نقص فيتامين د تكرار إصابة الطفل بالالتهابات في الصدر، نزلات معوية، بروز الرأس من الامام والخلف، تأخر غلق فتحة النافوخ إلى ما بعد سنة ونصف، نهايات العظم حجمها أسمك من الطبيعي “عند الكوع والركبة”، تقوس أثناء المشي.
وأفاد بأنه لابد من الحصول على المعدل اليومي لفيتامين د سواء للصغار أو الكبار، فأي شخص لا يتعرض للشمس أولم يحصل على الفيتامين بنسبة كافية سيعاني من نقص فيتامين د، ويظهر النقص عند الطفل بصورة كبيرة لان جسمه مازال في طور النمو، ولكن الكبار يعاني من هشاشة العظام ولين العظام، فالكالسيوم لا يتكون بنسبة كافية في العظم، فيحدث فراغات بين العظام ويصيب أكثر السيدات بعد سن اليأس نتيجة نقص هرمون الأستروجين بالتالي الهرمون الذي يتكون في الكلى والمسئول عن تنشيط فيتامين د يقل فلابد أن تحصل السيدات على كالسيوم وفيتامين د باستمرار.
ونبه بأن من علامات نقص فيتامين د أيضًا سقوط الشعر، اضطرابات النوم، تقلب المزاج، العصبية، إضافة إلى أن السيدات اللاتي تعاني من نقص فيتامين د أكثر عرضة لتأخر الحمل، لذلك لا بد من فحص فيتامين د قبل التفكير في الإنجاب.