قالت الدكتورة ولاء الأمير، استشاري الأطفال وحديثي الولادة، إن منظمة الصحة العالمية تنصح بالرضاعة الطبيعية الحصرية خاصة في أول 6 شهور من عمر الطفل، ثم تبدأ الأم في إدخال الطعام للطفل من عمر 6 شهور بجانب الرضاعة الطبيعية.
وأوضحت أن الرضاعة الطبيعية لا غني عنها، وفوائدها لا تعد ولا تحصى، فاللبن الأم يوجد به مضادات حيوية طبيعية وأجسام مضادة غير موجودة في اللبن الصناعي، لافتة إلى أن تغذية الأم واللايف ستايل الخاص بها وطريقة طعامها والحياة الصحية أثناء الحمل، ينعكس على الطفل واللبن، فكل ما تتناوله الأم ينزل في اللبن، حتى الأدوية الآمنة ينزل منها في لبن الأم. وأكدت أن الرضاعة الطبيعية لها أهمية كبيرة جدًا ومازالت الاكتشافات حولها مستمرة.
وأوضحت أنه إذا لم تكن الأم لديها لبن يكفي الطفل، أو تعاني من مشكلة ما تمنعها من الرضاعة الطبيعية لو تمكنا من إعطاء الطفل لبن السرسوب في اللحظات الأولى من الولادة، فالطفل أخذ كمية مناعة لا بأس بها، حتى إذا لم تتمكن الأم بعد ذلك من استكمال الرضاعة الطبيعية، مشيرة إلى أن الأم التي لا ينزل لها لبن أو تعاني من مشكلة مرضية تمنعها من الرضاعة أو أي ظرف يمنعها من الرضاعة، نلجأ للبن الصناعي.
وتابعت:”هناك تطور كبير جدًا في شركات تصنيع الألبان الصناعية، ويحاولوا أن يقربوا من لبن الأم، وعلى الرغم من صعوبة التوصل إلى كامل فوائد لبن الأم، لكنهم تمكنوا من الحصول على الفوائد القوية جدًا في لبن الأم من بكتيريا نافعة ومناعات وسكر اللاكتوز والدهون التي تغذي المخ ومهمة لنمو الأعصاب والعين، والتطور العقلي، حاولوا استخلاصها من لبن الأم ووضعها في اللبن الصناعي، لذا اللبن الصناعي مكتوب عليه الآن مدعم بالبكتيريا النافعة وغيرها من مواد تقرب من لبن الأم.
تعصير الثدي
وحذرت دكتورة ولاء الأمير، من الفكرة المنتشرة الآن بين الأمهات بتعصير الثدي وحفظ اللبن في الثلاجة أو الفريزر، لافتة إلى أنه مع الوقت سيقل إدرار لبن الثدي حتى يقارب على الانقطاع، ففي البداية ستكون الأم سعيدة بالتجربة واللبن سيكون كثير لكن بمرور الوقت تقل كمية اللبن الذي يدرها الثدي، موضحة:” أن طالما جلد الطفل لا يلامس جلد الأم أثناء الرضاعة، فلمس جلد الطفل لجلد الأم ينتج عنه إفرازات تؤدي لزيادة إدرار اللبن.
وأفادت بأهمية سحب الطفل لبن من ثدي الأم، لأن تلك العملية من شأنها إرسال إشارات للغدة النخامية تفرز هرمون الاكسوتوسن وتزود إفراز اللبن، لافتة إلى قطع الأم دائرة وضع الطفل على ثديها وملامسة جلده يبدأ إدرار اللبن يقل، مؤكدة على أهمية الارتباط بين الأم والطفل من خلال الرضاعة الطبيعية.
أنواع اللبن الصناعي
قالت دكتورة ولاء الأمير، إن أنواع اللبن الصناعي مرحلة 1 من اليوم الأول حتى 6 شهور، ومرحلة 2 من سن 6 شهور حتى سنة، ومرحلة رقم 3 فوق سن سنة، ويوجد نوع لبن للارتجاع “إي آر” بتقنية معينة تقيل عن اللبن العادي فيركد في المعدة فلا يرجعه الطفل، كما يوجد نوع لبن للأطفال الذين يعانون من سكر اللاكتوز، والأطفال الذين يعانون من حساسية الألبان وهي حساسية من اللبن البقري فيأخذ لبن البروتين البقري متكسر فيها.
الارتجاع عند الأطفال
قالت الدكتورة ولاء الأمير، إن الارتجاع أمر طبيعي عند حديثي الولادة، وعدد كبير من الأطفال مولودين به، لافتة إلى أن الطفل يبتلع اللبن يدخل في المريء ينزل في المعدة، وفي حالة الارتجاع يرتجع اللبن مرة أخرى لا يأخذ مساره الطبيعي.
وأوضحت أن المحبس الموجود في آخر عضلة المريء يغلق وبالتالي ينزل اللبن للمعدة، هذا المحبس في بعض حديثي الولادة الذين يعانوا من ارتجاع لم يكتمل أو مرتخي فيبدأ اللبن يرجع من المعدة للمريء على فم الطفل. وأفادت بأن هناك فرق بين الارتجاع والترجيع.
وأضافت أن علاج الارتجاع عند حديثي الولادة يتطلب من الأم وضع الطفل على كتفها لمدة ثلث ساعة بعد الرضاعة، لكن إذا نام الطفل بعد الرضاعة مباشرة سيحدث له ارتجاع، مشيرة إلى وجود أكثر من طريقة للتعامل مع الارتجاع أفضلها الطرق الطبيعية وآخر خيار هو الأدوية.
وتابعت: إذا لاحظت الأم أن طفلها يرجع اللبن الذي يرضعه بشكل مستمر عليها أن تتوجه للطبيب للتأكد من أن الارتجاع ليس مرضي بمعنى أن وزن الطفل يزيد، والزيادة الطبيعية لوزن الطفل في الأسبوع من 150-200 جرام، فطالما الوزن يزيد يعني ذلك أن الطفل يستفيد بلبن أمه.
وشددت دكتورة ولاء الأمير على أهمية تجشؤ الطفل بعد الرضاعة لإخراج الهواء الذي ابتلعه أثناء الرضاعة فينزل اللبن للمعدة، والوقوف بالطفل لمدة 20 دقيقة بعد الرضاعة، وأثناء النوم لابد أن ينام الطفل بزاوية 45 درجة، أو تشتري الأم مرتبة الارتجاع الجاهزة لأننا نريد أن نرفع الطفل من رأسه حتى المقعدة، وفي حالة عدم القدرة على شراء المرتبة يمكن استخدام المخدة الكبيرة ووضعها من تحت المقعدة حتى رأسه. ونوهت بأن هناك أطفال تستجيب لتلك الطرق، وأخرين يحتاجوا طرق أخرى، وعلاجات.
وحذرت دكتورة ولاء الأمير، من نوم الطفل على بطنه، قائلة: النوم على البطن طبيًا غير صحيح، ومخاطره عديدة، على الرغم من أنها تساعد على إراحة بطن الطفل والغازات بشكل ملحوظ، لكن يمكن السماح بذلك إذا كانت الأم تضع الطفل على بطنه على رجليها فترة صغيرة.