أطباء: الصدفية مرض مناعي شائع غير معدٍ.. ويعاني منه واحد من كل خمسين شخص على مستوى العالم
كتبت: أسماء سرور
عقدت شركة نوفارتس مصر، اليوم، مؤتمر شرم ديرما “Sharm Derma” الذي يستمر، في الفترة من 24 حتى 27 أكتوبر، بالتزامن مع اليوم العالمي للصدفية، بالتعاون مع الجمعية المصرية لمرضى الصدفية (تحت الإنشاء)، لتسليط الضوء على أحد أهم الأمراض الجلدية المناعية وأكثرها انتشارًا على مستوى العالم، للمساعدة على تحسين حياة المرضى عن طريق تحفيز عامة الناس وأخصائيي الرعاية الصحية على الفهم الأفضل للمرض.
وقال دكتور عاصم فرج، رئيس مؤتمر شرم ديرما:”تعد هذه النسخة من المؤتمر بمثابة نقطة الانطلاق للعديد من المبادرات التي نخطط لها، بهدف رفع الوعي بمرض الصدفية واتخاذ خطوات جادة نحو تطوير رعاية المرضى من جوانب عدة”.
وأضاف:”على الرغم من انتشار مرض الصدفية، إلا إنه واحد من أكثر أمراض الجلد المناعية التي يساء فهمها، وكثير من المرضى المصابين بالصدفية يعانون من القلق والإحراج والاكتئاب، كما يواجهون نوعًا من التفرقة الناجمة عن تخوف الآخرين من احتمال كون الصدفية مرضًا مُعديًا، وهدفنا هو تغيير هذه المفاهيم الخاطئة”.
وقالت دكتورة مهيرة السيد، الرئيس السابق لقسم الأمراض الجلدية والتناسلية بجامعة عين شمس، ورئيس الجمعية المصرية لمرضى الصدفية (تحت الإنشاء)، إن الصدفية مرض مناعي منتشر غير معد، يعاني منه 125 مليون شخص تقريبًا على مستوى العالم – حوالي 1 من كل 50 شخص بالغ.
وأضافت: “الصدفية ليست مشكلة تجميل بسيطة، ولكنها مرض مزمن مستديم، ينتج عن تكاثر خلايا الجلد بأكثر من عشرة أضعاف المعدل الطبيع، مع ظهور بقع حمراء قشرية مرتفعة تسبب الألم وعدم الراحة كما تسبب مشاكل نفسية أيضًا”.
وأوضحت أن أعراض الصدفية تختلف من شخص لآخر وفق نوع الإصابة، فقد تكون مساحة الصدفية صغيرة عبارة عن بقع قشرية قليلة على فروة الرأس أو الكوع، وقد تغطي معظم الجسم، أما الأعراض الأكثر انتشارًا للصداف اللويحي فهي عبارة عن بقع حمراء مرتفعة وملتهبة، قشور أو لويحات بيضاء فضية على البقع الحمراء، جلد جاف قد يتشقق وينزف، والتهابات حول البقع، وغير ذلك.
وأشارت إلى أن عوامل خطورة الإصابة بمرض الصدفية تشمل التاريخ العائلي والعدوى الفيروسية والبكتيرية والتوتر والسمنة. ويعد كل من المسببات المادية والبيئية بما يشمل درجات الحرارة الباردة، والإفراط في شرب الكحول، والتدخين، والإصابة بمرض آخر مناعي، عوامل أخرى قد تسهم في حدوث الإصابة بالصدفية أو زيادة شدتها.
وشددت د. مهيرة، على الحاجة إلى رفع الوعي، قائلة: “يحتاج مقدمو الرعاية الصحية للمزيد من التثقيف والتدريب على التعامل مع مرض الصدفية، خاصة في مراحل الرعاية الأولية، وذلك من خلال شبكة من الأخصائيين، بما يشمل أخصائيي الجلدية والروماتيزم والأمراض النفسية، وينبغي للمرضى وعائلاتهم دعم تطوير المنظمات التي قد توفر برامج التثقيف والاستشارة والرعاية للمرضى المصابين بالصدفية”.
من جانبه، نوه الدكتور مجدي رجب، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بجامعة الإسكندرية، عن تشخيص مرض الصدفية وعلاجه: “بالنسبة للعديد من المرضى، تعتبر رحلة التشخيص طويلة ومرهقة، بما فيها من تجربة علاجات مختلفة للسيطرة على الأعراض.
وأشار إلى أن جمعية الصحة العالمية أكدت أن الكثيرين يواجهون معاناةً، يمكن تجنبها، من مرض الصدفية، بسبب عدم دقة التشخيص أو تأخره، أو اتخاذ خيارات علاجية غير ملائمة، أو عدم الحصول على الرعاية اللازمة، أو وجود صعوبات نفسية فى التعامل مع المجتمع.”
وعن أهداف العلاج، يقول: “الحصول على بشرة طبيعية هو هدف علاج الصدفية، ويعد الوصول إلى معدل استجابة على مؤشر شدة الصدفية (PASI) عند مستوى ٧٥ أو ٩٠ أو ١٠٠، مقياسًا هامًا لنجاح العلاج، وتشمل الخيارات العلاجية المتوفرة الكريمات الموضعية وحبوب تؤخذ عن طريق الفم والعلاج الضوئي، والعقاقير البيولوجية التي تعدّ أحدث أشكال العلاج وأكثرها فعالية”.
وحول تجربته الشخصية في التعايش مع مرض الصدفية والتغلب عليه؛ يقول أحد المرضي بالصدفية: “أثقلت الإصابة بالصدفية كاهلي، إذ أخوض معها معركة مستمرة منذ سنوات طويلة، لكنّ الدعم الكبير الذي وجدته من عائلتي كان العامل الأول الذي ساعدني في التغلب على العديد من التحديات، كما ساعدني في العثور على أخصائي الأمراض الجلدية المناسب والعلاج المناسب للسيطرة على المرض بدلا من أن يسيطر المرض عليّ”.
بدوره، أشاد دكتور عاصم فرج بحملة نوفارتس للأدوية التي أطلقتها تحت شعار “حياة طبيعية مع الصدفية” في منطقة الشرق الأوسط (وتحديدًا في دولة الإمارات العربية)، والتي من المنتظر اطلاقها قريبا في مصر، قائلاً: “حازت نوفارتس علي مكانة ريادية في رفع الوعي حول العديد من الأمراض الهامة، مثل الصدفية، وأطلقت حملة متكاملة مصممة لمنح الأمل وإلهام المرضى للتخلص من تحديات التعايش مع الإصابة بمرض الصدفية”.
وأكد أن هذه الحملة تعد أول مبادرة إقليمية لتفعيل دور المرضى، ومحاولة تمكين كافة المتضررين من مرض الصدفية وتشجيعهم لاتخاذ خطوات استباقية، والتغلب على تحديات المرض.