homescontents
عاممقالات

١٠ أمراض صامتة يمكن أن تنهي حياتك دون جرس إنذار

كتبت: سماح عاشور


“القاتل الصامت” عندما يشاهد أحدنا هذه الجملة فيظن أن المقصد منها هو مرض الضغط، إلا أن الأمر أكبر مما يتخيله عقلنا، فهناك نحو 10 أمراض يمكن تصنيفها تحت عبارة “قاتلًا صامتًا”، وهو ما سيوضحه الدكتور أيمن الهادي، الرئيس الأسبق لفرق الانتشار السريع المصرية.

يقول د.أيمن الهادي، إن هناك عدد من الأمراض يصعب اكتشافها والتعامل معها في الوقت المناسب، فهذه الأمراض تتميز بأعراض خفية وتمر دون أن يلاحظها أحد، لذا يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة أو الوفاة في بعض الأحيان.

ونصح الهادي، بإجراء فحوص طبية منتظمة، بحيث يمكن تفسير أي أعراض غامضة، وبالتالي تشخيص أي من هذه الأمراض القاتلة في وقت مبكر بما ينقذ حياة المريض، مشددًا على ضرورة نشر الوعي حول هذه الأمراض.

1- ارتفاع ضغط الدم

ويعتبر الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم عندما تكون قراءة ضغط الدم لديهم ٩٠/١٤٠ ملم زئبق أو أعلى، ويوجد 1 من كل 3 بالغين لديهم ارتفاع في ضغط الدم، وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

وعادة ما يرتبط ارتفاع ضغط الدم بعدة عوامل:الإجهاد، التدخين، تناول كميات كبيرة من الملح، القلق، الإفراط في شرب الكحول، نمط الحياة الخاملة والبعيدة عن ممارسة أي نشاط رياضي.

وهناك عوامل أخرى تسهم في ارتفاع ضغط الدم مثل السمنة والعوامل الوراثية، واستخدام حبوب منع الحمل أو مسكنات الألم، وأمراض الكلى وأمراض الغدة الكظرية.

وارتفاع ضغط الدم لا يقدم عادة أعراض ملحوظة، وإن كان في بعض الحالات، قد يسبب الصداع، وضيق في التنفس أو نزيف في الأنف، ولكن تحدث هذه الأعراض عند ارتفاع ضغط الدم لمعدلات عالية جدًا، وإذا لم يتم تشخيصه وعلاجه فقد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وتدهور وظائف الكلى.

والطريقة الوحيدة لتشخيص ارتفاع ضغط الدم هي قياسه بانتظام؛ إما لوحدك في المنزل أو من قبل الطبيب؛ وإذا كان القياس 140/90 مم زئبق أو أكثر، استشر طبيبك وتأكد من أن تأخذ أي دواء وفقًا لتوجيهات الطبيب.

ومن الأخطاء الشائعة هي قياس الضغط بالصيدليات، مما يؤدي للعديد من المشاكل،  حيث يتم القياس من أشخاص غير مؤهلين لذلك، كما أن شروط القياس الصحيحة لا يتم مراعاتها.

2- مرض السكري

هناك نوعان من مرض السكري، ففي النوع الأول الجسم لا ينتج تقريبًا أي أنسولين، أما النوع الثاني فيكون الجسم غير قادر على تقديم ما يكفي من الأنسولين، أو لا يمكن استخدامه بشكل صحيح، ويوجد كثير من الأشخاص مصابين بالنوع الثاني ولا يعرفون أنهم مصابين به؛ وهذا هو السبب في اعتبار مرض السكري قاتل الصامت. 

وتشمل أعراض السكر الشائعة العطش المفرط، الجوع، فقدان الوزن المفاجئ، كثرة التبول، التعب، الشفاء البطئ للجروح أو القرح أو تدهور الرؤية، إلا أن أسباب الإصابه بالسكري غير معروفة، ومع ذلك، يبدو أن الوراثة والسمنة وسوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة تلعب دورًا هاما في الإصابة بهذا المرض.

وعدم ضبط مستوي السكر بالدم يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المضاعفات الخطيرة منها؛ أمراض القلب، أمراض الكلى، وبتر الأطراف، والسكتات الدماغية، وفقدان الرؤية.

إذا كان لديك أي مخاطر للإصابة بمرض السكري أوتلاحظ أي من الأعراض الشائعة، يجب تحليل نسبة السكر في الدم بالطريقة الصحيحة، فعند تحليل نسبة السكر صائم يجب أن تكون فترة الصيام من ٦ إلى ٨ ساعات وليس أكثر من ذلك، التحليل لنسبة السكر فاطر تكون ساعتين من بدء تناول الطعام بعد التحليل الصائم.

3- سرطان عنق الرحم 

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا وسبب لوفيات السرطان في النساء، وخاصة في البلدان النامية. ويحدث هذا النوع من السرطان في خلايا عنق الرحم، وعادة لا تسبب أي أعراض خلال مراحله المبكرة. إذا لم يتم تشخيصها في الوقت المحدد، وسرعان ما ينتشر إلى المثانة والكبد والأمعاء أو الرئتين. في مراحل متأخرة يمكن للمرآة الإحساس بآلام في الحوض أو نزيف مهبلي.

ينتج سرطان عنق الرحم عن فيروس الورم الحليمي البشري، الذي ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي. وفي معظم الحالات الجهاز المناعي الطبيعي للمرأة عادة قادر على محاربة هذا المرض، ولكن بعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري قد يؤدي إلى سرطان عنق الرحم.

وتزداد الإصابة بين النساء الذين يدخنون، او النساء الذين يمارسون الجنس مع رجال متعددين، و من لديها العديد من الأطفال، ومن يعانون من زيادة الوزن، واستخدام حبوب منع الحمل لفترة طويلة أو مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.

وعادة الخلايا الطبيعية في عنق الرحم تستغرق عدة سنوات لتتحول إلى خلايا سرطانية. لذلك إذا واجهتي حتى أعراض خفيفة، استشيري طبيبك حول الحصول على اختبار مسحة عنق الرحم، فهي وسيلة فعالة في الكشف عن سرطان عنق الرحم.

4- الشريان التاجي

وهو مرض القلب الأكثر شيوعًا، و ينجم عن تراكم الترسبات في جدران الشرايين، مما يسبب ضيق الشرايين مع مرور الوقت، والذي يمكن أن يمنع تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم جزئيًا أو كليًا. وعلى مدى فترة من الزمن يمكن لأمراض الشريان التاجي أن تؤدي لإضعاف عضلة القلب، مما يؤدي إلى قصور في القلب.

وتشمل عوامل الخطر الرئيسية:”السمنة، تاريخ عائلي من أمراض القلب، سوء التغذية، التدخين وقلة النشاط البدني”. ومرض الشريان لا يسبب أي علامات فورية أو أعراض فورية ويمكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد إلى أن تصل لمرحلة الإصابة بنوبة قلبية، لذا فإنه من المهم إجراء فحوص طبية منتظمة للتشخيص في الوقت المناسب.

ويعتبر تناول نظام غذائي منخفض في ملح الطعام والدهون، وتجنب التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام وتناول الأدوية بعد استشارة الطبيب، من أهم عوامل التقليل من أمراض الشريان التاجي وأمراض القلب الأخرى.

5- مرض الكبد الدهني

وهو أحد أكثر الأمراض شيوعاً في مصر، وهو حالة يجد فيها الكبد صعوبة في تحطيم الدهون، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في أنسجة الكبد. وهناك نوعان من الكبد الدهني؛ أمراض الكبد الكحولية وأمراض الكبد الدهني غير الكحولي.

ويعد الإفراط في استهلاك الكحول هو سبب أمراض الكبد الكحولية، أما السبب الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي غير معروف حتى الآن، ولكن عادة ما يصاب به الأفراد من نفس الأسرة؛ ويوصف الكبد بالدهني عندما تكون نسبة الدهون أكثر من 10% من الكبد مع ضعف أداء الكبد ضعف في شخص لا يشرب الكحول.

وخلال المرحلة المبكرة لا يسبب المرض أي أعراض ظاهرة، ولكن مع مرور الوقت واستمرار تراكم الدهون في الكبد يمكن أن يسبب ذلك الالتهاب والندوب، وهذا يؤدي إلى شكل أكثر خطورة من المرض.

ولذا في حالة الشعور بألم خفيف أو وجع في الجانب الأيمن العلوي من البطن، فضلًا عن التعب، وفقدان الشهية والشعور المستمر بالإجهاد، يجب عمل الفحوصات للتأكد إذا كان لديك الكبد الدهني.

وتشمل عوامل الخطورة التي قد تودي للإصابة بالكبد الدهني ارتفاع الكوليسترول في الدم، والسمنة، ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، توقف التنفس أثناء النوم، وداء السكري من النوع 2، خمول الغدة الدرقية والغدة النخامية الدرقية. فإذا كنت تشك في أن يكون لديك مشكلة في الكبد، استشر طبيبك. وهناك اختبار بسيط للدم أو الموجات فوق الصوتية يمكن أن تساعد في تشخيص هذه المشكلة في مرحلة مبكرة.

6- هشاشة العظام

ترقق العظام هو المرض الذي يؤدي إلى تدهور العظام، مما يجعلها رقيقة وهشة، وهو أيضًا “المرض الصامت”، حيث تكون المراحل المبكرة من المرض صعبة الاكتشاف والتشخيص، كما يمكن لهذا المرض يصيب الإنسان في أي عمر، وإن كان أكثر شيوعًا في كبار السن. وللأسف تكون أولي علامات هذا المرض في كثير من الأحيان هي كسر في أحد العظام.

وتشمل عوامل الخطر لحدوث الهشاشة: انقطاع الطمث لدى السيدات، وجود التاريخ العائلي للإصابة بالهشاشة، سوء النظام الغذائي، عدم ممارسة الرياضة، التدخين،  بعض الأدوية كـ”الكوتيزون وأدوية التشنجات ونوبات الصرع”، والأشخاص اصحاب العظام الصغيرة و الدقيقة.

وبالتالي، إذا كنت في خطر لمرض هشاشة العظام، استشر طبيبك لعمل اختبار الكثافة المعدنية للعظام. ولمنع هشاشة العظام، يتعين عليك أن تمارس التمارين الرياضية بانتظام، وتناول الأطعمة الصحية، وخصوصا الكالسيوم، وفيتامين D، أو الأطعمة الغنية بهم، وتجنب التدخين.

7- سرطان القولون 

وهو أيضًا قاتل صامت؛ وهو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الولايات المتحدة. في كثير من الأحيان يبدأ باعتباره نمو صغير يعرف باسم ورم، ومعظم هذه الأورام الحميدة، ولكن عند تجاهلها أو تركها بدون علاج، يمكن أن تتحول بعضها لأورام سرطانية بعد بضع سنوات.

يمكن الكشف المبكر وإزالة الخلايا السرطانية في القولون في 90٪ من الحالات، ولكن المفتاح هو إجراء فحوص القولون والمستقيم على فترات منتظمة للكشف عن الأورام الحميدة وإزالتها.

على الرغم من أن سرطان القولون لا تعطي إشارات أو إنذار المبكر، ولكن إذا لاحظت المزيد من الإمساك، والإسهال، والدم في البراز والغاز غير عادي أو ألم في البطن، وفقدان الوزن غير المبرر والقيء والتعب، يجب عمل الفحوصات اللازمة.

8- سرطان الجلد 

يتطور سرطان الجلد ببطء في الطبقات العليا من الجلد بسبب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، أو في الأماكن المغلقة التي تحتوي على تلك الأشعة كالمصابيح الشمسية وأجهزة إعطاء الجلد اللون البرونزي.

وتزداد نسبة الإصابة بالمرض في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا النوع من السرطان، والجلد الفاتح الذي يتحرق بسهولة، ووجود عدد كبير من الشامات أو النمش قد يزيد خطر الإصابة، كما أن الرجال والأعمار أكثر من 40 عامًا معرضون لخطر أعلى للإصابة.

وعادة ما يظهر المرض على صورة جزء أحمر من الجلد أو ذو قشور ولا يستجيب للعلاج ولا يلتئم حتى بعد بضعة أسابيع؛ قد يكون هذا أول علامة على سرطان الجلد.

9- التهاب الكبد الوبائي 

وهو التهاب فيروسي يصيب الآلاف من الناس على مستوى العالم. وهناك أنواع مختلفة من هذا المرض، بما في ذلك التهاب الكبد A، B، C، D و E.

وينتقل التهاب الكبد A و E عن طريق تناول طعام ملوث أو مياه الشرب الملوثة. والتهاب الكبد B، C و D عن طريق نقل الدم الملوث، الاتصال الجنسي وأثناء الولادة. ويمكن أيضًا أن يكون سبب التهاب الكبد عن طريق الإفراط في استهلاك الكحول وأمراض المناعة الذاتية.

قد يكون الفيروس موجود في الجسم لعدة سنوات دون أن تسبب أي أعراض، وهذا شائع مع التهاب الكبدي سي، ومع ذلك فإنه قد يسبب أعراض مثل التعب، وآلام في العضلات، واليرقان، والبراز شاحب، وانخفاض درجة حرارة الجسم والقيء والإسهال. فإذا كان لديك أي من هذه الأعراض، استشر طبيبك لإجراء اختبار دم بسيط للتأكد من التهاب الكبد.

10- مرض شاجاس 

داء شاجاس، أو داء المثقبيات الأمريكي، هو مرض طفيلي يصيب 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم. يحدث ذلك عندما للعض من قبل حشرة معروفة باسم “التقبيل” االتي تحمل طفيل التريبانوسوما الكروزية.

في المرحلة الأولى من هذا المرض، عادة  لا توجد أي أعراض على الرغم من وجود عددًا كبيرًا من الطفيليات التي تنتشر في الدم. وفي أقل من 50% من المصابين تكون العلامة الأولى هي قرحة، حيث دخل الطفيل في الجسم، وتورم الأجفان إذا دخل الطفيل عن طريق العين، والحمى، التعب، آلام الجسم والصداع وتورم الغدد، وفقدان الشهية، والغثيان، والقيء.

عندما يصبح المرض مزمنًا، فإنه يتسبب في مشاكل عديدة في القلب والأوعية الدموية ومشاكل في الجهاز الهضمي التي يمكن أن تؤدي حتى إلى الموت. وتشمل العوامل التي تزيد من خطر إصابتك داء شاجاس المعيشة في منطقة وجود هذه الحشرات القاتلة، أو نقل الدم من شخص مصاب.

إذا كان لديك أعراض مرض شاجاس، استشر طبيبك، لإجراء اختبار دم بسيط يمكن أن يؤكد وجود الطفيليات القاتلة والعلاج في الوقت المناسب يمكن أن ينقذ حياتك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة