شددت دكتورة ولاء الأمير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، على ضرورة وقاية الأطفال تلك الفترة، حيث تنتشر النزلات المعوية، والحرص على نظافة الأكل وتطهير الأسطح التي يلامسها الأطفال، وغسل اليدين باستمرار قبل الأكل وبعده وكل فترة، لأنها أسهل طريقة لانتقال العدوى بين الأطفال، فضلًا عن الاهتمام الجيد بنظافة دورات المياه وتطهيرها بين كل طفل والآخر حتى الاخوات.
الفرق بين النزلة المعوية وتسمم الغذاء
وأكدت على أهمية تناول الأطفال أكل صحي، محذرة من الوجبات السريعة وشراء الطعام من الخارج والغير مضمون نظافته، فمعدة الطفل حساسة جدًا تلتقط الميكروب بسرعة، مشيرة إلى وجود فرق بين النزلة المعوية والتسمم الغذائي قائلة:”التسمم الغذائي لو الأكل به مشكلة جميع الأفراد يأخذوا نفس الدور، لكن النزلات المعوية الطفل بطنه حساسة لقطت الميكروب الذي لا يؤثر في الكبير بنفس القوة”.
أنواع وأعراض النزلات المعوية
وأفادت بأنه لا يوجد سن معين للنزلات المعوية، فيمكن طفل عمره أشهر يصاب بالنزلات المعوية، لكن تكثر الإصابة به بداية من سن سنتين وسن الحضانات والمدارس، وأسبابه كثيرة قد تكون فيروسية مثل الروتا أو بكتيرية مثل السالمونيلا أو طفيليات.
وذكرت أن أعراض النزلات المعوية تختلف من نوع لآخر، فمثلًا النزلات الفيروسية يصاحبها إسهال شديد ، ولا يشترط أن يصاحبه ارتفاع في درجات الحرارة وأشهرها الروتا؛ يسبب إسهال بشكل مبالغ فيه تصل إلى 7 أو 8 مرات في اليوم وسائل يشبه الماء، والطفل قد يصاب بجفاف نتيجة فقدان السوائل عن طريق الإسهال، أما العدوى البكتيرية يصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة، والطفيليات قد يصاحبها تعنية في البراز مصحوب بشعيرات بسيطة من الدم.
وقالت إن النزلة المعوية لا يشترط أن تكون إسهال فقط، ممكن إسهال وقيء، ولا يشترط أن يصاب الطفل بإسهال فقط ، يمكن يبدأ بترجيع والإسهال يأتي بعد ذلك، لافتة إلى أنه طالما توجد علامات تنبه بوجود مشكلة في معدة المعدة سواء إسهال أو ترجيع يجب على الأم أن تتوجه للطبيب.
علاج النزلات المعوية
وأضاف:”60-80% من جسم الطفل ماء، مع الاسهال يصاب بالجفاف، وحتى لا نصل لتلك المرحلة بمجرد ترجيع الطفل يأخذ دواء لوقف الترجيع، لو تكرر الترجيع اتجهي فورًا للطبيب، فلابد من حصول الطفل على علاج قوي وعلاج السبب”.
ونوهت:”لا نحبذ المضادات الحيوية خاصة في النزلات المعوية لأن المضادات الحيوية قد تسبب إسهال وترجيع للطفل، لكن هناك أنواع معينة من النزلات المعوية تحتاج مضادات حيوية والطبيب هو من يحددها”.
ولعلاج القيء الناتج عن النزلات المعوية، قالت دكتورة ولاء الأمير:”يوجد تطورات بشكل كبير في طرق العلاج، فتوجد تقنيات حديثة عبارة عن لزقة توضع على لسان الأطفال وبتركيز معين حسب وزن الطفل، ولها نفس تأثير حقنة القيئ، لمن أيضًا توجد حالات شديدة لابد أن تأخد حقن والطبيب هو من يحددها”.
وأشارت إلى أن الأمعاء يعيش بها البكتيريا النافعة والضارة، ومع إسهال الطفل ينزل من الأمعاء البكتيريا النافعة وتستمر البكتيريا الضارة والتي تزيد الإسهال، مضيفة أن البكتيريا النافعة تحسن مناعة الأمعاء، وهناك توازن بين البكتيريا الضارة والنافعة، وكلما كانت البكتيريا النافعة أكثر نحمي الامعاء من الإسهال الكتير، بالتالي يوجد أمبولات أو أكياس تؤخذ عن طريق الفم، عبارة عن مادة تشبة المياه تزود مناعة الأمعاء ومفيدة جدًا في النزلات المعوية، وهي من أحدث التقنيات ولها علاقة بتحسين مناعة الطفل.
وبالنسبة لطريقة معرفة أن الطفل يفقد سوائل كثيرة، قالت دكتورة ولاء الأمير:”الطفل حساس جدًا ولو بدأ يدخل في فقدان السوائل بمجرد لمس الجلد أعرف، فهل الجلد يرجع لقوامه الطبيعي أم لا؟ وعلى أساسه احكم هل الطفل عنده جفاف بسيط أو وسطي أو شديد.
وتابعت:”إذا كان الجفاف البسيط الأم تعود للمنزل وتتعامل مع الطفل عن طريق محلول معالجة الجفاف، وتوجد تقنيات حديثة في الصيدليات تشبة العصير إذا كان الطفل يرفض طعم محلول معالجة الجفاف، بحيث أن الطفل يتقبلها، وتعوض الناقص من جسمه، لكن يجب أن يأخذها تحت اشراف الطبيب لأنه يأخذ كمية معينة حسب وزن الطفل، ويؤخذ مع كل مرة إسهال أو ترجيع، بالتالي استخدامه مقنن.
فيروس الروتا
قالت دكتورة ولاء الأمير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إن فيروس الروتا ينشط أكثر في الجو البرد، فعدم انتظام درجات الحرارة يؤدي إلى نشاط الفيروسات، مشيرة إلى أن الروتا من الفيروسات التي نخاف منها جدًا في النزلات المعوية، لذا خصصوا له تطعيم بنفس مبدأ الوقاية خير من العلاج.
وشددت على أهمية حصول الطفل على تطعيم الروتا، ويوجد كمه نوعين؛ نوع جرعتين يؤخذ عند سن شهرين وأربعة أشهر، ونوع آخر يؤخذ عند شهرين وأربع أشهر و6 أشهر، وإذا ذهب موعد التطعيم لا يمكن إعطائه للطفل بعدها، وعلى كل الأمهات أن تهتم بسبل وقاية الأطفال من الفيروسات وحصولهم على تطعيم الروتا.
تحور الروتا
وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت حدوث تحورات في فيروس الروتا، وأن الأطفال التي حصلت على التطعيم أصيبت بالفيروس، لكن أخف وأقل كثير من غيرهم من الاطفال غير المطعمين، وهو ما أصاب الأهالي بالزعر، فأصبحنا نجري تحليل الروتا في البراز لنتأكد من إصابة الطفل من عدمه بفيروس الروتا.
وأفاد بوجود حالات لا تستجيب للعلاجات ويكون عندها إسهال شديد، ويتم حجزها في المستشفى ويتم تركيب محاليل لهم، ناصحة بالاهتمام بالوقاية ونظافة الأدوات واستخدام الأمبولات التي تحسن المناعة.