هل يسبب الجفاف احمرار بالعين؟

احمرار العين، عرض مر به الكثير من الأشخاص، ولأسباب مختلفة قد يفاجئ المرء بوجود احمرار شديد بالعين دون أن يعرف السبب في ذلك ويلجأ لاستخدام بعض القطرات من الصيدلية دون إشراف الطبيب. فما سبب احمرار العين وعلاجه؟

أشار الدكتور عمرو مدين، استشاري طب وجراحة العيون، إلى وجود مسببات للحساسية منها؛ أن بعض المرضى لديهم تحسس زائد من الأتربة، بعض النباتات، بعض الأكلات بشكل زائد عن الطبيعي، ومستقبلات الحساسية الموجودة بالعين عندما تصل إليها الرمال والأتربة تسبب حالة من الهيجان للعين نلاحظها في الاحمرار المستمر.

وأفاد بأن الحساسية مصاحب لها أعراض كثيرة منها شكوى المريض من شعوره بوجود رمل في العين، دموع زائدة بالعين، ثقل جفن العين، حساسة الضوء، ونطلق على الحساسية في شهور الربيع (من إبريل حتى يونيو) الرمد الربيعي، وهو مرض يصيب أكثر الأشخاص من المرحلة العمرية من 12-25 سنة، وقد يكتشف صدفة في الأطفال أثناء الكشف عليهم، لافتًا إلى أن مرضى الحساسية معرضين للإصابة بدرجة من درجات جفاف العين العنيفة.

وأضاف د.عمرو مدين: “دائمًا ما نسأل مريض الرمد الربيعي هل يأخذ أدوية لحساسية الجيوب الأنفية، أو أزمات تنفسية، وعلى الأغلب تكون الإجابة بنعم، وهنا نربط بين التهاب الجيوب الأنفية وأنه يعاني من حساسية مفرطة عموما للأتربة والرمال، مؤكدًا على وجود علاقة بين الرمد الربيعي وحساسية الجيوب الأنفية، كما ان الشخص الذي لديه قابلية للحساسية قد يعاني من أي نوع من الحساسية.

ونوه بأن مشكلة جفاف العين منفصلة عن الرمد الربيعي، لكن لا يمانع أن يكون مصاحب له، فبعض حالات الرمد الربيعي يصاحبها الجفاف، لافتًا إلى أن جفاف العين لا يتطلب أن يشعر المريض بأن عينه جافة، فقد يكون المريض عينه تدمع بشكل زائد عن الطبيعي وتصنف درجة شديدة من درجات الجفاف.

وأضاف أن الجفاف يعني أن طبقة الدموع المحتفظة بها العين قلت أو غير موجودة، نتيجة نقص إفراز الدموع من الغدة الدمعية فيشعر المريض بجفاف في العين، أو قد تكون القناة الدمعية نفسها بها مشكلة فلا تتصرف الدموع، فالمريض عينه باستمرار تدمع، لأن المجرى الطبيعي للدموع أن تنزل في القناة الدمعية، ولأن القناة الدمعية بها مشكلة وانسداد، ونلاحظ تلك الشكوي خاصة في الأطفال ما بين عمر شهر وعام.

وأفاد بأن درجات الجفاف كثيرة، وكل درجة لها طريقة علاج معينة تناسب المريض ولا تناسب الآخر، أي أنها ليست مشكلة سهلة، لذا بمجرد شعور المريض بأعراض الجفاف عليه أن يتوجه للطبيب ليحصل على العلاج المناسب.

وحذر من خطورة إهمال علاج الجفاف، لأن ترك المشكلة لفترة طويلة سيعقد العلاج، وستكون تكلفة العلاج كبيرة، وتأخذ فترة طويلة، لكن الأفضل علاج الجفاف في بدايته.