نزيف الجهاز الهضمي.. الأسباب والتشخيص والعلاج
كتبت: سماح عاشور
نزيف الجهاز الهضمي من الأمور الخطيرة التي تستدعي التوجه للطبيب فورًا لمعرفة السبب وعلاجه، سواء كان نزيف ظاهر في صورة قيء دموي أو براز دموي، أو في صورة نزيف خفي يحدده الطبيب من خلال بعض الفحوصات والتحاليل.
أسباب نزيف الجهاز الهضمي
قال الدكتور أحمد سمير أبو حليمة، إن أسباب نزيف الجهاز الهضمي كثيرة أهمها قرح الجهاز الهضمي سواء قرح المعدة أو المريء أو الإثنى عشر أو القولون أو الأمعاء الدقيقة، وهناك أمراض تسبب القرح مثل التهاب القولون التقرحي، البكتيريا الحلزونية، قرح المعدة، أو التهابات ميكروبية مختلفة وفطريات، التهابات مناعية، بعض الأدوية خاصة المسكنات المضادة للالتهاب، وكذلك التعرض للإشعاع، وقصور الدورة الدموية للجهاز الهضمي، والأورام أيضًا قد تكون سببًا لنزيف الجهاز الهضمي، فيتم استئصاله وتنتهي المشكلة.
تشخيص نزيف الجهاز الهضمي
وعن كيفية التعامل مع نزيف الجهاز الهضمي، أشار أبوحليمة، إلى أنه في حالة النزيف الظاهر يجب التوجه للمستشفى فورًا، حيث يتم فحص المريض ومعرفة التاريخ المرضي ويحصل على أدوية مضادة للنزيف ثم يجري منظار، لكن في حالة وجود تجمع دموي يتم إجراء غسيل دموي ثم المنظار، لو نزيف شرجي يأخذ ملينات لتنظيف القولون من البراز ثم منظار.
وتابع:” في حالة النزيف الخفي، لابد من إجراء تحليل صورة دم، فإذا كشف عن وجود أنيميا نقص حديد يتم إجراء دراسة حديد، وتحليل براز لمعرفة كرات الدم الحمراء، أو تحليل دم خفي بالبراز ومزرعة براز ودلالات أورام”.
وأفاد أن بداية تشخيص نزيف الجهاز الهضمي من خلال منظار المعدة ومنظار القولون، لافتًا إلى أن النزيف طالما لا يوجد سبب داخلي يكون نزف خفي من الجهاز الهضمي سواء نتيجة تقرحات أو أورام، وفي حالة إجراء المنظار المعدة ولم يصل لسبب، يتم إجراء منظار أمعاء دقيقة عن طريق الفم وفحصها، فإذا لم يصل لسبب النزف، يوجد تقنية حديثة هي كبسولة الأمعاء الدقيقة وهي تشبه كبسولة الفيتامين ولكن بها كاميرا وجهاز لاسلكي، بمجرد تناولها تنزل في الجهاز الهضمي ووضع جهاز اللاسلكي على بطن المريض فتصور الكبسولة كل ما في المعدة لمعرفة سبب النزف الخفي والتي قد تكون وحمات دموية أو ورم خفي في الأمعاء الدقيقة.
علاج نزيف الجهاز الهضمي
واستطرد:”بداية العلاج إجراء منظار عن طرق الفم لمعرفة سبب النزيف سواء كان المعدة أو الإثني عشر، ولا يستغرق الفحص أكثر من عدة دقائق، فإذا كان السبب نزيف دوالي مريء أو معدة يتم العلاج من خلال الحقن أو ربط دوالي مع المتابعة المستمرة مع الطبيب، وإذا كانت قرحة نازفة يتم وضع كلبسات معدنية داخلها عن طريق المنظار وقفل الشريان النازف، أو الكي بالأرجون وهو عبارة عن غاز بجهاز معين لكوي القرحة فيتوقف النزيف، أو حقن مادة أدرينالين فتعمل على انقباض الأوعية الدموية فيتوقف النزيف لكن هذا إجراء مؤقت.
وأشار إلى أن هناك أدوية تعمل على وقف النزيف لكن المهم علاج السبب، وإذا لم تقبل القرحة العلاج بالمنظار أو الأدويى يتم التدخل الجراحي واستئصال الجزء النازف، أما إذا كان النزف شديد يتم إجراء أشعة مقطعية على الشرايين لمعرفة مكان النزف وسده، مشددًا على أهمية علاج القرح وعدم إهمالها لأنها قد تتحول إلى قرح نازفة مزمنة تسبب تآكل جدار المعدة.