قال الدكتور علاء غيث، أستاذ ورئيس قسم العيون بكلية طب جامعة الإسكندرية، إن القرنية المخروطية تعني أن القرنية فقدت استدارتها أو انتظام الاستدارة وحدث بها بروز للأمام، بالتالي القرنية المخروطية تكون بروز زيادة في القرنية وقلة في السماكة.
وأضاف أنه لا يوجد سبب محدد للإصابة بالقرنية المخروطية، لكن قد يكون لها علاقة بالرمد الربيعي مع الحك الشديد للعين لفترات طويلة، فهناك علاقة بين دعك العين لمدد طويلة وبروز القرنية، أما السبب الثاني جزء منه وراثي، وقد تحدث القرنية المخروطية بدون اسباب.
وأوضح أن القرنية المخروطية تبدأ بسيطة في عين واحدة ثم تظهر في العين الثانية، ومن ثم هو مرض يصيب العينين لكن تكون واحدة متقدمة عن الأخرى، والمريض لا يعرف أنه يعاني من مشكلة إلا بالصدفة أثناء زيارة الطبيب لإجراء فحوصات أو إحدى عمليات تصحيح الإبصار.
وتابع:”أشهر أعراض القرنية المخروطية شعور المريض بعدم الراحة في النظارة وحاجته لتغييرها باستمرار وبشكل متكرر، وبإجراء فحص القرنية نكتشف الإصابة بالقرنية المخروطية”، مشيرًا إلى أن القرنية المخروطية تنقسم لـ4 درجات تتدرج من بسيطة لمتوسطة لمتقدمة لحالة متأخرة.
وأضاف:”في الحالات البسيطة ممكن تكتفي بارتداء النظارة الطبية أو العدسات اللاصقة الصلبة تكفي، والعدسات أفضل، وفي المراحل المتقدمة نتدخل جراحيًا مثل زرع الحلقات داخل القرنية، وفي المراحل المتأخرة نجري عملية ترقيع القرنية”.
واستطرد:”في بعض الحالات يمكن وضع عدسات داخل العين وهم قلة، وأشهر علاج هو العدسات اللاصقة الصلبة والترقيع، لكن الحلقات لها شروط لتحقق نتيجة جيدة، كما أن زرع الحلقات يحسن الرؤية لكن لا يجعلها 100% والمريض يحتاج بعدها نظارة أو عدسات.
وأكد أن العدسات يجب أن تكون صلبة لا تتثني حتى يمكنها تغيير شكل القرنية، فالقرنية تأخذ شكل العدسة وليس العكس، وفي البداية يشعر المريض بوجودها لمدة أسبوع أو 10 أيام، ثم يعتاد عليها ولا يشعر بها خاصة إذا كان المقاس مضبوط ، لكن يحذر النوم بها ويتم تنظيفها بمحاليل معينة أو يمكن وضعها في المحاليل العادية للعدسات التجميلية.
وأوضح أن العدسات الصلبة تحسن الرؤية طالما المريض يرتديها وليس لها علاقة بالمريض، وبمجرد خلعها عدسة العين تأخذ شكل المخروط ثانية، بالتالي المرض لا يتحسن أو يعالج من خلال العدسات الصلبة.
ولفت إلى أن علاج القرنية المخروطية يتن في طريقين متوازيين، الأول نتأكد أن المرض وقف لا يتطور، والثاني تصليح النظر سواء عن طريق نظارة أو عدسات أو حلقات أو ترقيع القرنية، مشيرًا إلى أن ثبات المرض يعني التأكد من أن المرض ثبت حتى لا يتدهور النظر، فإذا كان المريض أقل من 30 سنة عادة يجري تثبيت قرنية، وهي عملية بسيطة ومشاكلها قليلة تثبت القرنية المخروطية ولا تزيد، لكن لابد من إجرائها بدقة.
واستكمل:”القرنية المخروطية عادة تظهر في سن صغير في فترة المراهقة أو العشرينات، ومعظم الأطباء متوقعين إجراء تثبيت قرنية فور اكتشافها، لكن إذا كان المريض فوق الـ35 ننصحه بالانتظار مع المتابعة فنجري فحص قرنية وبعد 6 شهور نجري فحص آخر لنعرف مدى التدهور في الحالة، وغالبًا التدهور يكون بسيط، فالقرنية المخروطية تتدهور ببطء، وحتى لا يساء الفهم بأن النظر سيقل قي حالة عدم إجراء تثبيت قرنية، فلا يمكن إجراء تثبيت لمرض ثابت، فقط نتابع العين السليمة لحين ظهور علامات عليها فنجري التثبيت.
وأوضح أنه إذا كانت القرنية المخروطية في العينين، نجري تثبيت في العينين، لكن إذا كانت في عين واحدة نعمل العين الموجود بها القرنية المخروطية فقط.