ما هو مرض فصام الشخصية وهل له علاج؟

كتبت: سماح عاشور

“الفصام ليس انفصامًا في الشخصية كما يعتقد الكثيرين، لكنه أحد الأمراض الدماغية لا يستطيع الشخص المصاب به التمييز بين الواقع الخيال” هذا ما أكده الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، موضحًا أن كل الأمراض النفسية تنبع من خلل في الدوائر العصبية والتوصيلات في أماكن معنية بالدماغ مسببة وساوس واضطرابات في العاطفة وقلق.

وقال عكاشة، إن الفصام مرض يؤثر في سلوك الإنسان وتفكيره، ويعتقد في أمور خاطئة تسمى ضلالات، ويمكن أن يفكر بشكل بعيد عن المألوف، وذلك نتيجة عوامل وراثية وبيئية، إضافة إلى وجود خلل في التوصيلات الكهربائية للدماغ، لذلك تم تغيير مسمى المرض في اليابان إلى اضطراب التكامل العصبي، واصبح اسمه في أمريكا اضطراب التواصل للدوائر العصبية، كما أطلقت عليه كوريا الجنوبية اضطراب التناغم العصبي،  مما قلل وصمة المرض بنسبة 40%.

وأضاف أن أحد الأسباب الرئيسية للفصام وجود خلل في التوصيلات العصبية في بعض المراكز في الدماغ، مع بعض اضطربات في الموصلات العصبية لها، وأعراضه تتمثل في اضطراب في التفكير والعواطف والسلوك والشخصية، مما يؤدي إلى ابتعاد الإنسان عن العالم الواقعي ويعيش في العالم الخيالي، وإن لم يعالج يؤدي لتأخر لكل الأحوال الشخصية للمريض.

وأشار إلى عدم وجود علاج للأمراض النفسية في الماضي سوى الإيداع في ف مستشفى الأمراض العقلية طوال العمر، لكن الآن يوجد علاج سواء علاج نفسي أو سلوكي أو دوائي أو تنظيم إيقاع المخ، مضيفًا أن العلاج بدأ بحبوب ثم نقط ثم حقن في العضل كل أسبوع ثم حقنة كل أسبوعين، ثم حقنة كل 3 سابيع ثم كل شهر، وأصبح العلاج الآن حقنة كل 3 شهور.

وأكد أنه لا يوجد علاج أفضل من الآخر، لكن من أهم أسباب النكاسات والانتحار والعنف ودخول المستشفى هو عدم الامتثال للدواء، خاصة أن مع الحبوب نسبة الدواء في الدم تزيد ومع عدم الانتظام تقل وهكذا، لكن العلاج الأمثل أن يكون المستوى في الدم واحد، ولا تتاح الفرصة إلا بحقن طويلة المدى وكان ذلك ثورة في الطب النفسي، لأنه كلما زاد الامتثال تحسن نقص النكاسات والعنف والانتحار ودخول المستشفى، مؤكدًا أن الحقنة كل 3 شهور تساعد المرضى على الامتثال للعلاج.

وتابع:”أكدت الأبحاث أن غالبية الأمراض النفسية لها مدة في العلاج سواء كان في النوبة الأولى أو الثانية أو تتكرر النوبات، وتمكن المرضى الآن من أن يحيوا حياة طبيعية أو يعملوا ويتزوجوا بعد أن كان ذلك مستحيلًا في الماضي”

Exit mobile version