لقاح جديد يمنع عودة سرطان الجلد

أظهر لقاح جديد توصل إليه مجموعة من الباحثين نتائج واعدة في منع عودة سرطان الورم الميلاني، وهو نوع من سرطان الجلد، حيث ظل الذين تلقوا اللقاح إلى جانب دواء للعلاج المناعي خالين من السرطان بعد 18 شهرًا أكثر من المرضى الذين لم يتلقوا اللقاح.

واللقاح مصمم خصيصاً لاستهداف الطفرات داخل ورم المريض قد تمنع إعادة نموه، مما سيمثل محطة رئيسية في تاريخ علاجات السرطان.ويمكن أن يُضاف اللقاح أيضًا إلى قائمة متزايدة من الأدوية، المعروفة باسم العلاجات المناعية، التي تُستخدم لتعزيز جهاز المناعة في محاربة السرطان.

وتهدف لقاحات السرطان إلى تعليم الخلايا التائية للجهاز المناعي كيفية مهاجمة الورم عن طريق تعريضها لبروتين أو مستضد يخرج من خلية سرطانية، لكن معظم اللقاحات لم تعمل بشكل جيد حتى الآن لأن نفس المستضدات الموجودة في الأورام تظهر أيضًا في الخلايا الطبيعية.

وفي أوائل عام 2010، مع انخفاض تكاليف تسلسل الحمض النووي، تحول بعض العلماء بدلاً من ذلك إلى تحديد تسلسل الطفرات في ورم المريض، ثم صنع لقاح لتوصيل عدد قليل من البروتينات الطافرة المقابلة، والمعروفة باسم المستضدات الجديدة، والتي توجد فقط في الخلايا السرطانية.

وأظهرت العديد من التجارب الصغيرة التي نُشرت منذ عام 2015 من قبل فريق أوت وآخرين أن لقاحات المستضدات الجديدة يمكن أن تحفز الخلايا التائية الخاصة باللقاح في المرضى الذين يعانون من أورام صلبة مثل سرطان الجلد والقولون والرئة وسرطان الدماغ.

كما أجرت شركتا “موديرنا” و”ميرك” تجربة عشوائية للمرضى الذين يعانون من سرطان الجلد المتقدم الذي انتشر إلى العقد الليمفاوية وأحيانًا مواقع أخرى، ولكن تمت إزالته جراحيًا، وحصل جميع المرضى على نوع من الأدوية، يُعرف باسم مثبط نقطة التفتيش، والذي يمنع بروتينًا مهمًا من تمكين الأورام من التهرب من الخلايا التائية.

وحصل ثلثا المرضى أيضًا على حقن لقاح كل 3 أسابيع لمدة 4 أشهر تقريبًا، قام لقاح السرطان بإيصال الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) ملفوفًا في جزيئات نانوية دهنية إلى الخلايا، وطلب منهم صنع بروتينات، بلغت 34 من المستضدات الورمية الجديدة لكل مريض.

واحدثت النتائج ضجة عندما تم الإعلان عنها في ديسمبر 2022، عندما أكدوا أن المرضى الذين يتلقون اللقاح كانوا أقل عرضة للوفاة أو تكرار الإصابة بالسرطان بنسبة 44%.

يقول جيفري ويبر من مركز بيرلماتر للسرطان بجامعة نيويورك، الباحث الرئيسي في التجربة: “تعطي هذه البيانات إشارة مشجعة للغاية”.

Exit mobile version