تحدثت الدكتورة إسراء السعيد، استشاري جراحات الفم والأسنان، عن دور التكنولوجيا في مجال طب الأسنان، مؤكدة أنها دخلت في كل مجالات الحياة ومن ضمنها وأهمها طب الأسنان، فالتكنولوجيا دخلت في كل فروع طب الأسنان، وكل شيء في طب الأسنان يمكن إجرائه الآن من خلال طريقين إما كمبيوتر أو مانوال حتى حشوات الأسنان.
وأوضحت:” كان التكنيك المانوال هو تنظيف الضرس ووضع حشوة والجسم يتقبلها ولا تسبب مشاكل بالضرس وهذا النوع العادي، في السابق كنا نضع حشوة بلاتين معدن، الآن دخلنا في الحشو الكمبيوتر فيتم تنظيف الضرس جيدًا ونصور كاد كام، ثم يظهر شكل الضرس على الكمبيوتر ونصمم بناء عليه شكل الحشوة، وتخرج بنتيجة مطابقة تنزل في التجويف وبعدما تنتهي من التصميم نتجه للمخرطة لخرط الحشوة من خلال الكمبيوتر أيضًا، بالتالي أصبح لدينا حشوة قوية جدًا عن الحشوات العادية ثابتة في مكانها لا تتحرك أبدًا.
أطقم الأسنان
وتابعت:”أطقم الأسنان أيضًا يمكن إجرائها الآن بالكمبيوتر، فناخذ المقاس ونصور المريض بطريقة معينة من خلال كاميرا ديجيتال تمرر المعلومات للكمبيوتر، وهو يقوم بالخطوات ثم تعطي أوردر لخرط الطقم، كل ذلك ينتهي خلال يوم”، مشيرة إلى أن التكنولوجيا غذت طب الأسنان بدرجة جميلة لكنها مخيفة، فالمريض مرتاح وخطوات قليلة وتسلم في أسرع وقت بدقة أعلى عن اليدوي، في طفرة حقيقية واضحة.
الأشعة المقطعية
وأفادت دكتورة إسراء السعيد، بأن الأشعة المقطعية مهمة جدًا في الكشف وتحديد الخطة العلاجية للمريض، ولا يمكن تعويضها بأشعة بانوراما، وإذا أخبر الطبيب المريض بعدم أهميتها فيرجع ذلك إلى أنه إما مجبر على ذلك، أو لأنه لا يمتلك الجهاز، أو لا يوجد مركز قريب منه لإجرائها، وقد تكون ماديات المريض لا تسمح بإجرائها.
وأشارت إلى أن الأشعة المقطعية مهمة في 5 حالات التركيب أو التغيير لمعرفة وضع الأسنان داخل العظم، وفي حالات الحوادث والخبطات، الأورام، لخلخة الأسنان، هشاشة العظام، لكن في بعض حالات تنظيف اللثة قد لا نجري أشعة مقطعية في البداية وكذلك بعض حالات التقويم، لكن في 90% من الحالات نحتاج إليها.
وأوضحت أن الأشعة المقطعية تبين كثافة العظم، وأثناء زراعة العظم تخبرنا بنسبة الهشاشة، وهذا يساعد في اختيار التكنيك الذي يستخدمه الطبيب، كما أنها قد تساعد في اكتشاف مشكلات تعيق الزراعة، وهو ما يحدث بنسبة كبيرة جدًا، فالمريض الذي يزرع غالبًا يعاني من أكثر من مشكلة فتكون حالة العظم غير جيدة لأنه خالع أسنانه منذ فترة طويلة، لديه أسنان مكسورة أو بها تسوس، بالتالي الوضع العام للفم ليس جيد، فهو وصل لهذه المرحلة نتيجة تراخي شديد لسنوات طويلة، ومع إجراء الأشعة المقطعية توضح لنا أمور عديدة، فقد نكتشف ضرس مدفون، أكياس بالأسنان، خراج، وكل هذا دون أي أعراض والمريض لا يشعر بأي ألم، وفي حال تمت الزراعة بدون إجراء أشعة مقطعية ستتم في مكان غير نظيف لأن الخراج فيه صديد وبكتيريا، مما يؤدي لفشل الزرعة ورفض الجسم لها، فلابد أن يكون مكان الزراعة والمكان قبله وبعده نظيف تمامًا.
وتابعت:”أول خطوة في العلاج ننظف عصب الجذر المسبب للخراج ونعطي أدوية ونتأكد أن الخراج بدأ يجمع ويلم، ثم ندخل في خطوة الزراعة بعدما تأكدنا من أن المكان معقم ونظيف” لافتة إلى أن وجود خراج تحت السنة ليس سبب كافي لخلعه، وتنظيف الخراج له أدوات معينة كلها تقاس بالكمبيوتر، فنقيس الطول بالكمبيوتر وننظف القنوات بالليزر.
الكاد كام
وتطرقت دكتورة إسراء السعيد، للحديث عن تقنية الكاد كام، قائلة:”الكاد كام تعني كاميرا ثلاثية الأبعاد فتعطي لنا البعد الثالث، وتمكنا من تصوير كل جوانب السنة أو الضرس، والتصوير ثلاثي الأبعاد يكون مميز بخلاف المقاس العادي والذي يكشف الأسطح الظاهرة فقط، لكن الكاد كام تحقق البعد الثالث، بالتالي دقة أكبر في النتائج، فنجد على سبيل المثال الطربوش داخل في مكانه بالضبط قافل لا يفوت أكل ولا يسبب رائحة ولا يترك فراغ بين الضرس بجانبه، أي مستوى دقة عالى جدًا عن المقاسات العجينة.
واستطردت:”الكاد كام كاميرا تدخل فم المريض ونوصلها بالكمبيوتر الذي يجلس عليه فني أو الطبيب، وينفذ تصميم الطربوش أو السنة أو الطقم أو ما يريد تنفيذه، ويراها على وجه المريض ويتأكد من العضة على الكمبيوتر، ويعمل بروفة على الكمبيوتر ويحدد مدى مناسبة اللون وباقي التفاصيل، ثم يعطي أوردر للمخرطة يخرط الطربوش، ثم يدخلها الفرن تتلمع، ثم تصل للمريض؟
وأفادت:”كل هذا ينطبق أيضًا على الأطقم، فأنواع الأطقم الآن يمكن تصميمها ثري دي على الكمبيوتر، ونطابق العضة ونرى الشكل العام، ثم نخرط الطقم ويتلمع في نفس الخطوات”.
الليزر وتجميل الأسنان
أكدت دكتورة إسراء السعيد، أن الليزر يحتل مكانة كبيرة في مجال تجميل الأسنان، ويوجد منه أنواع سوفت وهارد، السوفت نستخدمه أكثر في تعقيم قناة أو مكان للعصب به خراج، أو إزالة تصبغات اللثة، ويمكن استخدامه في تجميل اللثة ورسمها ونحتها، وبشكل عام السوفت ليزر يستخدم في أنسجة رخوة.
وأضافت:”أما الهارد ليزر من الأشياء القليلة جدًا في العالم، ولا نستخدمه كتيرًا، وهما من الطفرات الجيدة في طب الأسنان والتي أثرت في التجميل”.
