
قال الدكتور أشرف حسن سليمان، استشاري طب وجراحات العيون، إن جراحات المياه البيضاء من العمليات السهلة جدًا الآن، فتتم خلال 5-10 دقائق، ويستطيع المريض أن يمارس حياته بعدها بـ24 ساعة، ويعود لعمله في غضون 4-5 أيام، تجنبًا لحدوث أى عدوى.
واستعرض دكتور أشرف سليمان، التطور في علاج المياه البيضاء، قائلًا:” في الماضي كانت عملية المياه البيضاء عبارة عن جراحة نفتح خلالها فتحة كبيرة، ومع التطور التكنولوجي أصبحنا نستخدم جهاز موجات فوق الصوتية لتفتيت المياه البيضاء لقطع صغيرة وبواسطة الجهاز يتم سحبها، ولكن التطور طال أنواع العدسات التي تزرع داخل العين لتصحيح الإبصار في عملية المياه البيضاء، فيمكن تصحيح النظر أثناء العملية، فتوجد نوعية عدسات تصلح للمسافات البعيدة فقط ويرتدي المريض نظارة في القريب، أو عدسات تصلح الاستجماتيزم وتسمى العدسات الانكسارية، ويوجد نوع آخر من العدسات تصلح المسافات البعيدة والقريبة، ومع التقدم التكنولوجي أصبحنا نفتح فتحات صغيرة والمريض يتعافي بسرعة ولا يعتمد على النظارة.
وتطرق دكتور أشرف سليمان إلى طريقة علاج المياه البيضاء قائلًا:”إذا كانت المياه البيضاء كثيفة جهاز الموجات الصوتية لا يستطع تفتيتها وهنا تتحول لعملية جراحية، لذا كلما كان التعامل مع المياه البيضاء مبكرًا كانت النتائج أفضل.
وأكد أهمية فحص الخلايا المبطنة لسطح القرنية الخلفي قبل إجراء العملية وأثناء أخذ مقاس عدسة العين، لأن جهاز الألتراساوند يخرج منه سخونة إذا كانت الخلايا المبطنة قليلة لا تتحمل السخونة ويحدث بها اتلاف، لذلك على الجراح أن يستعد لتبطين سطح القرنية بمحاليل معينة، وينبه المريض بإمكانية استخدام جهاز الفيمتوكتاركت لتقليل كمية الألتراساوند.
وتحدث استشاري طب وجراحة العيون أيضًا عن أنواع العدسات، موضحًا أنها تعتمد على اختيار المريض وأسلوب حياته، فإذا كانت سيدة ربة منزل يمكن زرع عدسات تصلح للمسافات البعيدة والقريبة، أما الحالات التي تعاني من الاستجماتيزم يوجد نوع عدسات تصحح الاستجماتيزم، بالتالي لابد من النقاش مع المريض ومعرفة احتياجاته لنقرر نوع العدسة سواء عدسات تصلح للمسافات البعيدة والمريض يرتدي نظارة لرؤية كل ما هو قريب، ومن المهم أيضًا معرفة إذا كانت الحالة تعاني من أي امراض لأن مرضى اعتلال الشبكية السكري، ومرضى القرنية المخروطية لا تصلح لهم العدسات الانكسارية في حالات المياه البيضاء، ولا العدسات التي تصلح للمسافات البعيدة والقريبة.
ونصح مرضى السكر بضبط السكر وإجراء تحليل السكر التراكمي كل 3 شهور، والفحص الدوري عند طبيب العيون، وإجراء أشعات مقطعية على مركز الإبصار لنطمئن أنه لا يوجد اعتلال سكري، لأنه قد يكون مصاب بمياه بيضاء أو اعتلال سكري دون أن يدري، وإذا كانت المياه البيضاء معها اعتلال في هذه الحالة يحتاج المريض لمواد كيميائية معينة تتحقن مع عملية المياه البيضاء تقلل الارتشاح أو نعالجه الأول ثم تجري عملية المياه البيضاء.
وأكد دكتور أشرف حسن سليمان، أن كل مريض يعاني من وجود مياه بيضاء طالما مازال يرى يمكنه إجراء العملية، لكن بعض المرضى تخاف من العملية أو سنهم كبير، وهنا نطمئنهم بأن العملية تتم في 5-10 دقائق ببنج موضعي أحيانًا قطرة ويتعافي خلال 24 ساعة، لكن لو ترك نفسه لمخاوفه، تزيد كثافة المياه ويضطر الدكتور لاستخدام جهاز موجات فوق صوتية بصورة أكبر مما يعرض قرنية العين لسخونة جهاز الموجات فوق الصوتية، بالتالي تأخير العملية ليس في مصلحة المريض خاصة إذا كانت مؤثرة على جودة الإبصار.
وتابع:”في حالة ارتفاع كثافة المياه البيضاء تؤثر على ضغط العين والذي يؤثر بدوره على العصب البصري، وتتحول المياه البيضاء لمياه زرقاء”، مشيرًا إلى أن ترك المياه البيضاء فترة طويلة يجعل الجراح معرض لمخاطرة أثناء العملية فعدسة العين نتيجة كثرة المياه قد يحدث قطع في كبسولة العين الخلفية أو لخلخة في أربطة عدسة العين.
الاعتلال السكري في الشبكية يعني بيكون في رشح في مركز النظر، اى النقطة اللى بتتجمع فيها الصورة فلو مركز النطر حصل فيه رشح الصورة مش تتجمع لابد من علاجه عشان مش يفصل الخلايا الحسية عن أنها تتغذي من الدم، عشان كده الفحص الدوري مهم لمرضى السكر وعمل اشعات مقطعية على مركز الابصار عشان نطمئن مفيش اعتلال سكري.
وأكد أن العملية تتم من 5-10 دقائق، وبعض الحالات تستدعي استخدام جهاز فيمتو كتاركت لنقلل الحرارة الصادرة من الموجات فوق الصوتية، فنقطع الكبسولة الأمامية للعين بالليزر، خاصة في حالة العدسات متعددة البؤر، لافتًا إلى أن المريض يمارس حياته بعد 24 ساعة، ويخلع غطاء العين يوم العملية ليلًا، ويعود لعمله بعد 4-5 أيام للبعد عن أي مخاطرة وأي عدوى، مع الالتزام باستخدام القطرات التي وصفها الطبيب، ويفضل الفصل بين كل قطرة والأخرى ربع ساعة حتى لا تفسد القطرات من بعض، ويرتدى المريض نظارة للقراءة بعدها بأسبوع.
وقال الدكتور أشرف حسن سليمان، أن العملية تتم من خلال فتحات صغيرة للعين 2 مل، بالتالي هي آمنة تمامًا لكن وجب علينا الاحتياط بالبعد عن الأتربة، والالتزام بالقطرات لأنها وقاية، والمضادات الحيوية بعد العملية والكورتيزون والملطفات التي تغسل العين باستمرار تمنع أي نوع من الأتربة تلزق على سطح القرنية.
وأوضح أن الجفاف يؤثر على جودة الرؤية بعد العملية، لذلك نجري تقييم لوضع الجفاف ونعالجه بقطرات ملطفة تغسل القرنية وتحافظ على طبقة الدموع، والمريض يرى جودة الإبصار من خلال العدسات المزروعة، مشيرًا إلى أن 90% من حالات المياه البيضاء يمكن إجراء تصحيح الإبصار فيها ويشمل ليزر وزراعة العدسات، فيمكن أن نصلح النظر في المسافات البعيدة والقريبة والاستجماتيزم عن طريق أنواع العدسات.