علاقة الدوار بمشاكل الأذن.. لماذا تشعر بدوخة أثناء ركوب وسائل المواصلات؟
قال الدكتور حسام البصراني، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب القصر العيني، إن الدوخة مصطلح غير دقيق يستخدمه البعض لوصف أعراض مثل أن يقول الشخص أن رأسه ثقيلة والعكس رأسه خفيفة، وقد يصف شخص ثالت الأمر بمصطلح “أطوح، مش ماسك نفسي، الأرض مش ثابتة”.
وأضاف أن الدوار مصطلح أكثر دقة، أي حركة دائرية وهي في الحقيقة حركة غير حقيقية، لأن الشخص لا يدور أو من حوله، لكنه انطباع فيشعر الشخص أنه يلف أو الأشياء من حوله تدور أو الاثنين معًا، مشيرًا إلى أن البعض يشعر بعد استخدام لعبة معينة في الملاهي بدوار وعدم اتزان ناتج عن فرق السرعة بين كتلة الجسم، وكتلة السائل الموجود في جهاز الأذن الداخلية، وهذا يعطي الانطباع الكاذب أو الغير حقيقي بالدوار.
أوضح أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، أن الدوخة ليست مرض إنما عرض قد يكون عرض طبيعي أو مؤشر لمرض إذا صاحبها أعراض أخرى، مشيرًا إلى أن الشخص يضبط اتزانه من خلال مستقبلات حسية أعضاء مسئولة تعطي معلومات للجهاز العصبي للمخ عن وضع الجسم.
وأضاف أن الأذن الداخلية هي المسئولة عن الاتزان، لأن 90% من الشعب المصري يعتقدون أن الأذن الوسطى هي المسئولة عن الإتزان لكنها ليست عضو إتزان، لافتًا إلى أن الأذن الداخلية عبارة عن شقين؛ قوقعة مسئولة عن سمع، وجزء آخر مسئول عن الاتزان، حيث توجد 3 قنوات متعامدة مع بعض تسمى القنوات الهلالية وتجوفين بجوارها، السائل الموجود بداخلهم يتحرك بشكل معين، بحيث يعطي معلومة عبر الأعصاب للمخ.
وتابع أن الأعصاب السارية من القدم، تأخذ معلومة من المفاصل والعضلات وتوصلها للمخ، وكذلك العين تلتقط الصورة وتوصلها للمخ فيتعرف على الأشياء، زائد الجلد في أسفل القدمين، لذا مريض السكر لديه التهابات طرفية هذا المريض يشعر بالدوخة أثناء السير أو الوقوف.
وأكد أن العين والأذن الداخلية، مفاصل العضلات زائد الجلد مهمين جدًا للمعلومة الصحيحة للمخ وجهاز الإتزان تحديدًا المخيخ والنخاع المستطيلي.
دوار الحركة والدوار المزمن
قال الدكتور حسام البصراني، إنه لا يوجد وجه مقارنة بين دوار الحركة والدوار المزمن، فدوار الحركة قد يكون دوار مزمن ويمكن أن يكون دوار حاد، لافتًا إلى أن دوار الحركة هو الدوار الذي يصيب البعض أثناء ركوب وسيلة مواصلات، خاصة لو كان المريض عنده قابلية واستعداد وراثي أو جيني لأن يصيبه هذا الدوار، والذي ينتج بسبب أن المخ يحدث به نوع من الخلل واللخبطة عندما تصل إليه بعض المعلومات بشكل متضارب، فالمريض يشعر بغثيان دوخة وميل للقيء.
وأوضح أن دوار الحركة يزيد إذا كان الشخص يجلس في كرسي خلفي، لأنه ينظر إلى شباك جانبي يرى أشياء متعاقبة، بعكس إذا كان يجلس في الكرسي الأمامي فإنه يرى الأفق، أشياء بعيدة فلا يوجد تعاقب للحركة، لكنه إذا نظر للجنب قد يشعر بدوخة، مضيفًا أن الدوخة تزيد أيضًا إذا بدأ الشخص بالقراءة أو نظر في كمبيوتر أو موبايل، أو فيديو جيمز، وكلها أمور تجعل الشخص عرضة للدوخة.
وأشار إلى وجود نوع آخر من الدوار يسمى الدوار الوضعي، ويعني أن الشخص يشعر بالدوار وهو ثابت واستعد للحركة، فمثلًا الشخص الجالس في السرير ويتقلب، أو هم بالوقوف، ينظر فجأة للأعلى أو لأسفل، أحيانًا تلك الوضعيات تثير نوع من الدوار يسمى الدوار الوضعي يستمر حوالي 30 ثانية، نتيجة وضع الرأس في أوضاع معينة، وذلك لأن السائل الموجود بالأذن الداخلية به بعض الرواسب وقعت في السائل فسقطت في مكان غير مكانها، فهذا يحتاج نعيد الواسب لمكانها الطبيعي بتمارين معينة للأذن.
وأفاد بأن الشخص الجالس إذا وقف فجأة قد يشعر بهبوط أو شحوب أو السواد للحظات، ويسمى ذلك هبوط نتيجة القيام المفاجيء، وذلك لأن الدم أثناء الجلوس يتحرك بأسلوب معين ومع الوقوف فجأة الدم الذي يرجع للقلب لكي يضخ للجسم كله، يحصل له هبوط في أسفل القدمين.
وتابع:”من يعاني من ترهل في عضلات السمانة والقدم ولا يمارس رياضة يصاب بهذا الهبوط بكثرة” مشيرًا إلى أن الأنيميا ونقص الهيموجلوبين والأكسجين وأمرض الرئة والقلب جميعها تؤثر على الإتزان.
علاج الدوخة
قال أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، إنه لعلاج الدوخة لابد من معرفة المسبب لها، هل مرضية أو أمر فسيولوجي أو إرهاق، فمرضى الدوار الحركي لابد من احتياطات معينة قبل السفر وركوب وسائل المواصلات، ألا ياكل كثيرًا قبل السفر وفي نفس الوقت ألا تكون المعدة خاوية أيضًا، يشرب سوائل كثيرة، يجلس في الكرسي الأمامي مع اتجاه الحركة، عدم القراءة أثناء السفر.
ولفت إلى وجود أدوية ظهرت مؤخرًا سريعة الذوبان، بمجرد وضعها على اللسان وهي الأفلام أو الرقائق توضع تحت اللسان، وتذوب بسرعة وتمتص أيضًا سريعًا من الجسم، وتسيطر على القيء أو الميل للغثيان والدوار، ويأخذ الشخص قبل السفر بنصف ساعة أو ساعة، ومتاح أخذها على معدة خاوية، وقد تؤخذ مرتين أو ثلاثة يوميًا حسب نصائح الطبيب.
وأفاذ بأنه متاح أن يأخذها الأطفال من سن عامين تحت إشراف الطبيب، ومهمة جدًا خلال الحمل للسيدات، فهي آمنة تمامًا خلال الحمل.