عرق النسا.. في هذه الحالة يتحول لمرض مزمن
كتبت: سماح عاشور
قد يعتقد البعض من اسمه أنه يصيب فقط السيدات لكن الرجال قد يكونون في مرمى الألم مباشرة؛ إنه “عرق النسا” ألم يصيب الرجال والسيدات على حد السواء، ويطلق هذا الاسم على كل ألم يسبب تهيج وضغط شديد على العصب الوركي وهو العصب الأطول في جسم الإنسان، ويبدأ من الحبل الشوكي مرورًا بالأرداف والفخذين وصولًا إلى القدمين.
يقول الدكتور أحمد جابر، أستاذ طب الأعصاب بجامعة عين شمس، إن عصب “عرق النسا” يخرج من الفقرة الرابعة والخامسة القطنية والعجوزية الأولى والثانية، وهو مسئول عن تغذية الأرداف وخلف الفخذ وخلف الركبة والسمانة حتى أصابع القدمين، والألم الناتج عن تهيجه يبدأ من أسفل الظهر حتى الأرداف وقد يصل للأصابع.
ويضيف:”الإصابة به شائعة وثاني سبب لزيارة الطبيب بعد الصداع النصفي، وعادة يكون الألم يشبه السكينة ويلسع أو يحرق، ويصاحبه أعراض عصبية من تنميل في نفس مسار العصب، ضعف مع الآلام”، مشيرًا إلى أن ألم عصب النسا قد يأتي في منطقة أسفل الظهر أو في الأرداف، أو في هيئة ألم خلف الركبة، أو ألم من أسفل الظهر حتى الكعب.
ويشير إلى أن تشخيص الإصابة بعرق النسا عن طريق طبيعة الألم، التاريخ المرضي، أثناء الكشف نتأكد من أن الأجزاء المغذية للعصب مصابة عن طريق رفع رجل المريض بزاوية معينة، ففي حالة إصابة العصب كلما تم رفع الرجل يزيد الألم ومعنى ذلك أن العصب متهيج.
وللوقاية من الإصابة بعرق النسا يقول دكتور أحمد جابر:”المشكلة أن الفقرات القطنية والعجزية فوق عرق النسا تتحمل نصف وزن الجسم، كما أنها ليست مستقيمة ومتحركة، والعضلات حول العصب ضعيفة، بالتالي تكثر الإصابة بعرق النسا”.
ويتابع:”عرق النسا له أسباب كثيرة وإذا لم يتحسن في أول 8 أسابيع لن يتحسن ، أي أنه إذا مر عليه 3 شهور نعتبر حالة مزمنة، لكن معظم الحالات تتحسن بعد 6-8 أسابيع بالأدوية أو الراحة”، لافتًا إلى أن عرق النسا له أسباب ميكانيكية نتيجة حدوث مشكلة في العمود الفقري ضغطت عليه، أو خشونة في الفقرات، أو ضيق المسافة بين الفقرات، وتزحزح الفقرات وجميعها تسبب ألم مباشر.
ويستطرد:”وهناك أسباب غير مباشرة لعرق النسا نتيجة ممارسات على مدى فترات طويلة مثل حركات خاطئة، الوزن الثقيل، عضلات الظهر خفيفة، الجلوس بشكل خاطيء، الجلوس في السيارة لمسافات طويلة، وهذه العوامل تسبب التهابات مزمنة ويتحول من ألم حاد لألم مزمن، وقد يتهيج عرق النسا نتيجة قصور الدورة الدموية التي تصله، وفي هذه الحالة لا يظهر الألم عند الجلوس يظهر مع الحركة لدرجة قد تصل لعدم القدرة على المشي والجلوس حتى يختفي الألم.
ويفيد بأن علاج عر النسا له مراحل؛ أول مرحلة تتمثل في الراحة مع الأدية حتى يخف الضغط على العصب، المرحلة الثانية بعد تحسن الألم نعمل على تقوية العضلات حول العمود الفقري، ثم مرحلة العلاج الطبيعي وتمارين أسفل الظهر بعد تحسن العصب، ثم المداومة على ممارسة الرياضة.