باطنة وجهاز هضميمقالات

سبب انتشار القولون العصبي ودور المنظار في العلاج والتشخيص

قال الدكتور محمود جمال بدوي، استشاري أمراض ومناظير الكبد والجهاز الهضمي، إن القولون العصبي موجود بنسبة عالية لكن ليس بالدرجة الفعلية التي يصورها البعض ففكرة أن 70-80% من الشعب المصري يعاني من القولون العصبي أمر غير دقيق.

وأضاف أن القولون العصبي من الأمراض الذي يشخص بسهولة شديدة فأي مريض يشتكي من مغص الدكتور يشخصه مبدئيًا كحالة قولون عصبي، لافتًا إلى أن القولون العصبي له أسلوب في التشخيص وتحاليل معينة قبل الحكم بأنك مريض قولون عصبي، كما أنه ليس له علاقة بالعصبية فهو مسمى فقط، بمعنى أن القولون سليم عضويًا وعصبي يعني وجود مشكلة في الأعصاب.

وتابع أن مرض القولون العصبي منتشر في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، فغالبًا الكل لديه نفس المشاكل بشكل متقارب جدًا، لافتًا إلى أن القولون عضو مهمة جدًا بالجسم له عدة وظائف أبسطها أنه مسئول عن امتصاص الفيتامينات، وخط دفاع به بكتيريا وفطريات تعيش بتناغم ونسب معينة تحمي الجسم من الميكروبات والجراثيم الموجودة بالأكل غير المعقم،  إضافة إلى وظيفة الإخراج، فهو مسئول عن إخراج الفضلات وامتصاص مواد كيميائية معينة حتى في الأدوية، وامتصاص مواد غذائية معينة في الأكل.

وأوضح أن تعريف القولون العصبي طبيًا هو وجود مشكلة في الأعصاب بالأساس أي مرض وظيفي خلل في الوظيفة فقط دون أي مشكلة عضوية أو وظيفية في القولون، قد يزيد مع التوتر والقلق والضغط النفسي، لافتًا إلى أن القولون العصبي يصاحبه 3 أنواع مع الأمراض قد يكون مصاحب لإسهال، أو مصاحب لإمساك، أو مصاحب لنوبات من الإمساك والإسهال، ومن ثم تشخيص الأمراض له خطوات، والعلاج له بروتوكلات، والمريض عليه أن يتوجه لطبيب متخصص ويلتزم بالخطوات التي يصفها.

ولفت إلى أن الإسهال من أشهر الأعراض التي يعاني منها مريض القولون، ويوجد علاجات لهذه المشكلة منذ فترة طويلة، لكن المهم التشخيص السليم للمرض، وبناء عليه نحدد العلاجات الفعالة، لكن مشكلة تلك الأدوية أنها مزمنة، لافتًا إلى وجود أساليب فعالة الآن في العلاج عبارة عن أفلام توضع تحت اللسان  ODF تضمن سرعة عمل المادة الفعالة والمريض يستجيب بسرعة، ففي حالات النوبات الحادة من الإسهال يضع المريض الفيلم تحت اللسان وتأثيره يظهر في خلال 5 أو 10 دقائق.

وأوضح أن تقنية “اوه دي اف” عبارة عن شريحة صغيرة توضع تحت اللسان يتم امتصاصها بسرعة وغير متعبة للمعدة وتوقف الإسهال فورًا، كما أنها تعالج جميع أنواع الإسهال لكن على مريض الإسهال ألا يسعى لوقفه من أول يوم لأنه لو إسهال بكتيري والمريض أوقفه بسرعة قد يصاب بتسمم إسهالي.

وأفاد بأن الإسهال عبارة عن أن الجهاز الهضمي ينظف نفسه في معظم الأحوال، بخلاف الإسهال الناتج عن مشاكل مناعية، فقط نتحدث عن الإسهال الناتج عند عدوي، والمريض لا يعرف أن يميز سبب الإسهال، لذلك عليه ألا يحاول وقفه بسرعه، فقد يتركه لمدة يوم أو يومين ثم يبدأ يأخذ أدوية لوقفه.

كما شدد على أهمية عدم استخدام أفلام”اوه دي اف” لفترات طويلة دون أن تعرف سبب الإسهال أو استشارة الطبيب،  لافتًا إلى أن تلك التقنية آمنة أثناء الحمل والرضاعة والأطفال من سن 12 سنة، حتى يمكن أن نستخدمه في حالات الإسهال الناتجة عن فيروس كورونا، فقد نستخدم حتى 6 أفلام في اليوم الواحد.

وأشار إلى أهمية منظار القولون في التشخيص والعلاج قائلا:”المنظار إجراء طبي نستخدمه في إطار التجويف الذي تريد أن تنظر إليه داخل الجهاز الهضمي سواء المريء أو المعدة أو القولون، بخلاف المنظار الجراحي فيعد بمثابة عملية يدخل الطبيب بالمنظار لكن دون جروح كبيرة أو مضاعفات”.

وأوضح أن منظار القولون ندخل من فتحة الشرج  ونرى ما نريده في القولون، ويوجد أمراض معينة لا نبت فيها دون استخدام المنظار، فمثلًا المريض الذي يعاني من الاسهال لمدة شهر أو أكثر دون سبب واضح فلابد من استعمال المنظار لمعرفة سبب الإسهال، لافتًا إلى أن المنظار عبارة عن كاميرا صغيرة تدخل بسلك رفيع الدكتور يكتشف من خلالها ما المشكلة إذا كانت التهابات أو ورم، فيمكن أخذ عينات أو نعالج في نفس اللحظة.

واستطرد:”إذا أجرينا منظار قولون واكتشفنا وجود زوائد لحمية ممكن نستئصلها مباشرة من خلال المنظار، وهنا تم التشخيص والعلاج في نفس الوقت، أما إذا كانت الزوائد اللحمية كبيرة نأخذ منها عينة ونحللها، وكذلك الوضع بالنسبة للأورام، ناصحًا بضرورة إجراء منظار القولون مرة كل عامين بعد سن الأربعين كإجراء روتيني، بحيث إذا اكتشفنا ورم نستئصله في بدايته أو إذا كان الورم خبيث أو قابل للتحول نستئصله ونكوي مكانه بالمنظار، دون اللجوء للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو الجراحة.

وأكد أن دور المنظار ليس دور ثانوي أو ترفيهي، لكنه يلعب دور أساسي في التشخيص والعلاج، ولا يستدعي الخوف منه، فقط يحتاج المريض لمنوم خلال فترة إجراء المنظار ولا يشعر بأي ألم، ولا يأخذ وقت طويل فمنظار المعدة لا يأخذ أكثر من ربع ساعة، وقد يحتاج منظار القولون وقت أطول نوعًا ما في حالة وجود زوائد لحمية، والمريض يفوق بعد نصف ساعة، وبعد ساعة يمكن أن يأكل ويشرب، وبعد 6 ساعات يمارس حياته بشكل طبيعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة