كتبت: دعاء علي
“أعراضه خادعة ومضللة وتتشابه مع أمراض أخرى”، بهذه الكلمات وصف الدكتور شريف حتة، استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، نقص فيتامين D بالجسم، والتي تتمثل في الخمول والوهن والألم في العضلات والمفاصل.
فيتامين D، يتوفر في عدد من الأطعمة مثل صفار البيض والكبدة، و هو أحد الفيتامينات المنحلة في الجسم، ويمكن للجسم أن يصنعه عند التعرض لأشعة الشمس، ولهذا يلقب بـ”فيتامين أشعة الشمس”.
يقول الدكتور شريف حتة، في تصريحات خاصة لمجلة “شفاء”، أن هناك نسبة ليست بالقليلة تعاني من نقص فيتامين “د” نتيجة العادات الغذائية السيئة وعدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كافي، مشيرًا إلى أن الفيتامين موجود بالجسم بنسب قليلة ونحتاج لزيادة كميته عن طريق أشعة الشمس، باعتبارها المصدر الرئيسى لفيتامين “د”، بالإضافة إلى الأغذية والمكملات والأدوية التي تحتوي على الفيتامين.
وأوضح، أن فيتامين D يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور في الجسم، وهو عامل مساعد في إجراء معادلات كيميائية معقدة بالجسم، ويحسن عمل البروتين الذي يساعد الكالسيوم على الالتصاق في الأمعاء ليتم امتصاصها بشكل جيد.
أضرار نقص فيتامين D
أكد استشاري الصحة العامة، أن النقص الشديد في فيتامين “د” يسبب الكساح للأطفال وذلك بتقوس عظام القدمين وعظمة الجمجمة، وأحيانًا يحدث تقوس في القفص الصدري بشكل يشبه صدر الحمام، كما يسبب لين العظام للكبار والتهابات المفاصل والالتهابات الروماتيزمية، مشيرًا إلى أن مرضى السمنة المفرطة والأطفال وكبار السن والحوامل من أكثر الفئات عرضة للإصابة بنقص فيتامين “د”.
وتابع أن النقص العادي في فيتامين “د” يجعل المريض يشعر بخمول وآلام في العضلات والمفاصل قد تصل إلى الروماتيزم، وخلل في ضغط الدم، وارتباك في الجهاز الهضمي، وخلل في الهرمونات وإفرازات الغدد في الجسم، كما يمكن أن يحدث مضاعفات في الكبد والكلى نتيجة نقص امتصاص الفوسفور والكالسيوم والمعادن في الجسم، ويمكن للمريض بنقص فيتامين “د” أن يصاب بمرض السكر نتيجة حدوث خلل في مستوى الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس، وقد يؤدي نقص الفيتامين للإصابة بالاكتئاب حيث أثبتت الدراسات أن هناك ارتباط بين الاكتئاب ونقص فيتامين “د”.
هل زيادة فيتامين D مفيد؟
ونوه دكتور شريف حتة، إلى أن الزيادة في معدل فيتامين “د” عن المعدل الطبيعي يسبب زيادة في الكالسيوم، مما يؤدي إلى تكلس بعض الأعضاء مثل الكلى والقلب وتراكم الكالسيوم في الشرايين، ويتم علاجها من خلال أدوية لإنقاص نسبة فيتامين “د” والإقلال من الأطعمة التي تحتوي على الفيتامين.
المعدل الطبيعي لفيتامين D في الجسم
لفت استشاري الصحة العامة، إلى أن نسبة احتياج فيتامين “د” اليومية تختلف وفقًا للفئات العمرية، والتي تثبتها نتائج التحاليل للتأكد من أن النسبة طبيعية، كما يمكن إجراء تحليل تغذوي للمريض للوقوف على الأطعمة التي يتناولها، ويتم تعريفه بالطعام المناسب والكميات المطلوبة للتغلب على نقص فيتامين “د”.
*الرضع حتى عمر 6 أشهر.. تتراوح من 10 إلى 25 مايكروجرام
* من عمر 6 أشهر حتى عام.. تتراوح النسبة من 10 إلى 38 مايكروجرام
* من عمر عام إلى 3 أعوام.. تتراوح النسبة من 15 إلى 63 مايكروجرام،
* من 4 أعوام إلى 8 أعوام.. تتراوح النسبة من 15 إلى 75 مايكروجرام
* من عمر 5 أعوام إلى 50 عامًا.. تتراوح النسبة من 15 إلى 100 مايكروجرام
* من عمر 51 عامًا حتى 70 عامًا.. تتراوح النسبة من 20 إلى 100 مايكروجرام
* من عمر 71 عامًا فأكثر تتراوح نسبة فيتامين “د” من 15 إلى 100 مايكروجرام،
مصادر العلاج
أكد دكتور شريف حتة، أن الشمس مصدر أساسي لفيتامين “د”، ولابد من التعرض لأشعة الشمس من 10 إلى 15 دقيقة يوميًا وذلك من الساعة 10 صباحًا وحتى 3 عصرًا، خصوصًا للفئات التي لا تتعرض للشمس بشكل كبير ومنهم ربات البيوت وموظفين المكاتب والعمال الذين يعملون في أماكن مغلقة، لافتًا إلى ضرورة عدم التعرض لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة؛ تجنبًا لضربات الشمس ويفضل التعرض للأشعة وقت الصبح.
وتابع أن الدراسات توصي بالتعرض لأشعة الشمس خلال الفترة من 10 صباحًا وحتى 3 عصرًا، ولكن مع التغيرات المناخية وبعد أن أصبحت شمس مصر حارقة وتسبب إجهاد حراري وضربة شمس، يفضل التعرض للشمس في الأوقات التي تكون فيها أشعة الشمس خفيفة.
وأضاف أن الأغذية هي المصدر الثاني لفيتامين “د”، وتشمل؛ السلمون، زيت كبد الحوت، الكبدة، صفار البيض، والقشطة، وعصير البرتقال وهو من العصائر المهمة التي تحتوى على فيتامين “د”، مشددًا على ضرورة تناول أدوية فيتامين “د” تحت إشراف الطبيب، والذي سيحدد الجرعة المناسبة وفقًا للفئة العمرية.
دور الطب الوقائى
وشدد استشاري الصحة العامة، على ضرورة إجراء تحاليل فيتامين “د” بشكل دوري كل 6 أشهر، والتثقيف الصحي بالأعراض وطرق الوقاية من المرض، مع الحث على التعرض لأشعة الشمس وممارسة الرياضة بشكل مستمر 3 مرات في الأسبوع لمدة 45 دقيقة ومنها رياضة المشي على الأقل.